لا يدفع المتهمون فى الكثير من القضايا الجنائية الثمن بمفردهم، ولكن يتحمل المعاناة معهم الأبناء الضعفاء وهناك الكثير من الحالات التى تدمى القلوب لها؛ منهم مرضى الكانسر والتوحد وهم يقفون أمام القضبان مشاركين الآباء خلفها المعاناة والآلام وفقدان العائل والدخل؛ الأمر الذى يؤثر عليهم دون أن يكون هناك حل لرفع المعاناة عن هؤلاء الأبناء قليلي الحيلة، وتقف كل مؤسسات الرعاية الاجتماعية والخيرية عاجزة عن احتواء آلامهم.
"أهل مصر" تتناول واحدة من أغرب القضايا لمريض يعانى من السرطان لم يرتكب ذنبا سوى أن سقف بيته المتهالك بحى العرب سقط على سقف الجيران أسفل منه وأدى إلى وفاة فتاة فى ريعان شبابها.
قال المحامى هانى الجبالى، وهو يصف المشهد لـ"أهل مصر": "الشقاء ينام فى فراشنا ونعجز فى الكثير من القضايا عن الفصل بين مشاعرنا وبين التكيف القانونى للقضية"، وسرد بعض أحداث يومه فى المحكمة قائلا: "وقفت أمام منصة القضاء أترافع عن متهم مريض بالسرطان وأجرى العديد من جراحات الاستئصال حتى امتد الورم الخبيث إلى عصبه البصرى".
وأضاف الجبالى: "أمام القفص الحديدى الجانبي وقفت ابنته ذات السبعة وعشرون عاما والتى تعانى من تراجع عقلي وصرع وتشنجات كبرى وإعاقة مزدوجة تنتظر خروج أبيها وعائلها الوحيد المتورط مع (القضاء والقدر) بالتسبب فى سقوط سقف سطحه على غرفة نومه التى انهارت أرضيتها على الدور السفلي فماتت الشابة ابنة الـ 22 عاما وهى نائمة بفراشها فى سكينة! لم أعلم حينها من الجانى.. ومن الضحية.. وعن من أترافع .. وضد من".