غُسل وتكفين مجاني.. موتى كورونا في أيدِ أمينة بكفر الشيخ

محافظة كفر الشيخ
محافظة كفر الشيخ

تعاني البشرية منذ ما يزيد عن العام من تبعات فيروس كورونا المستجد الذى أفقد الكثيرين أحبائهم وذويهم، حزن كبير عاشه مئات الآلاف من البشر بسبب ذلك، إلا أن ظهور هذا الفيروس كان اختباراً كبيراً للنفس البشرية، فعلى الرغم من المعاناة التى يعيشها الكثيرون من أهالى المتوفين بكورونا، إلا أن البعض لم يكترث بذلك بل دفعه الجشع والطمع لاستغلال أحزان غيره لتحقيق مصالحه الشخصية، إذ اتخذ البعض من وفيات كورونا فرصة لاستغلال أهالى المتوفين وابتزازهم برفع أسعار دفن ذويهم.

ودائماً ما تظهر الأزمات الجانب الإيجابى والسلبى من النفس البشرية، وعلى الرغم من استغلال بعض النماذج السلبية لأزمات غيرهم، إلا أن أزمة فيروس كورونا المستجد أظهرت نماذج إيجابية لاُناس قرروا مساعدة غيرهم وعدم استغلال أحزانهم، وقرروا مساعدتهم فى مصابهم بشكل تطوعى ومجاني، وقد ضرب أبناء محافظة كفر الشيخ مثالاً رائعاً فى ظل هذه الأزمة، حيث شهدت أماكن مختلفة من المحافظة إجراءات مجانية لتكفين ودفن المتوفين بفيروس كورونا، كما تطوع عدد من الشباب للقيام بهذه المهمة بشكل مجاني.

وقال فهيم البيلى، أحد أبناء محافظة كفر الشيخ، إن إجراءات دفن المتوفين بفيروس كورونا جميعها مجانية بدءًا من الكفن والغُسل والدفن، موضحًا أن هناك تعاونًا فى الإجراءات: "جزاهم الله عنا وعن موتانا خير الجزاء، وجعله الله فى ميزان حسنات كل من تبرع لدعم هذه الخدمات"، مضيفًا: من يرفعون أسعار الدفن لمتوفين كورونا يستغلون آلام الناس ويتاجرون فى أوجاع البشر، ولهم من الله ما يستحقون.

وأكدت إحدى المواطنات بمحافظة كفر الشيخ، إنها لم تسمع عن أى وقائع استغلال حدثت فى دفن وفيات كورونا، وبسؤالها عن رأيها في من يستغلون أهالى المتوفين بكورونا ويرفعون أسعار الدفن، قالت: "لا تعليق، الاستغلال فى المصايب كمان يعنى موت وخراب ديار؟!".

وأوضح أحمد مغيزل، أحد أبناء مدينة قلين، إن دفن المتوفين بهذا الفيروس فى المدينة يتم جميعها بشكل تطوعي، مشيرًا إلى أن هناك شباب يتطوعون لتكفين ودفن المتوفين بفيروس كورونا، خاصة أن البعض يرفع أسعار الدفن للمتاجرة واستغلال الأزمة أسوأ استغلال، ولكن بمحافظات أخرى وليس محافظة كفر الشيخ.

وقال مصدر مسئول بإحدى مستشفيات العزل بمحافظة كفر الشيخ، فضل عدم ذكر اسمه، إنه بعد استلام جثة المتوفى بكورونا يتم وضعه بالمشرحة وبعد حصول الأهل على تصريح الدفن، تبدأ عملية تجهيز المتوفى لدفنه، ويبدأ الأمر بتغسيل الموتى، حيث يتم تعقيمه بالكلور والكحول لعدم نقل العدوى، ويتم تجفيف جسد المتوفى جيداً.

واستطرد المصدر، قائلاً: "وضع المتوفى بالكفن المكون من 3 طبقات قماش، وكيس بلاستيك عازل "مشمع"، ويتم تعطير الجثمان، ويُربط الجثمان بـ5 أو 7 أربطة، ثم يوضع بعد ذلك فى كيس الإسعاف أسود اللون، ويتسلم الأهالى الجثمان بعد ذلك، فإذا جاءوا بسيارة خاصة يتسلمون الجثمان بها، وإذا لم يفعلوا يتم نقل الجثمان عن طريق الإسعاف لدفنه.

وأضاف المصدر بالقول: لم أسمع عن أي استغلال يحدث فى دفن المتوفين بفيروس كورونا، والمتوفين من أبناء المدينة التى يوجد بها مستشفى العزل نقوم بتجهيزها من غُسل وتكفين ودفن بشكل مجانى" مؤكدًا بالقول: "هناك أهالى يتبرعون بالأكفان، وأهالي المتوفين بكورونا من غير المقتدرين ماديا لا يتحملون أي نفقات من تكفين وغُسل فهى قائمة على تبرعات أهل الخير، أما المقتدرين فيمكنهم التبرع"

واختتم المصدر، تصريحاته، أنه يمكن للأهالي المشاركة في دفن المتوفى بكورونا ولن يتعرضوا للأذى؛ لأن العدوى تنتقل عن طريق الرذاذ الذى يصدر من المصاب، وهنا الحالة متوفية، كما أن الكيس البلاستيكى الذى يوضع به الجثمان يمنع انتقال العدوى.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة أرسنال وبورنموث في الدوري الإنجليزي (لحظة بلحظة) | التشكيل