تعرض في مرحلة الطفولة، إلى عدة مشكلات عانى منها نفسيا، بسبب انفصال والديه، ومن أثرت عليه كثيرا في مراحل عمره التالية، فقد كان دائم الشرود واللا تركيز، وتأثرت دراسته سلبيا، وكاد أن يفقد مستقبله، لكنه قاوم ذلك بعون الله ثم بدعم والدته، وقرر التعافي والشفاء من كل أثر نفسي، فبدأ بنفسه وإصلاح ذاته واستغلال مواهبه وقدراته، ثم أعد فريقا لاكتشاف المواهب والكنوز البشرية، ودعم المحتاجين معنويا، فإنها إن ارتاحت الروح، استطاع الإنسان فعل كل ما يمكنه دون عوائق.
الشاب عبد الرحمن مؤمن مؤسس فريق طموح
إنه الشاب عبدالرحمن مؤمن عبد الحليم، من محافظة القاهرة، والحاصل على ليسانس لغة عربية ودراسات إسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، يقول في حديث خاص لـ' أهل مصر': 'تعرضت لمرض نفسي وهو حسب تشخيص الأطباء 'انفصام' في مرحلة مبكرة من عمري، بسبب حزني واضطراب أحوالي الشخصية والنفسية بعد انفصال والديّ، عانيت كثيرا، لافتا إلى دعم والدته له ومؤازرته طوال الوقت، كان يقاوم كثيرا إلا أن تأثره بالسلب كان أقوى، لدرجة أنه أُعفِي من خدمة الجيش بعد 9 أشهر بسبب أثار حالته النفسية، مشيرا إلى وفاة والدته تلك كانت الضربة القاسمة، التي جعلته يمد يد العون لنفسه وينقذها، فقرر أن يستغل المستقبل، وهو يخطو نحو الأمل والتفاؤل'.
مشكلات نفسية
وتابع عبد الحليم: 'مررت بمشكلات كثيرة أحاول إيجازها، لكن لن أنسى بعضها، إذ تزوجت بعد نهوضي من الوعكة النفسية، من شابة تكبرني بنحو 12 عام بعد قصة حب عارمة، كنت أدربها ضمن المحاضرات التي تفوقت في إلقائها، والتي قصدت خلالها مساعدة الأخرين ودعمهم، لكن الزواج لم يكتمل وانفصلنا بعد 3 سنوات، لرغبتها في الانجاب وأنا أعاني مشكلة فافترقنا، وتزوجت بشابة أخرى وتسير الحياة، لكن هناك مشكلة تنغص حياتي ولكن اقبلها بقلب هادئ وهي عدم الانجاب'.. حسب قوله.
مشوار حافل بالتعثرات والآلام
قرر عبد الحليم بعد مشوار حافل بالتعثرات والآلام النفسية، أن يكون داعما لكل محتاج وسندا لكل من بحاجة لدعم معنوي خاصة من ذوي الهمم، ويوضح: 'أسست فريق يدعى 'طموح للكنوز البشرية'، وهو يستهدف اكتشاف كنوز البشر ومساعدتهم بالدعم المعنوي أولا، كان ذلك في عام 2012، متابعا: 'أسست مبادرة في عام 2017 تحمل نفس هدف الفريق وصفاته، احنا بتوع الإيجابيات، جميع الأعضاء فيه متطوعين، زرنا المدارس والجامعات ودور الرعاية وكل المؤسسات الاجتماعية التي يمكننا دعم الأشخاص فيها، واجهنا البطالة بتعليم الأشخاص وبالتحديد من متحدي الإعاقة حرف يدوية تعينهم على الحياة ولو بدخل مادي بسيط، كما وعلمناهم طرقا للدفاع عن أنفسهم في حال تعرضهم لأذى بدني أو سرقة أو اغتصاب، فضلا عن ندوات توعوية لهم لتعديل سلوكياتهم وأنشطة قدمناها لتنشيط الذاكرة السمعية والبصرية لهذه الفئة من متحدي الإعاقة'.. حسب قوله.
الفريق والمبادرة يستهدفون الاسر والاشخاص ذوي الاعاقة:
وأضاف بالقول: 'استهدفنا توعية الأسر بالمحاضرات التثقيفية مستعينين بمتخصصين متطوعين، للحد من حالات الطلاق في المجتمع، كما علمنا الأشخاص حرف مثل السباكة، صيانة الكهرباء وكل ما يتعلق بصيانة أعطال المنزل دون اللجوء لتكلفة اقتصادية بالاستعانة بحرفيين من الخارج، متابعا: 'وقمنا بتفعيل مبادرة إحنا بتوع الإيجابيات' التي دشناها في عام 2017، واستهدفت مكافحة التنمر بدمج ذوي الإعاقات مع المجتمع، وإتاحة الفرصة لهم بتقديم مواهبهم الفنية والأدبية وغيرها، فيشعرون بقيمتهم وذاتهم، كما ويستفيد الفريق من أعضائه المتطوعين من ذوي الإعاقة، فكل متخصص في مجال مختلف، يدعم به الفريق، وكل ممتهن مهنة يعلمها لغيره'، معلقا: 'وصلنا للقرى وقدرنا نساعدهم ونحل مشكلاتهم بنفس مبادئ فريق طموح ومبادرتنا احنا بتوع الإيجابيات'.
مواقف إنسانية لم ينساها مؤسس الفريق
وأكد مؤسس فريق طموح للكنوز البشرية: 'إن من أكثر ما تأثرت به موقف متعلق بعدم إنجابي، وكنت في مؤسسة تثقيف فكري لذوي الاحتياجات الذهنية، وكنا ذهبنا لجبر خواطرهم ودعمهم وإسعادهم ايضا، فلما علم أحد الأطفال بالمجهودات المبذولة لأجلهم دعا لي قائلا: 'ربنا يراضيك'، معلقا: 'شعرت وكأن الله يكافئني بهذه الدعوة، وبالفعل فتحت لي أبواب خير كثيرة، بفعل سحر جبر الخواطر'، حسب تعليقه.
شعور بالرضا والامتنان:
وشعر عبد الرحمن بالسعادة عندما يغير مجرى حياة أحد، ويجعله عضوا فعالا في المجتمع، فهناك فتاة قدمت له الشكر، بعد شهور من انخراطها بالتطوع ضمن فريق طموح، معبرة عن سعادتها أنها أصبحت تشعر بقيمة الحياة بل وبقيمتها، خاصة بعد مساعدة المحتاجين بمشاركة أعضاء الفريق في مساعة المجتمع، وتبدلت أحوالها من بعد وقت ضائع غي المنزل وبين محادثات الهاتف غير المجدية مع صديقاتها إلى دعم مجتمعي أشعرها بالقوة والقيمة'، حسب قوله.
واختتم عبد الحليم، حديثه لـ'أهل مصر': 'أن عمر الفريق تخطى 9 أعوام، كلها سعي لجبر الخواطر وإنقاذ أرواح من هلاك المرض النفسي أو ضغوط الحياة أو ربما من ألم نتيجة إعاقة بدنية، لافتا إلى شعار قد تعلمه
حسب قوله من مستشار فريق طموح وهو 'إذا مات الطموح فالإنسان هو الذي اختار شهادة وفاته وحدد تاريخها، وأن الأوجاع هى الرحم الذي يولد منه الإبداع، مؤكدا على أنه تعلم من ذوي الهمم ومتحدي الاعاقات أن الإعاقة انطلاقة وليست عجز'، متمنيا مساعدة كل إنسان ودعم كل من بحاجة لعون.