يفتتح الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، غدا الأحد، مشروع ترميم وكالة الجداوى الأثرية بمركز إسنا جنوب الأقصر، وذلك بحضور المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، والسفير الأمريكي بالقاهرة، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للآثار.
نفذت المشروع شركة 'تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة' من خلال مشروع 'إعادة اكتشاف الأصول التراثية الثقافية لمدينة إسنا'، والذي يتم بالتعاون مع وزارة الآثار والسياحة، ومحافظة الأقصر، ووزارة التعاون الدولي بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في إطار الاتفاقية المشتركة بين حكومتي جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية بشأن الاستثمار المستدام في السياحة بمصر 'سايت'.
وتهدف الاتفاقية إلى زيادة تنافسية قطاع السياحة في مصر من خلال رفع مستوى إدارة المواقع التراثية، وترويجها، والحفاظ عليها.
وتتواصل جهود هؤلاء الشركاء من خلال مشروع 'الاستثمار في السياحة المستدامة والمتكاملة بمدينة إسنا' والذي يمتد حتى سبتمبر 2024 لإعادة إحياء المدينة كمقصد سياحي متميز يوفر لزائريه تجربة متفردة وأصيلة.
ويهدف مشروع “الاستثمار في السياحة المستدامة والمتكاملة بمدينة إسنا” إلى الحفاظ على الأصول الثقافية والتراثية للمدينة، وفي استخدام السياحة كمحفز لدعم نموذج اقتصادي شامل يعود بالفائدة على مجموعة متنوعة من سكان المدينة.
كما سيعزز المشروع سلسلة القيمة السياحية القائمة بالمدينة، وسيقوم بتطوير استراتيجية تسويق وترويج سياحي فعالة لإعادة وضع مدينة إسنا على الخريطة السياحية لسنوات قادمة.
يذكر أن كالة الجداوي دليلاً على الرخاء الاقتصادي الذي عاشته المدينة خلال القرن الثامن عشر الميلادي، وكانت مدينة إسنا في تلك الفترة مقصداً يفد إليه التجار من أفريقيا، وسوقاً للصمغ العربي وريش النعام والعاج والمنسوجات والزيوت المحلية، كما لعبت المدينة دوراً هامًا في التجارة بين القاهرة من جهة، ومدن الصعيد والتجارة القادمة من أفريقيا من جهة أخرى.
ويرجع إنشاء وكالة الجداوي إلى الأمير 'حسن بك الجداوي'، مملوك علي بك، وذلك في عام 1207 ه (1792 م)، تولي 'حسن بك الجداوي' إمارة جدة في عام 1184 هـ (1770 - 1771 م)، لذا لقب بالجداوي.
ويشير الجبرتي إلى أن 'حسن بك' تولى فيما بعد ولاية جرجا (بمحافظة سوهاج) في صعيد مصر، ثم قدم بعد ذلك مع مجموعة من المماليك إلى مدينة إسنا قبل قدوم الحملة الفرنسية إلى مصر.
يتكون مبنى الوكالة من طابقين يحيطان بفناء مفتوح، كان الدور الأرضي يستخدم في تخزين وبيع البضائع، بينما استخدم الدور العلوي لاستضافة التجار الزائرين للمدينة.
تعد وكالة الجداوي أحد النماذج النادرة على هذه النوعية من المباني بصعيد مصر.
كما تتميز بزخارف من الطوب الآجر والعناصر الخشبية المنقوشة، وبالأخص في كتلة المدخل والأعمدة المحيطة بالفناء، لذا فهي شاهد على روعة العمارة بصعيد مصر في تلك الفترة.
وأضاف المصدر أنه نظرُا لأهميتها التاريخية الواضحة، فقد قامت الدولة بتسجيل 'وكالة الجداوي' في عداد الآثار الإسلامية سنة 1951.
ومنذ ذلك الحين، بذلت الدولة جهودًا حثيثة للحفاظ على المبنى، ولكنه تعرض بعد ذلك لبعض عوامل التدهور، ومنها انتشار الشروخ بالمبنى، والتدهور الإنشائي للواجهة الرئيسية وكتلة المدخل، وانهيار بعض العناصر ومنها السلم الشمالي الشرقي للمبنى وسقف الممرات المحيطة بالفناء بالدور الأول.
مشروع الترميم الحالي، والذي تم في الفترة من 2018 حتى 2021 بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، بالتعامل مع عوامل التدهور هذه، وقام المشروع بأعمال التدعيم الإنشائي لأساسات وحوائط المبنى بما يشمل الواجهة الرئيسية وكتلة المدخل.
كذلك قام باستكمال العناصر المنهارة استنادًا إلى أعمال التوثيق المعماري والدراسات التاريخية السابقة للمبني.
كما قام بأعمال الترميم الدقيق والتعامل مع مظاهر التلف للعناصر المختلفة مثل الطوب الآجر والعناصر الخشبية المزخرفة، وتم تركيب وحدات إضاءة داخلية وخارجية، وتجهيز المبنى بالخدمات الملائمة لاستقبال الزائرين.