ذكريات جميلة تعيش عليها وترويها لتُذكر أهالى بورسعيد بأن والدها 'عاشق كرة القدم'، لا تزال ذكراه فى القلب، فأعطى الكثير لمعشوقته ومات وهو ينظر إليها وكأنه يوصيها بأن تستكمل مسيرته على الرغم من صغر سنها.
'كنت أذهب معه التدريبات الرياضية التى كان يقوم بها فى النادى المصرى منذ كنت طفلة صغيرة ولم أفارقه حتى فى السفريات وحضور المباريات الودية'، هكذا بدأت تروى جنى ابنة الراحل مسعد نور نجم منتخب مصر والنادى المصرى البورسعيدى وصاحبة الـ 17 عاما، قصة عشقها لكرة القدم، مضيفة: 'منذ طفولتى لم يفرقنى عن والدى سوى الموت فقد كنت أذهب معه كل سفرياته لحضور المباريات، فكان بالنسبة لى كل شيء فى الحياة ودائما أفتخر بأننى ابنته الكبرى ولى شقيقان أصغر منى'.
جنى: عشت معه أجمل أيام حياتى
وأضافت ابنة لاعب كرة القدم: 'كرة القدم كانت بالنسبة لى شيئا مختلفا وربما كنت أبحث عنه طوال السنوات الماضية إلى أن وجدته عندما التحقت بنادى المريخ لمدة عام وبعدها نادى الزهور ولعبت 'باك' كم كنت أتمنى ألعب مثل والدى فقد كان 'فرود ' النادى المصرى وله تاريخ كروى كبير، ولعب فى نادى الزمالك أيضا'.
وتابعت جنى: 'مر على وفاة والدى عشرة أعوام فهو توفى عام 2011 بعد صراع مع المرض وكنت وقتها طفلة أبلغ من العمر 7 أعوام إلا أننى عشت معه وكأنه عمر طويل ذكرياته لم تذهب عن مخيلتى، ولا زلت أتذكر جميع الذكريات الجميلة التى عشتها فى أحضانه'.
وتابعت: 'أجمل ما يسعدنى عندما أذهب إلى أى مكان ويحتفلون بى 'ابنة الكابتن مسعد نور' أو ابنة الكاستن فقد أطلقوا عليه اسم الكاستن لأنه كان أسمر اللون، وعرف بهذا اللقب والكاستن فاكهة أبو فروة في بورسعيد، لونها بني وطعمها رائع من الداخل'.
وأضافت: فكرت فى أن أجعل اسم والدى يتداول دائما ويتردد باستمرار بعد سنوات من رحيله فاشتركت فى لعبة كرة القدم النسائية بنادى الزهور وهى الفرقة الوحيدة التى تلعب دورى فى بورسعيد، وأعرف أنه مجرد أن يذكر اسمى سوف يذكر تاريخ مسعد نور الرياضى المشرف فهو 'معشوق البورسعيدية'، وأتمنى أن أصبح مثله لأخلد اسمه فى البطولات الرياضية وأتقدم بالشكر للكابتن مصطفى سامى المدرب وكابتن شيكو المساعد وجميع الفتيات بالفريق فهن لديهن خبرة كبيرة وأتعلم منهن الكثير ويقمن بمساعدتى.
وتابعت: 'دخلت مجال التحكيم أيضا، وقمت بعمل اختبار الكشف الطبى وبعض الاختبارات ولازلت أنتظر الاختبار البدنى الأسبوع المقبل وأتمنى أن اجتازه لاصبح لاعبة كرة قدم وأنضم إلى التحكيم الرياضى أيضا'.
ابنة الكاستن تروى مسيرة والدها الرياضية
وتروى جنى، تاريخ والدها الرياضى، فتقول: 'بالرغم من أننى كنت صغيرة السن إلا أننى أعرف كل صغيرة وكبيرة عن والدى وفخورة بأننى ابنته فهو كان أحد رموز النادى المصرى البورسعيدى وثانى أعلى هدافين النادى بتاريخه فى بطولة الدورى برصيد 87 هدفا، كما لعب على الصعيد الدولي مع منتخب مصر، متابعة: 'وبدأ مشواره مع اللعبة في نادي بورفؤاد عام 1966 ثم انتقل بعدها لناشئي نادى الزمالك طوال فترة التهجير و كان معه الكباتن فاروق جعـفـر وعلى خليل ومحمود الخواجة ومحمود سعد'.
واستطردت: 'مع استقرار الأوضاع في بورسعيد طلب والدى من مسئولي الزمالك الانتقال للنادي المصري مضحيا بالمزايا المادية الكبيرة التي كان يحظى بها في الزمالك مقارنة بالمصري في ذلك الوقت، وبالفعل تألق والدى فى المصرى وفي موسم 1974 -1975 لعب في الدوري 31 مباراة أحرز خلالها 21 هدفا وكان ثالث هدافي الدوري بعد حسن الشاذلى ومحمود الخطيب'.
مسيرة والدى الكروية 'تاريخ' يحتذى به
واختتمت جنى، حديثها: أقرأ كثيرا على موقع التواصل الاجتماعى 'فيس بوك' وفى المجلات الرياضية القديمة التى أحتفظ بها عن مسيرة والدى الكروية، وأدرك أنها 'تاريخ رياضى' يحتذى به ويجب أن يدرس للأجيال الرياضية القادمة، وأفتخر به وأتمنى أن يظل اسمه يتردد فى الأجواء الرياضية وأكون سعيدة جدا عندما يحتفى به قدامى الرياضين فى بورسعيد والمحافظات الأخرى باستمرار فى ذكرى وفاته.