'رغم حاجته الشديدة وضيق الحال، إلا أنه لم يُفكر ولو لثوانٍ معدودة أن يمد يدة على أموالٍ لا يستحقها، بل كل حلمهِ في الحياة أن يُطعم أبناؤه من رزقٍ حلال ومن عرق جبينه ليس أكثر'.. هذا هو حال محمود أبو عاشور والشهير بـ محمود سلطان، ابن قرية تتا التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية.
'تفاجئتُ أثناء عملي فى معرض بمدينة سرس الليان بـ'شيكارة' مُلقاة على الطريق، حاول إثنين أخذها خلسه ولكنني منعتهما من ذلك وقُمتُ بوضعها أمام المعرض حتي لا يأخذها أحد'.. بهذه الكلمات بدأ محمود حديثه مع 'أهل مصر'، مُستكملاً: 'بدأتُ في تفحص الشيكارة بصورة جيدة للغاية، حتى أتمكن للوصول لصاحبها، وخلال تفحصي وجدُ بادج 'البريد المصرى' ومدون عليها لذلك تأكدتُ أن بها شيئًا ثمينًا، وبفحصها تبين أن بها مبلغ 600 ألف جنيه، فتأكدتُ أنها في عهده أحد موظفي البريد وسيعود للبحث عنها.
'فور رؤيتي أن المبلغ كبير للغاية، قُمتُ بأخذ الشيكارة، ووضعها داخل المعرض حتى لا يقوم أحد بأخذها، فبدأتُ بالتفكير عن كيفية الوصول للموظف الذى سقطت عهدته منه ولكنني اثناء التفكير، وجدتُ عدد من موظفى هيئة البريد المصري، أخذوا يبحثون عن الشيكارة فاتجهتُ لهم لأسألهم عن ماذا يبحثون ليجاوبونني بأنهم يبحثون عن عهدة زميل لهم سقطت منه'.
وأضاف محمود، انهم اخبروني انهم يبحثون عن عهدة صديقهم وان المبلغ 600 ألف جنيه ومدون عليها ذلك، فطلبتُ منهم تحقيق الشخصية للتأكد من أنهم يعملون فى البريد، وفور التأكد اخبرتهم بان يحضروا الموظف صاحب العهده، وفور مجيء الموظف، أخذ في البكاء وسجد ركعتين لله شكر عن عدم ضياع العهدة، ثم بعد ذلك أكدت لهم بضروره تسليم المبلغ بمحضر رسمي لان الشيكارة والفيس الداخلي للشيكاره كانوا مفتوحين في محاوله سرقه.
هذا ولأمانته قام اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، بتكريمه تقديرًا لأمانته وتقديمه كمثل وقدوة يحتذى بها الشباب، و قرر منحه مكافأة مالية وقام بتسليمها له فى مكتبه بالديوان العام.
وفي النهاية أكد محمود، انه بتمني أن يتم توفير فرصة عمل له فى القطاع الخاص لتوفير متطلبات أسرته، مؤكدًا أنه اضطر لقبول عمله الحالى رغم ضعف الراتب.