بالرغم من تعرض مساحات كبيرة من أراضي محافظة الغربية للغرق بسبب انخفاض مستوى طرح النهر، إلا أن هناك مساحات أخرى ترتفع بصورة كبيرة عن المستوى الطبيعى، وهو ما دفع العديد من الفلاحين إلى اللجوء لطرق بديلة لرى محاصيلهم، وخاصة مع إغلاق الترع لتبطينها ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي الجديدة، للحفاظ على الموارد المائية، ليبدأ فى حفر الآبار الارتوازية، والتي اعتمد عليها آباءهم وأجدادهم لسد احتياجاتهم للماء.
المياه الجوفية للزراعة
يقول 'محمد مرعى' مزارع بمركز قطور: عقب إغلاق الترع وتبطينها، وقعنا فى أزمة طاحنة، ألا وهى نقص المياه، وأصبحنا فريسة بين موت محاصيلنا أو بور الأرض، الأمر الذى دفعنا أنا وجيرانى لاستئجار شركة لحفر الآبار الارتوازية، للاستفادة من المياه الجوفية للزراعة، وهو حل لا يكلف الدولة جنيها واحدا.
وأضاف 'مرعى': ساعدتنا تلك الفكرة على زراعة محصول الأرز والذى منعت المديرية زراعته فى زمام المركز، بسبب قلة المياه والحفاظ على الموارد المائية، إلا أن فكرة البئر الارتوازي حله مشكلة تكثر من 100 فدان من المحيطين بزمام قطور.
وقال ' السيد عمار' مزارع بمركز المحلة: تعد فكرة البئر قديمة منذ الأزل، حيث استخدمها أجدادنا، ووصلت حد الانقراض، وذلك للمجهود المبذول والتكلفة، إلا أن الظروف اضطرتنا للعودة لها مرة أخرى لإنقاذ أراضينا، على الرغم من آثارها الجانبية الناجمة عن استعمال المياه المالحة على المدى الطويل.
طرق بديلة لرى الأرز
وأضاف 'عمار': يتكلف حفر البئر الواحد ما بين 16 ألف جنيه و50 ألفا، حيث يتم الحفر على عمق 130 متر وأكثر وفى بعض الأحيان نجد المياة دافئة كلما ازداد العمق، وتختلف أسعار الحفر ما بين عمال حفر أو شركات، ومن هنا أصبحت المياه الجوفية مصدراً احتياطياً يلجأ إليه الفلاح فى وقت الحاجة فقط، مشيراً إلى أن قرارات الحكومة بتخفيض مساحات الأرز أجبرت المزارع على اللجوء للبحث عن طرق بديلة لرى الأرز، بدلاً من التفكير فى زراعة محاصيل بديلة، نظراً لارتفاع سعر المحصول بشكل خيالى وهو ما جعل الفلاح يبحث عن بدائل أخرى لزراعنه.
آبار الدلتا تسحب مياهها من الترع
ويقول المهندس على البيومى، وكيل زراعة الغربية، إن العدد الحقيقي للآبار بمنطقة شرق وغرب الدلتا، غير معروفة بسبب عدم تعاون الزراعة مع إدارة المياه الجوفية، ففى محافظات شرق الدلتا نحو 4 آلاف بئر، وفى محافظات غرب الدلتا 8 آلاف بئر، وحاليا تتم دراسة تغليظ عقوبة مخالفة حفر الآبار، بتعديل القانون رقم 112 لسنة 1984 الذى يحظر حفر آبار للمياه الجوفية، سطحية أو عميقة، داخل أراضى الجمهورية، إلا بترخيص.
وأضاف 'بيومى': الآبار تسحب مياهها من الترع، محذراً من ملوحة مياه الآبار إذا تم حفرها على عمق أكثر عن 40 متراً، وحفر الآبار عادة ما يكون تكميلياً ويستخدم فقط فى أوقات الذروة عندما تشح المياه، والآبار التي يتم حفرها فى الدلتا تسحب مياهها من الترع، وعادة ما تكون على عمق بسيط لأنه لو زاد عن ذلك تكون المياه شديدة الملوحة.