ماتت ابنتها لعدم توافر ثمن العلاج.. قصة خمسينية بقنا أنفقت على زوجها 13 عامًا من بيع الخبز حتى وفاته: عايزة خامات أخبز وأسدد ديوني (فيديو وصور)

محررة أهل مصر أثناء رصدها استغاثة سيدة في قنا
محررة أهل مصر أثناء رصدها استغاثة سيدة في قنا

كانت تعيش حياة هادئة وسط أسرتها كأي زوجة قنائية، تلبي كل احتياجاتهم داخل منزلها، ليس لديها خبرة بأي عمل خارجه، لم تكن تعلم أن القدر خبأ لها ظروفا قاسية جعلت حياتها تنقلب رأسا على عقب بعد مرض زوجها، ما جعله جليس الفراش بالمنزل 13 عامًا حتى فارق الحياة، فلم تقف تتفرج على أسرتها التي تراها تنهار أمام عينيها بل خرجت وعملت في مخبز نسائي فترة طويلة لتنفق على علاج زوجها.

مأساة زوجة من قرية أسمنت في قنا

ظلت خلال تلك السنوات تسافر أسبوعيًا لمحافظة أسيوط لتوفير حقنة له بتكلفة 1500 جنيه، حياة مريرة عاشتها بين عملها ومستلزمات أبنائها ومرض زوجها والديون التي اقترضتها لتوفير مثل هذا العلاج الباهظ الثمن، وذلك الذي جعلها عاجزة عن توفير علاج ابنتها الكبرى عندما مرضت وتوفيت وهي في عمر الـ20 عامًا لعدم توفير أدويتها.

هكذا قضت السيدة 'ر.ع' في الخمسينات من عمرها، ابنة قرية أسمنت، مركز نقادة، غرب محافظة قنا، حياتها بعد تعرض زوجها للإصابة بفيرس 'سي وجلطة'، رغم إقامتها داخل قرية يغلب عليها الطابع الإجرامي من أعمال العنف وإطلاق الأعيرة النارية بين بعض العائلات إلا أنها لم تستسلم وخرجت بحثًا عن مصدر رزق تساعد بدخله في علاج زوجها ومستلزمات أبنائها الخمسة تعلمت كافة أنواع المخبوزات والحلويات واستغلت مهاراتها فيهما لتحقق أعلى دخل بالإضافة إلى مساعدة فاعلين الخير لها.

ابنة قنا التي أنفقت 13 عامًا على زوجها حتى وفاته من عملها في بيع الخبز

قالت ابنة قنا، إنها كانت تقيم في البداية مع زوجها داخل بندر نقادة، عملت بالمخبز النسائي القريب منها سنوات عديدة، ووجدت بداخله ما يساعدها في الإنفاق على زوجها من عملها ومساعدة فاعلي الخير، كانت تجد فرصة للسفر أسبوعيًا لجلب علاج زوجها الباهظ الثمن من محافظة أسيوط، فتكلفة الحقنة فقط ألف ونصف دون مواصلاتها وباقي الأدوية ومستلزمات أبنائها كل ذلك كان على عاتقها ومساعدة فاعلي الخير لم تكن بصفة مستمرة لذلك كانت تلجأ للقروض لتكمل تكلفة العلاج وتسدد من عملها شهريًا.

محررة أهل مصر أثناء رصدها استغاثة سيدة في قنا

وأضافت أنها استمرت هكذا 13 عامًا حتى تُوفي زوجها لتجد نفسها أمام عوائق أخرى وحسرة جديدة فقد وقعت في مشكلة مع أحد أفراد عائلتها جعلتها تهجر منزل زوجها وتتجه للإقامة بمنزل والدها وبذلك تركت عملها بالمخبز لبعده عن قرية 'أسمنت' مقرها الحالي، لكن كانت حاجة أبنائها تزيدها حزنًا فليس لديها عمل كل ما تنفق منه مساعدات فاعلي الخير التي لم تتوفر طوال الوقت لذلك فكرت في البحث عن عمل جديد فعملت بمخبز صغير داخل القرية فترة قصيرة لعدم استمراره حيث تم غلقه لعدم وجود دعم له.

كما ذكرت أنها لم تتوقف رحلة كفاحها بل اقترضت من جديد وقامت بشراء فرن وبدأت تصنع المخبوزات داخل منزلها وتوزعها على جيرانها بالقرية وخارجها، كانت تبدأ يومها من بعد صلاة الفجر تعد كافة المخبوزات والحلويات التي قررت صناعتها حسب طلب زبائنها ولم تلجأ إلى وسيلة مواصلات في عملية التوزيع لتوفير أجرته لأبنائها بل سيرًا على قدميها توزع جميع مصنوعاتها ومن دخلها تسدد ديونها وتوفر متطلبات أبنائها.

توفيت ابنتها لعدم قدرتها على علاجها

'موت بنتي كسرني' هكذا علقت ابنة قنا على وفاة ابنتها وهي في سن العشرين عامًا بعد إصابتها بمرض خبيث، جعلها تبدأ رحلة جديدة معها مليئة بالشقاء والحزن والحسرة في توفير العلاج لها، فلم تستيقظ من ديونها القديمة حتى وجدت نفسها تقترض من جديد لتوفير علاج ابنتها الذي فاق طاقتها وتسبب في وجود أحكام قضائية بحبسها لتراكم أقساط البنوك والجمعيات عليها كما أوقف عملها لعدم استطاعتها توفير الخامات التي تصنع منها المخبوزات فقط تفرغت لابنتها تستغيث لتوفير علاج لها لكن لم تستمر استغاثتها طويلًا وفارقت ابنتها الحياة منذ 3 أشهر لعدم توفير أدويتها الباهظة الثمن وكان ذلك الوجع الأكبر في حياتها فلم تجف عينيها من الدموع منذ وفاتها وشعورها بالتقصير تجاهها لعدم قدرتها على توفير العلاج لها.

استغاثة عاجلة

تعيش السيدة حاليًا في حالة حزن مستمرة لكنها مهددة بالحبس وأبنائها في حاجة إلى متطلبات وليس لديها أي دخل أو عمل أو مال لشراء خامات والعودة للعمل مرة أخرى فقط تعيش على مساعدات فاعلي الخير، لذلك تستغيث باللواء أشرف الداودي، محافظ قنا، والدكتور حسين الباز وكيل وزارة التضامن لتوفير خامات لها لتعود لعملها داخل منزلها بصناعة المخبوزات وبيعها مرة أخرى حتى تستطيع سداد ديونها وعدم اللجوء إلى طلب المساعدة من الآخرين.

WhatsApp
Telegram