اعلان

من مدمن 17 عامًا إلى معالج.. شاب قناوي يروي قصته مع المخدرات: كنت متوقع موتي في أي لحظة (فيديو)

محمد عبده
محمد عبده

لم يكن يتوقع أنه سوف يقفز من حفرة الإدمان المظلمة التي وقع بها في طفولته على يد أقرب الناس إليه، وأن كابوس الموت الذي يراه يوميًا بأن نهايته سوف تكون بأبشع الطرق سوف ينتهي، والحياة المريرة المأساوية التي عاشها خلف القضبان بالسجون سوف تتحول إلى حياة صالحة مبهجة، بعد الإقلاع عن المخدرات التي دمرت مستقبله وصحته 17 عامًا، حولته إلى مجرم وقادته للسجون.

شاب يقلع عن المخدرات بعد 17 عامًا في قنا

نتحدث عن الشاب «محمد عبده»، 30 عامًا، من قرية الرزقة مركز أبوتشت، شمال محافظة قنا، الذي تعاطى كافة أنواع المخدرات وانتهى بإدمان أخطرهم «الشابو» الذي حوله لشخص يعاني من الهوس فاقد السيطرة عن كل تصرفاته وكأن أصابه الصرع، وبعد 17 عامًا استطاع الفوز في الحرب التي كان يعيشها مع «الشابو » وأقلع عنه وعن كافة أنواع المخدرات ورأى النور يدخل حياته من جديد بل وقرر مكافحة المخدرات ومساعدة شباب قريته بالإقلاع عنه بالعلاج.

قال «محمد عبده» خلال لقائه مع «أهل مصر»، أن قصته مع المخدرات بدأت عندما كان في عمر ال 13 عامًا، أحد أقارب والدته ساقه إليه بإعطائه الخمرا ثم الحشيش، لم يكن يدرك حينها مدى الخطر الذي وقع فيه كان يظن أن ذلك نوع من «الروشنة» لدى الشباب لذلك كان يتفاخر أمام أصحابه أن في جيبه حشيش ويده الخمرا، لم يكتفي إلى هذا فقط بل لجأ إلى تعاطي أنواع جديدة عليه أسبوعيًا فلم يترك نوعًا من المخدرات وإلا وذاقه كأنه العسل الذي يشتهي مذاقه واستيقظ فجأة على كابوس السم الذي سيطر عليه وأصبح مجرد فريسة اصطادتها المخدرات تحركه كما تشاء.

شاب يروي قصته مع المخدرات في قنا

«حياتي أصبحت جحيم على الأرض».. هكذا وصف الشاب حياته بعدما أصبحًا مدمنًا «للشابو المخدر» الذي يعتبره كارثة سوف تقضي على معظم شباب محافظة قنا، فذلك النوع خطير يحول متعاطيه إلى شخص متغيب عن الوعي شكاك ومهووس وفاقد السيطرة على أعصابه، كان حاله هكذا لكن لم يستطيع التخلي عنه، وبسبب الحاجة إلى توفيره لجأ للإتجار به والتعدي على أسرته للحصول على مال وشرائه أصبح في نظر القانون مجرمًا يبحثون عنه لمحاكمته وفي نظر قريته شخص مكروه يتمنون موته من كثرة أفعال الخراب التي كان يرتكبها تحت تأثير الشابو.

وأضاف «عبده»، أنه قضى بالسجن 4 أعوام متفرقة بسبب عدة جرائم ارتكبها من أجل تعاطي «الشابو»، كل مرة يتم حبسه يفكر في حياته التي أصبحت ظلام، ووضعه بين إخوته الحاصلين على مؤهلات عليا ويحبهم الجميع وهو شخص مبذوء، وحسرة والدته ودموعها التي لم تنقطع عليه فكلما رآها طلب منها نسيانه واعتباره متوفي، كان يتمنى العودة إلى حياته القديمة لعدم الاقتراب من المخدرات التي دمرت مستقبله ومستقبل أسرته من شدة حزنهم عليه، لكن كلما فكر في حياته وما وصل إليه تعاطى الشابو أكثر حتى ينسى وهكذا استمرت حياته 17 عامًا.

وفي شهر يناير من العام الجاري اعتدى على شخص ما وقام بخطفه وحاله ازداد سوءًا اشتباكات يرتكبها مع الجيران ومشاجرات مع إخوته وعمليات إجرامية يرتكبها مما أجبر والدته وشقيقه الأصغر بنقله رغمًا عنه إلى مركز علاج الإدمان بمدينة قنا، وكان في تلك اللحظة يصرخ ويتوعد لوالدته بأذيتها وقتل أشقائه بطلقات نارية بعد خروجه، لكن حدث العكس والذي لم يكن أحد يتوقعه بأنه بدأ يستجيب للعلاج بداية من الشهر الثاني ويمنع نفسه عن أي شخص له علاقة بالمخدرات وكان يستفسر كثيرًا مع الأطباء ويحاول أكثر الإصلاح من ذاته حتى أنه رفض الخروج من المركز وقرر الإبقاء شهرين آخرين بعد مدته داخل مركز علاج الإدمان واتخذ وعدًا بداخله أن المخدرات خارج حياته مدى الحياة رغم المعاناة والأذى النفسي والجسدي الذي أصابه في بداية إقلاعه إلا أنه قاوم للخروج من الظلام والجحيم الذي كان يعيش فيه تحت تأثير المخدرات.

وفي نهاية حديثه، قال إنه صمم عرض قصته لإنقاذ شباب قريته وأن أي شخص لديه إرادة يستطيع الإقلاع عن المخدرات خاصة الشابو الذي وصفه بالمرض الخطير ليس له نهاية إلا الموت، فبسببه رأي أصدقاء له يُقتلون بالطلق الناري وآخرين يموتون لعدم الحصول عليه وغيرهم المحكوم عليهم بالمؤبد والاعدام وكان عايش فقط منتظر دوره في الموت، وبسببه أيضًا مر بأصعب لحظات حياته وتركته خطيبته التي تمناها منذ طفولته ليس ذلك فقط فكل فتاة كان يتقدم لخطبتها ترفضه بشدة كونه شخص مدمن ليس له قيمة في المجتمع سوى الأذى لكل من حوله، وتغير كل ذلك بعد إقلاعه عن كل أنواع المخدرات وأصحاب السوء وسوف يتزوج قريبًا من إحدى فتيات قريته.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً