7 سنوات قضاها على الجبهة، بداية من نكسة 67 مرورا بحرب الاستنزاف نهاية بحرب 6 أكتوبر والنصر العظيم، ذاق خلالها مرارة وحسرة الخسارة وفرحة النصر، بعد التحاقه بسلاح مشاة الميكانيكا، ثم الانضمام لفرقة التمريض.
ويأتي محمود عمران سالم، ابن قرية المراشدة التابعة لمركز الوقف، شمال محافظة قنا، أحد أبطال نصر أكتوبر المجيد، صاحب الـ79 عاما ليروي، في حديث خاص لـ'أهل مصر'، تفاصيل مشاركته في نكسة 67 ونصر أكتوبر العظيم.
وقال عمران، إنه التحق بسلاح مشاة الميكانيكا قبيل نكسة 67، وخلالها مرت عليه أصعب الأيام، مشيرا إلى أنه أثناء استعداده للنزول إجازة جاءت الأوامر بالانسحاب بعد قيام الطيران الإسرائيلي بضرب معسكرات الجيش المصري، مضيفًا بالقول: 'الطيران الإسرائيلي كان بيضرب فوقنا وكنت شايل السلاح الشخصي بتاعي عبارة عن رشاش و100 طلقة'.
وتابع أنه أثناء ضرب الطيران الإسرائيلي أصيب صديقه الذي طلب منه مرتين حمله وكان يحمله بالفعل، إلا أنه في المرة الثالثة طلب منه حمله لكنه لم يستطع واستشهد في أرض المعركة، مردفا: 'من ساعتها مش قادر أسامح نفسي وحاسس بالذنب'.
وأضاف قائلاً: 'بعد الانسحاب تعرض للموت 3 مرات، منها عندما مرت دبابة فوق خندق كنت بداخله، إلا أن العناية الإلهية أنقذتني، كما أنه في وقت الحصار من كان يستشهد من جهودها الأبطال كان يدفن وسطنا فلم نكن نستطيع التحرك إليه أو إنقاذه'، مضيفا أنه من شدة الجوع كان الجنود المصريين يذهبون للحصول على بقايا طعام العدو'.
وأكد بطل أكتوبر أن تلك المواقف السيئة سقطت من ذاكرته مع مرور الوقت، ومع صدور أوامر بالعبور في ظهر السادس من أكتوبر، بحسب قوله، مشيرا إلى أنه فرحة الجنود وتكبيراتهم كانت تعلو مع كل ضربة للطيران المصري على مواقع العدو، مردفا: 'وقتها عرفت أن الجندي بخير مهما تعرض لأصعب الظروف.
وأشار ابن قرية المراشدة، أنه من أغرب الموقف التي تعرض لها بعد حرب أكتوبر عندما رأى جثمان جندي مصري بعد استشهاده بـ3 أشهر وكانت رائحته عطرة، كما شاهد جثة جندي إسرائيلي قتل أثناء الحرب بـ24 ساعة ورائحتها نتنة.