'عشرون عاما من الشقاء والتعب لم أجد من يساندني أنا و زوجى الذى كان يعمل أرزقيا إلى أن توفاه الله منذ عام وترك لى إرثا ثقيلا'.. كلمات بدأت بها 'الحاجة صفية' ابنة بورسعيد التي تعمل بائعة خضار، قصة كفاح بدأت منذ 20 عاما، مصحوبة بالمعاناة والآلام عندما قررت أن تساعد زوجها الأرزقي فنزلت للعمل لتشاركه فى فرش لبيع الخضار، حيث اقترضت 250 جنيها من جمعية تنمية المشروعات الصغيرة واستطاعت هى وزوجها أن يتغلبا على المحنة وظروف الحياة القاسية.
واجهت الحياة بمفردى
تقول الحاجة صفية: لم أشتكي ولم أندم على النزول للعمل منذ عشرين عاما، فقد ساعدت زوجى فى تربية أبنائنا الثلاثة، وزوّجنا الابن الكبير من خلال قرض لزوجي كنت أنا الضامن له بإمضاء إيصالات أمانة، وكان زوجى يسدد بانتظام ولكن شاء المولى أن يتوفى زوجى منذ أكثر من عام ليتركنى وحيدة أعانى قسوة الحياة والظروف الصعبة.
الحِمْل أصبح ثقيلًا
وتُضيف الحاجة صفية: لم أستطع سداد القرض، وتعثرت الأحوال خاصة بعد سجن ولديّ الاثنين لعدم التزامهما بالحظر أثناء انتشار فيروس كورونا، والذي كان بمثابة ضربة قوية لي، فأصبح الحمل ثقيلا على أكتافى، فأنا أساعد ابنى الأرزقى المتزوج ولديه أبناء، وكذلك ولديّ المسجونين، كما أنني أسدد القرض، ورغم كل ذلك أصلى وأتوجه إلى الله بالشكر.
توسعنا فى المشروع بزيادة القرض
وتابعت: رغم معاناتى ومرضى إلا أننى أقف يوميا على فرش الخضار من بعد الفجر وحتى وقت متأخر من الليل لأن أكل العيش صعب والالتزامات كثيرة وابنى وزوجته يقفان بجوارى بتروسيكل لبيع بعض الأدوات ومستلزمات المدارس.
وأضافت: قمنا بعمل قرض كبير من "بشاير الخير" أنا و زوجة ابنى حتى نتوسع فى المشروع الصغير، وكل منا حصل على 7 آلاف جنيه والحمد لله ربنا بيكرمنا ويرزقنا، وأذهب إلى المنزل مجبورة الخاطر ومعى ما يسترنا.
واختتمت السيدة البورسعيدية حديثها قائلة: 'العمل يحمينا من الاحتياج ومجرد انك تمد إيدك للغير شيء صعب ومخجل طالما ربنا منحنا صحة وعافية، والإيد الشقيانة خير عند الله من التواكل والكسل'.