قصة كفاح نسجتها الحاجة فريال، محبوبة البورسعيدية صاحبة الـ 75 عامًا، والتي رغم كِبر سنها إلا أنها مازالت تمارس عملها داخل إحدى العيادات الخاصة بـمحافظة بورسعيد، لتضرب أروع الأمثلة في الكفاح والمثابرة.
تروي السيدة المسنة لـ'أهل مصر'، تفاصيل قصتها، قائلة: 'كافحت منذ أن كان عمري 12 عاما، حيث قررت أن أخرج من المدرسة بعد المرحلة الابتدائية لأساعد والدي ووالدتي وعملت في مستشفى خاص وبعدها عند الدكتور المرحوم جلال الزرقاني، وعندما توفي التحقت بالعمل في إحدى العيادات الخاصة عند الدكتور أحمد أبوجندي واستمريت في العمل معه حتى الآن لمدة 31 عاما، وعندما تزوجت أنجبت ابنتي الوحيدة عزة، ولأنني تعودت على العمل والشقاء فلم أستطع أن أجلس فى المنزل ست بيت فقط بل أظل أعمل طوال الأسبوع في العيادة حتى أصبحت قطعة مني لا أستغني عنها أبدًا'.
الحاجة فريال
'اللى عملته مع والديّ قاعدلى'
وعن قصة رعايتها لوالدة الطبيب التي تعمل لديه، توضّح: 'عندما علمت أن والدة الدكتور أحمد مريضة فكان لابد أن أرعاها و أرد الجميل ولم أتركها لحظة واحدة وقبل وفاتها كانت تدعوا لى باستمرار والحمد لله ربنا استجاب لدعواتها وسترنا كما استجاب لدعوات والدى لأنني لم أقصر في رعايتهما أيضا، وكنت أساعدهما في كل شيء واللي عملته معاهم قاعدلي'.
وتُشير الحاجة فريال: 'لقد ظللت في بورسعيد ولم أهاجر اثناء فترة التهجير فى حرب 1967، وكانت أسرتي من المستبقيين، لأننا أسرة شهيد حيث استشهد شقيقي في أحد الحروب، وأتذكر عندما كنت طفلة صغيرة أثناء العدوان الثلاثي على بورسعيد وعندما كان يمر بي والدي من أي مكان كمائن العدوان' بالشوارع أو الدوريات فكانوا يختطفوني منه ويضحكون معي ويلعبون بي كالدمية، لم أفكر أبدا أن أترك العمل حتى آخر أنفاسي فهو يساعدني على الاستمرارية بل أكتسب من خلال العمل صحة وستر، الحمد لله علاقتى جميلة بكل الناس وهم يطلقون على 'أطيب خلق الله' لأن هناك عشرة طويلة بيني وبين المكان وبيني وبين الناس المترددين على العيادة أيضا ورغم كبر سني إلا أنني أذهب يوميا إلى العيادة مشيا على الأقدام من شارع عرابي حتى جامع الرحمة أقول لنفسي 'حتى لا تخونني صحتي'.
سيدة من الجنة
ومن جانبه قال الدكتور أحمد أبوجندي طبيب عيون، والذي تعمل بعياته الحاجة فريال: 'مهما عملت مع تلك السيدة فلن اوفيها حقها فهى كانت ترعى والدتي أثناء مرضها ولم تتركها لحظة وأنا لم أستطيع أن أرد الجميل أو أوفيها حقها فعندما يقوم رجال الخير بإرسال لحوم لها في عيد الأضحي أو أي مساعدة مالية فهي تفكر في غيرها قبل نفسها وتتبرع منها للغلابة، ودائما تقول بإن الله سبحانه وتعالى سترني فلما لا أساعد الناس من تلك المساعدات حتى يجبرني الله بجبره الذي لا حدود له'.