تحولت ظاهرة 'عفش العروسة' تلك العادة الموروثة في الزواج بـمحافظة سوهاج، إلى عبء كبير على الأسر، حيث قد يضطر الأب إلى الاقتراض والتداين من أجل تجهيز ابنته العروس بكافة المتطلبات التي قد تفوق التجهيزات والاحتياجات العادية المتّبعة والمتعارف عليها في الزيجات بجُلّ المحافظات، وذلك من أجل أن تُضاهي مثيلاتها من الفتيات، ويزايد البعض على الآخر من أجل التفوق في شراء العفش، مما يمثل ثقلاً كبيرًا على الأسر، وتحول الأمر إلى ظاهرة تتفاقم يومًا بعد يوم.
عبء على كاهل الآباء
'عفش العروسة الذي كان قديمًا لا يلقى لها بال ولا أهمية فضلاً عن أنه كانت أشياء بسيطة بدائية، والآن أصبح عفش العروسة عبارة عن موكب كبير من سيارات ربع نقل تحمل متطلبات العروس، وبسببها تعبنا وبيوتنا اتخربت بسبب عِند السيدات' كلمات تُعبر عن حجم المعاناة التي يُعانيها أهالي محافظة سوهاج، والتي بدأ بها محمد جمال، المواطن الخمسيني، مقيم بدائرة مركز المنشاة جنوب المحافظة، حديثه لـ'أهل مصر'، مؤكدًا أن تلك المتطلبات ما أصبحت إلا ضياع وعبء ثقيل على كاهل تلك الأسر.
اقتراض الآباء لتلبية متطلبات العروس
وأضاف سامح خالد، موظف، يقيم بمركز العسيرات جنوب سوهاج: كان لدي فتاة تزوجت في الأيام القليلة الماضية، وقمت بالاقتراض من أجل شراء 'عفش العروسة' الذي أصبح هم كبير نخشاه، أصبح هناك حالة من المزايدات الكبيرة بعضنا البعض.
وقال مختار محمد، طالب جامعي، إنه قد دعاه عدة أصدقاء لحضور 'عفش شقيقتهم العروس' فوجد العجب أثناء حمل الأغراض على السيارات، حيث أغلب تلك الأشياء (العفش) غير أساسية، وأغلبها ترفيهية، ومع ذلك يتوجه والد الفتاة للاقتراض من البنوك، أو البيع من أجل أن تخرج ابنته مثل باقي أقرانها من الأهل والجيران.
كوارث مواكب 'عفش العروسة'
وفضلًا عما تخلّفه مواكب 'عفش العروسة' من كوارث وحوادث مأساوية جراء التفاخر والسرعة الزائدة للسيارات المشاركة، وكان آخر ذلك الحادث المأساوي الذي شهده الطريق الزراعي الأوسط بناحية قرية بنجا دائرة مركز شرطة طهطا شمال محافظة سوهاج، والذي راح ضحيته طفل وأُصيب 7 أشخاص آخرين بكسور وجروح متفرقة بالجسد نتيجة تصادم بين سيارتين أحدهما نصف نقل والأخرى ربع نقل أثناء زفة 'عفش عروس' بسبب السرعة الزائدة، كما نتج عن الحادث تلف بعض محتويات عفش العروس.