حكاية «عم كامل» 45 عاما سائق حنطور بكفر الشيخ: «التوك توك وقّف حالنا ومش هورّثها لأولادي» (فيديو وصور)

كامل حسن
كامل حسن

أحب مهنته كثيرا، ورفض أن يتخلى عنها رغم مقاربتها على الاندثار، معلنا تمسكه بذلك الإرث الذى ورثه عن عائلته والتي استمر تاريخها بها لمدة 80 عاما، يرى أن المهنة أصبحت في وضع يرثى له، وأن ظهور التوكتوك كان السبب الرئيسي في حدوث ذلك.

45 عاما، عدد السنوات التي قضاها 'عم كامل' فى العمل بمهنته كسائق عربة حنطور في مدينة دسوق بـكفر الشيخ، أحب الـمهنة وورثها عن أبيه، إلا أن تدهور أوضاعها كان السبب فى عزوف أبنائها عنها وبحثهم عن مجال أخر لكسب الرزق.

المهنة أصبحت فى حالة يرثى لها

مقابل مادى قليل يتحصل عليه 'عم كامل' يوميا من عمله، وإحساسا بالحسرة يصاحبه دائماً ألماً على ما آلت إليه مهنة عائلته، ورؤيته للكثيرين من أبناء مهنته وهم يبيعون عرباتهم ويبحثون عن مجال أخر لينفقوا على أسرهم.

أولادى لن يرثوا المهنة لتدهور أوضاعها

يقول كامل حسن، سائق عربة حنطور: 'أعمل منذ 45 عاما في هذه المهنة، ولقد ورثت هذه الـمهنة عن أبي، وعائلتىي تعمل بها منذ 80 عاما، وأولادي أحبوا المهنة ولكن بسبب تدهور أوضاعها حاليا، فضلوا عدم العمل بها، وبحثوا عن مجالات آخرى، وبالتالي فإن أبنائي لن يرثوها عني مثلما فعلت أنا'.

أحب المهنة ولن أتركها

ويضيف: 'أحب هذه المهنة، ولا أستطيع الابتعاد عنها، فهي تجري بعروقي، ومهنتي الوحيدة، والدخل المادي من هذه الـمهنة بسيط، بالإضافة إلى أنني لابد أن أوفر طعام للحصان والذي يكلفني يوميا قرابة 50 جنيها، في حين أنني أتحصل أحيانا على مبلغ قدره 70 جنيها في اليوم، وأياما آخرى قد أتحصل على مبلغ أقل من ذلك بكثير، وفي بعض الأحيان أشترى العلف للحصان وأبلغ صاحب المحل أنني سأدفع له ثمنه لاحقا'.

التوكتوك أدى لتدهور أوضاع المهنة

ويكمل: 'بعض المواطنين يستخدمون عربة الحنطور في التنزه، وأحيانا قد يطلبها البعض فى زفاف العروس، كما نقوم بإيصال بعض الأغراض للأشخاص للأماكن التى يريدونها، والمهنة قديماً كان وضعها جيدا، وقبل ظهور التوكتوك الذي أدى لاحتضارها، فلقد كنا نعمل بشكل جيد، وأوضح أن أجرة عربة الحنطور هي نفسها أجرة الـتوكتوك، ولكن معظم الناس يفضلون استخدامه'.

العائد المادى من المهنة قليل للغاية

وأردف: لم أفكر طوال السنوات الماضية أن أترك هذه الـمهنة وأن أعمل بمهنة آخرى، وذلك لحبي لها، وأولادي يساعدوني مادياً في النفقات، فأنا أعود في أحيان كثيرة لمنزلي بنهاية اليوم دون أي نقود، ولكني رغم كل ذلك أحب مهنتي، وكان هناك عدة مواقف لعربات الحنطور بـمدينة دسوق قبل ذلك، ولكنها لم تعد موجودة الآن، فمعظم سائقي عربات الحنطور قد باعوا العربات لتدهور أوضاع المهنة، وبحثوا عن مهن أخرى ليستطيعوا الإنفاق على أسرهم، وعدد من يتمسكون بهذه المهنة حالياً قليل للغاية'.

أطالب بمنع التوكتوك

ويقول: لقد كانت هناك تراخيص يتم إصدارها لعربات الحنطور قبل ذلك، ولكن إصدار ترخيص لعربات الحنطور توقف منذ قرابة العامين، والأمر الذى يمكنه إنقاذ هذه المهنة من الاندثار هو تقليص أعداد الـتوكتوك، ويتابع: أطالب بمنع التوكتوك لأننا وقتها سنتمكن من العمل وكسب الرزق، وقبل ذلك مع وجود سيارات الأجرة والتاكسى كنا نعمل بشكل جيد، ولكن غزو التوكتوك لشوارع مدينة دسوق أثر علينا كثيراً، فأنا مدين لصاحب محل الأعلاف بمبلغ 2000 جنيهاً ثمن العلف الذى يتناوله الحصان، وهذا يدل على تدهور أوضاع المهنة حالياً.

WhatsApp
Telegram
عاجل
عاجل
توقف حركة القطارات على خط بورسعيد - الإسكندرية بعد سقوط جرار أثناء دخوله طنطا