سنوات من العمل والشقاء بالأراضي الزراعية المنزرعة بمحصول الشطة الحمراء، نسجت ملامحها على وجوه رجالها المسيرون في عملهم الذي ورث لهم من قبل الأجداد والآباء وتحولت سيرتهم الذاتية لقصص كفاح تستهل فصول روايتها من الصغر حتى المشيب.
وعلى مدار ما يقرب من 70 عام تخصص مزارعي قرية دلجا الواقعة أقصى غرب مركز ديرمواس جنوب محافظة المنيا في زراعة محصول الشطة الحمراء حتى احتلت المركز الأول على مستوى المحافظة في إنتاج محصول الشطة الحمراء الذي يباع محليا ويصدر عالميا، وما بين صعود وهبوط في مبيعات المحصول لم يترك المزارعين زراعة الشطة الحمراء التي حولت القرية لقرية بلا بطالة رجال ونساء يعملون بها، ومثلت مصدر دخل للكثير من الأسر.
وقال مسعد صالح، أحد مزارعي محصول الشطة الحمراء في قرية دلجا، إنني أقوم بزراعة الشطة الحمراء منذ صغري وعلى مدار 60 عاما، لافتا إلى أن زراعة الشطة الحمراء مش جايبه همها.
وأضاف، أن زراعة الشطة مكلفة حيث أننا نقوم برش المحصول كل ثمانية أيام، موضحا أن قرية دلجا بمركز دير مواس هى أساس زراعة محصول الشطة في مصر، مشيرا إلى أن الجميع يعمل في محصول الشطة بداية من زراعته ومتابعته من قبل المزارعين في الأرض وعقب نضج المحصول يتم نقل المحصول بواسطة عمال اليومية أو المزارعين ووضعه أمام منازل عدد من السيدات كي يقمن بقطف المحصول وتعبئته في أجولة مقابل 10 جنيهات للجوال الواحد وعقب الانتهاء من قطف الشطة يتم نقل المحصول مرة أخرى إلى الأرض ويتم فرشه حتى يجف المحصول ومن ثم يقوم التاجر بشرائه.
واستكمل، أن الجميع هنا في البلدة من الفقاري ينتظرون الموسم كي يوفر لهم بضعة جنيهات تعينهم على الحياة، لافتا إلى أنه في غير موسم الشطة الحمراء يتم زراعة محصول الذرة الصفراء لكنها جميعها محاصيل مش جايبه همها.
وأضاف زهجر محمود، أحد مزارعي الشطة الحمراء بقرية دلجا بمركز ديرمواس جنوب محافظة المنيا، إنني أقوم بزراعة محصول الشطة منذ 30 عاما، لافتا إلى أن مزارعي قرية دلجا أول من تخصصوا في زراعة الشطة.
وأضاف، أن العام الماضي كانت زراعة الشطة الحمراء مليحة لكن هذا العام تراجع سعر بيع طن الشطة ففي هذا العام وصل سعر بيع فدان الشطة إلى 30 ألف جنيه عكس العام الماضي الذي تخطى فيه سعر بيع الفدان 70 ألف جنيه.
وأوضح، أننا لا نجد عمال تعمل لقطف محصول الشطة فنقوم بوضعه أمام السيدات اللواتي يرغبن في العمل ويقمن السيدات بقطف المحصول وتعبئته في أجولة ونوع الشطة الحالي يصل فيه سعر الجوال إلى 10 جنيهات وهناك نوع آخر من الشطة يصل فيه سعر الجوال إلى 12 جنيها.
وأشار إلى أن هناك من يقرب من 500 فدان سنويا تزرع بمحصول الشطة والفدان الذي ينتج ثلاث أطنان من الشطة يكون هو الأفضل، لافتا إلى أن زراعة محصول الشطة متعبة جدا في ري المحصول ورشه وتقطيعه وتجفيفه لكنها أفضل من محاصيل كثيرة.
وأكد مصطفى صلاح، أحد تجار الشطة في مصر، إن زراعة محصول الشطة يبدأ من شهر أبريل وحتى شهر يونيو ويتم حصاد المحصول عقب مضي 6 أشهر ومن ثم يقوم المزارعين بنقل المحصول للسيدات لقطف المحصول.
وأضاف، أن دورنا يأتي بعد أن يتم نقل المحصول من أمام منازل السيدات إلى الأرض الزراعية لتجفيفه، ومن ثم نقوم نحن كتجار بنقل المحصول للسيدات مرة أخرى يتم إزالة عنق الشطة بعد تجفيفها، وذلك مقابل 3 جنيهات للكيلو الواحد.
وأوضح أننا كتجار في بعض الأوقات نضطر للبيع بخسارة خاصة عقب تراجع سعر الطن إلى 15 ألف جنيه في حين وصل سعر الطن إلى 21 ألف جنيه العام الماضي، مشيرا إلى أن زراعة الشطة من نوع مهايكو نشأت في دلجا وعدة أنواع أخرى وهناك عدد كبير من المزارعين يقومون بزراعة محصول الشطة.