في ميدان المرسي أبو العباس بوسط محافظة الإسكندرية، يقع ضريح العلامة والقاضي الشيخ عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس الشهير بـ'ابن الحاجب' الذي لازم الإمام الشاطبي في رحلة التعليم والتصوف.
الإمام القاضي صاحب الروايات والكتب في الفقه
قال الشيخ جابر قاسم نائب عام الطرق البيومية الأحمدية ووكيل الاضرحة بمحافظة الإسكندرية، إن ضريح ابن الحاجب ضمن عدد 5 أضرحة بمدفن خاص تحت مسجد سيدي أبي العباس المرسي التابعة للمشيخة العامة للطرق الصوفية تحتفل الطرق الصوفية في الإسكندرية بإحياء ذكراه في بداية موعد مولد شيخه وأستاذه سيدي أبي العباس المرسي.
وأضاف وكيل الأضرحة، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن الشيخ ابن الحاجب ولد في مدينة إسنا بصعيد مصر في عام 581 هـ وكان والده كردي الأصل وكان من أول الجنود الذين وفدوا مع جيوش نور الدين زنكي التي إرسالها بقيادة، أسد الدين شيركوه وابن أخيه صلاح الدين الأيوبي لنصرة شاور وإخراج الصليبيين الذين كان شاور قد استنجد بهم من قبل فكان والد ابن الحاجب أحد أفراد الحملة وعندما استقرت الحملة في مصر وقامت الدولة الأيوبية إرسال صلاح الدين عمر بن أبي بكر والد ابن الحاجب إلى صعيد مصر واستقر بها حتى أنجب نجلة ابن الحاجب في مدينة إسنا في الاقصر وعندما أتم بضعة شهور سافر إلى القاهرة.
وأوضح وكيل الاضرحة، أن الإمام ابن الحاجب تربى في مدينة القاهرة ودخل مدارسها وحفظ القرآن والعلوم المتصلة به، ثم رحل إلى دمشق في الوقت الذي كان يعمل فيه والده حاجبا للأمير عز الدين موسك فعرف بلقب بابن الحاجب من عمل والده ولازم ابن الحاجب الاشتغال بالعلم والأدب وبرع في الأصول العربية وتفقه على مذهب الإمام مالك، ثم لازم الإمام الشاطبي وسافر إلى دمشق ثم عاد إلى القاهرة واشتغل بالتدريس في المدرسة الفاضلية في وضع أستاذه الإمام الشاطبي وقصده الطلاب من كل صوب وتعلموا على يديه علوم النحو والقراءات.
صورة باب المقام
وأشار قاسم إلى أن الإمام ابن الحاجب وأحب الرحيل إلى الإسكندرية باب البحر عند أهل التصوف، وكتب عدد من الروايات والكتب منها 'مختصر المنتهى والإيضاح، والكافية في النحو والشافية في الصرف، والجامع بين الأمهات، والأمالي النحوية، والمقصد الجليل في علم الخليل، ومنتهى السؤال والأمل'، وكان قاضيا في أصول الدين حتى توفي سنة 646 هـ عن عمر يناهز الخامس والثمانين من عمره.