عم أحمد.. حدوتة بائع جرائد بكفر الشيخ: «أول جورنال بيعته كان يوم وفاة عبد الناصر» (فيديو وصور)

كانت الصحف الورقية قبل ذلك الوسيلة الأساسية لمعرفة آخر الأخبار والأحداث، وكان إقبال المواطنين عليها كثيفاً، إلا أنه ومع التطور التكنولوجي وظهور الإنترنت والصحف الإلكترونية أصبح الإقبال عليها أقل، الأمر الذي جعل الصحف الورقية تعيش أزمة حقيقية، ليجد بائعي الجرائد أنفسهم فى وضع صعب، ومهنتهم التي طالما أحبوها تكافح من أجل أن تستمر.

٥١ عاما بائع للجرائد

أحمد حسن حلمى، ابن محافظة كفر الشيخ، أحد بائعى الصحف الورقية، والذي ورث المهنة عن عائلته، يشعر بالحزن على ما وصل إليه وضع المهنة فى الوقت الحالى، وحسرته على مهنة آبائه وأجداده، والذي لم يتمكن من توريثها لأبنائه بسبب قلة العائد المادي منها، حب كبير لمهنته جعله متمسكا بها رغم كافة المشاكل التى تواجهها ورؤيتها للكثيرين من أبناء مهنته يتركونها ويبحثون عن عمل آخر.

أحب المهنة كثيرا وورثتها عن عائلتى

فى البداية، قال عم أحمد، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر': 'أنا أحب هذه المهنة كثيرا، وأعمل بها منذ 51 عاما، وبدأت العمل بها، وأنا طالب فى الصف الثانى الابتدائي، وفضلتها عن الدراسة، ولقد ورثت هذه المهنة عن عائلتي التي تعمل بها منذ زمن بعيد، فهى مهنتي الوحيدة طوال عمري، ولم استطع العمل بمهنة أخرى غيرها، ولقد أنفقت على أبنائي منها حتى أكملوا تعليمهم'.

الإقبال على شراء الصحف أصبح ضعيفا

وأضاف بالقول: 'قديمًا كان هناك إقبالاً كبيرًا على شراء الصحف الورقية من قِبل المواطنين، فالمهنة قديما كانت أفضل وكان العائد المادي منها جيد، ولكن الآن المهنة تأثرت بالسلب بسبب ظهور الإنترنت والمواقع الإلكترونية، وأصبح شراء الصحف الورقية أمرًا مقتصرًا على كبار السن ممن اعتادوا على شرائها وقراءتها'.

أبيع الكتب والمجلات لأطور من المهنة

واستكمل قائلاً: 'أبيع الكتب والمجلات إلى جانب الصحف، وذلك بسبب ضعف العائد المادى منها، وهناك إقبال على شراء الروايات، فأنا أحاول أن أطور من نفسى فى المهنة من خلال بيع الكتب والمجلات، حيث أن نسبة توزيع الصحف في البداية كانت عالية، ولكنها أصبحت ضعيفة الآن، حيث أن عدد قراء الصحف أصبح قليلا للغاية'.

كثيرون تركوا المهنة وبحثوا عن عمل أخر

وتابع: 'هناك كثيرون ممن تركوا المهنة وبحثوا عن مهن أخرى، فالدخل المادي منها أصبح قليلا، وعائلتي مكونة من 7 أفراد، وأبنائي لم يرثوا المهنة منى، فأنا لم أحب أن يرث أبنائى المهنة منى لأنهم لن يتمكنوا من العيش منها لقلة العائد المادي'، مضيفًا بالقول: 'أنا أقدم بائع جرائد على مستوى وسط الدلتا، لأن فترة عملي بالمهنة فاقت الخمسين عاما، فإنني الآن بمجرد رؤيتي للصحيفة أتمكن من معرفة إذا كان هذا العدد سيتم بيعه وسيكون عليه إقبال من المواطنين أم لا'.

كبار السن هم من يشترون الصحف الورقية

وأشار عم أحمد: 'من اعتاد على قراءة الصحف الورقية فقط هو من يأتي إلينا حاليا لشرائها، أما الأجيال الجديدة فهى لا تقرأ الصحف الورقية وتكتفي بمطالعة الأخبار من خلال الهاتف المحمول، ولكن الكتب هناك إقبال عليها ويزداد مع الوقت'.

أكبر نسبة بيع للصحف كانت فى حرب أكتوبر

وأكد بائع الجرائد: 'لقد شهدت الكثير من الأحداث التاريخية أثناء فترة عملى كـبائع للجرائد، فأول صحيفة قمت ببيعها أثناء عملي مع والدي كانت يوم وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكان الإقبال على شراء الصحف كبير جدا، وكانت أكبر نسبة توزيع للصحف وقت حرب أكتوبر، إذ كان الإقبال كبير، إذ بيعت كميات كبيرة من الصحف وقتها طوال الـ18 يوما، وتأتى إلينا الطبعة الثالثة والرابعة التي لم نكن نراها قبل ذلك بسبب كثافة الإقبال على الشراء وقتها.

وتابع: 'وقت ثورة يناير تم قطع الإنترنت لمدة 3 أيام، بسبب ذلك كان الإقبال كبير جدا على شراء الصحف الورقية، ومن الأوقات التي يزيد عليها الإقبال بنسبة كبيرة على شراء الصحف وقت اختبارات الثانوية العامة، خاصة عندما تكون هناك أسئلة خاصة بالامتحانات فى الصحف.

أحب المهنة ولن أتركها مهما حدث

واختتم حديثه، قائلا: 'الإنترنت هو السبب الرئيسي في المشكلة التي تواجه الصحف الورقية حاليا، ولكنني أعتقد أن الناس ستعود للصحف الورقية مرة أخرى مع الوقت' مشيرًا بالقول: 'أحب هذه المهنة كثيرا، ولم أفكر في تركها أو العمل بمهنة أخرى غيرها، فلقد فضلت هذه المهنة عن إكمال تعليمي، ولن أتركها مهما حدث حتى وإن لم أبيع سوى عدد واحد'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
البنك المركزي يقرر تثبيت أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض.. للمرة الخامسة على التوالي