مهندس زراعي في ثوب إسكافي بالشرقية: تصليح الأحذية علمني الصبر والهندسة علمتني النظام (صور)

المهندس
المهندس

بالصبر والمثابرة والاعتماد على الله، اعتاد الوصول لمراده، تعلم منذ طفولته المغامرة التي ألبسته ثيابا عديدة، إذ جمع بين مهنة كل وحرف عديدة، فكان إسكافي وصانع كشري وغيرهم، اعتاد مجالسة الشخصيات رفيعة المستوى، فلم يثنيه ذلك عن التواضع عند معاملة البسطاء من العامة، فقد طوعت أعماله العديدة شخصيته للحياة.مهندس زراعي في ثوب إسكافي

هو 'سعيد جميل' البالغ من العمر 46 عام، يقيم بإحدى قرى محافظة الشرقية، ولد ضمن 11 فرد لأسرة متواضعة الحال، 3 فتيات و8 ذكور، يقول: 'كان والدي رجل بسيط الحال، وأجبرتنا ظروف الحياة أن نعمل منذ طفولتنا المبكرة، لافتا إلى أنه ولد بظروف صحية دفعت والديه لإجراء عدة عمليات جراحية لتعافيه، معلقا: 'كانت راحتيا 'كف يدي' إحداهما قصيرة وملتصقة الأصابع، والأخرى بثلاثة أصابع وإصبعين أخرين مضمورين'.. حسب تعليقه.

سعيد جميل

وقال سعيد جميل: 'اعتدنا وأخوتي على العمل منذ صغرنا، فكنت رغم دلالي على والدي أعمل في الحرف الأقرب لقدراتي، لافتا إلى أنه كان بصفوف التعليم، وكان يعمل صنايعي بأحد محلات الكشري التي ظل فيها نحو 14 عامًا، ولظروف خاصة عمل بمحل عصير قصب السكر، كل هذا بالتزامن باستمراره في الدراسة، إلى أن حصل على دبلوم الثانوي الفني الزراعي، معلقا: 'استكملت دراستي وحصلت على عمل في مديرية الزراعة بشهادة التأهيل '5%'، إلى أن أصبحت مهندسا زراعيا'.. حسب قوله.

سعيد جميل

وأضاف: 'في نهاية مطاف رحلة التعليم لكل من أشقائي، كان قد احترف مهنة ما، فمنهم السباك والآخر إسكافي وكذلك نجار وأيضا مبلط وكهربائي، لافتا إلى أنه أحب مهنة إصلاح وصناعة الأحذية ولم يتردد في العمل بها، معلقا: 'وجدت صعوبة في أول أيام عملي بها وأصيبت بجرح عميق أثناء إصلاح حذاء، في يدي اليسرى التي أجريت بها جراحات عديدة'..حسب قوله.

المهندس

وأكد على أنه لاقى اعتراضا من أخوته بعد إصابته في يده، لافتا إلى أنه كان قد حصل على وظيفة بمديرية الزراعة وهذا من وجهة نظر أخوته أقل من قدره، مشيرا إلى أنه أصر على مواصلة العمل بحرفة الإسكافي، إذ وجد فيها راحة نفسية غير الأعمال الأخرى، بالإضافة إلى أنها تضيف إلى دخله وتعزز وضع أسرته المادي، معلقا: 'ما دفعني للإصرار عليها هو تحدي نفسي وأني قادر على العمل دون معوقات وبرعت فيها ولم أجدها صعبة'.. حسب قوله.

المهندس

ويرتدي سعيد جميل ثوب شخصيتين، ففي الصباح يرتدي بدلته الأنيقة جالسا على مكتبه الفخم كمهندسا زراعيا يجالس الشخصيات رفيعة المستوى، وفي منتصف النهار بعد تناول وجبة الغداء بين أفراد أسرته وزوجته الحاصلة على ماجيستير في القانون بعد زواجهم وفي بيته، يعود إلى محل عمله كإسكافي لإحدى القرى مجالسا البسطاء من الناس، معلقا: 'كنت بصنع أحذية ولكن الجاهز حجم الصناعة، فركزت أكثر في صيانة الأحذية فكل ما أريده زيادة دخل أسرتي'.

المهندس

واختتم المهندس الإسكافي، حديثه لـ'أهل مصر': 'تعلمت التواضع من مهنة الإسكافي فعملي 'جزم قديمة'، فضلا عن اعتياد الصبر منها إذ أتعامل مع شخصيات من كافة الطبقات الاجتماعية، كما أنهم يحتقرون الحرفة للدرجة التي يرهقوني في الحصول على أجري'، متابعا: 'وتعلمت من عملي كمهندس زراعي النظام والحرص على الوقت، وعلمت هذه الصفات لإبنتيا فضلا عن الحفاظ على مواعيد الصلاة، فلم يفوتني بفضل الله فرضا وأؤدي الصلاة في وقتها'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
«الإسكان»: كراسات وحدات الإسكان الاجتماعي متاحة لمدة شهر دون أسبقية بالشراء