على مدار سنوات عديدة، تراجعت زراعة المحاصيل الزيتية في محافظة المنيا رغم الاحتياج الشديد لها من قبل كافة المواطنين، الأمر الذي دفع ممثلي مركز بحوث الصحراء للبحث عن حلول جذرية لحل الأزمة التي تعاني منها كافة المحافظات على مستوي الجمهورية لتبدأ للبحث عن حل الأزمة مع عروس الصعيد.
وضعت المحافظة خطة شاملة من قبل ممثلي مركز بحوث الصحراء، التابع لوزارة الزراعة المزمع تطبيقها على مستوى محافظات مصر، تبدأ انطلاقتها من محافظة المنيا، خاصة عقب استيراد نسبة 90% من المحاصيل الزيتية من الخارج بدلا من زراعتها.
تحديات تواجه قطاع الزيوت النباتية في مصر
قالت الدكتورة إلهام يونس، أستاذ مساعد اقتصاد زراعي بمركز بحوث الصحراء، إن هناك تحديات تواجه قطاع الزيوت النباتية في مصر وهى عدة تحديات تتمثل في نقص المساحات المنزرعة من المحاصيل الزيتية.
نستهلك 2 مليون و 750 ألف طن في العام
وأضافت، أننا في عام 1995 كان يتم زراعة مليون و100 ألف فدان من المحاصيل الزيتية وأصبحنا في عام 2020 نزرع 770 ألف فدان فقط، لافتة إلى أن المزارع موجه ناحية العائد الاقتصادي لذلك يتوجه المزارع لزراعة المحاصيل ذات العائد الاقتصادي الأعلى، موضحة من التحديات التي تواجه قطاع الزيوت، هى زيادة نسبة الاستهلاك، حيث أننا في عام 1995 كان الاستهلاك من المحاصيل الزيتية 875 ألف طن وأصبحنا عام 2020 نستهلك 2 مليون و750 ألف طن، مشيرة إلى أن زيادة الاستهلاك مقرونة بزيادة المعدل السكاني وهو المعدل الأعلى في العالم.
العجز في المحاصيل الزيتية علي المستوي القومي في مصر بلغ من 87% إلي 90%
وأشارت إلى أن الإنتاج المحلي 84 ألف طن عام 1995 وزاد الإنتاج إلى 364 ألف طن، وذلك بسبب سياسة التوسع الرأسي، والتي تتبناه الدولة بشكل دائم في تحسين الأصناف والإنتاج الأعلى، موضحة إلى أن نسبة العجز في المحاصيل الزيتية علي المستوي القومي في مصر بلغ من 87% إلى 90% في حين أن الاكتفاء الذاتي يمثل من 10% إلى 13% فقط، لذا جاء التوجه من قبل استراتيجية وزارة الزراعة لضرورة التوسع في زراعة المحاصيل الزيتية لكونه يمثل نسبة كبيرة في الواردات من 853 ألف طن إلى مليون و925 ألف طن، وبالتالي يمثل عملة صعبة للدولة في حين يتم توفير ذلك من خلال توجيه قطار التنمية لزراعة المحاصيل الزيتية.
المنيا تحتل المركز الثالث علي الجمهورية فى زراعة دوار الشمس
وأكد الدكتور مهاب عبد المعطي، الباحث بمركز بحوث الصحراء، إن محافظة المنيا من المحافظات التي تشتهر بزراعة المحاصيل الزيتية، وتم اختيار محصول دوار الشمس لكون محافظة المنيا تحتل المركز الثالث علي مستوي الجمهورية في زراعة محصول دوار الشمس.
استهداف مناطق التوسعات الجديدة بمحافظة المنيا
واستكمل، إن إجمالي المساحة المنزرعة خلال الثلاث سنوات الأخيرة من محصول دوار الشمس 1241 فدان في حين أن إنتاج محصول دوار الشمس في محافظة المنيا 1221 طن خلال الفترة من 2017 إلى 2019، لافتا إلى أن حاليا يتم استهداف مناطق التوسعات الجديدة بمحافظة المنيا.
تحسين سلاسل القيمة لمحصول دوار الشمس باعتباره أحد المحاصيل الزيتية
يقول الدكتور محمد وجيه الصاوى، أخصائي اول ارشاد زراعي بمركز بحوث الصحراء، إنه في إطار خطة الدولة للحد من العجز في الزيوت تقدمنا ببرنامج بحثي برئاسة الدكتورة إلهام ويستهدف البرنامج البحث تحسين سلاسل القيمة لمحصول دوار الشمس باعتباره أحد المحاصيل الزيتية.
اختيار محافظة المنيا لانطلاق الحملة
وأوضح، أن الحملة الإرشادية ترتكز على المزمع إجرائها، والتي تم اختيار محافظة المنيا لانطلاق الحملة وفقا للنسبة الاقتصادية للمساحة وتم أهداف ومحاولة الحملة الإرشادية، موضحا أن المحاور تشمل محور الإنتاج ومحور التسويق ومحور التصنيع والمحور الأخير وهو للاستهلاك.
واستكمل، أن الركائز التي سوف نعمل عليها خلال الحملة تشمل المزارعين والمصنعين والتجار المسئولين عن عملية التسويق والقيادات التعاونية ومساهماتهم في توعية المزارعين ومتابعة البحوث العلمية الأخيرة التي أجريت فيما يتعلق بزيادة إنتاجية محصول دوار الشمس ودور الإرشادي الزراعي والمرأة الريفية باعتبارها تمثل جانب الاستهلاك.
اختيار قريتين بمركز بني مزار ومنطقة الخريجين وغرب المنيا
وأردف قائلاً: 'أجرينا جولة إلى محافظة المنيا وتفقدنا عدد من المناطق وتم تقسيم المحافظة إلى ثلاث مناطق وتشمل المنطقة الأولى التابعة لولاية مديرية الزراعة، وتمثل جمعيات الائتمان ووفقا للأهمية النسبية، تم اختيار مركز بني مزار بواقع قريتين وهما أشروبة وشلقام، ثم توجهنا في المناطق الصحراوية إلى منطقة الخريجين في قرية الجهاد ومراقبة مصر الوسطي، وتم اختيار قرية 4 لتعديل اتجاهات المزارعين، خاصة أن المزارعين لديهم اتجاه سلبي نحو زراعة المحاصيل الزيتية بشكل عام ودورنا إعادة إحياء زراعة المحاصيل الزيتية، والمنطقة الثالثة وهى منطقة غرب المنيا وفي الزيارة المقبلة لمحافظة المنيا سوف يتم التوجه للمنطقة وعقد لقاءات مع المزارعين والاستماع لهم وكيفية مشاركتهم في الحملة.