شهد الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية، اليوم بقاعة المؤتمرات الكبرى بديوان عام محافظة الغربية ختام فعاليات أنشطة حملة الـ 16 يوما لمواجهة العنف ضد المرأة، التي أطلقها اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية في كافة المحافظات خلال الفترة من 25 نوفمبر وحتى 10 ديسمبر.
وتستهدف الحملة رفع الوعي المجتمعي بالقضية، وخلق رأى عام مساند في كل مكان لإحداث التغيير ومناهضة كافة أشكال العنف ضد المرأة والفتاة.
جاء ذلك بحضور الدكتور أحمد عطا نائب المحافظ ، والأنبا بولا أسقف مطرانية طنطا وتوابعها، والشيخ عصام بكر رئيس المنطقة الأزهرية بالغربية، نجوى العشيري السكرتير المساعد، الدكتورة صفاء مرعي رئيس فرع المجلس القومي للمرأة بالغربية ، نائبات مجلسي النواب والشيوخ، مديري المديريات ورؤساء المراكز والمدن والأحياء.
الأديان السماوية عززت مكانة المرأة
بدأ اللقاء بالسلام الوطني والقرآن الكريم، تلاه عرض من راندا السملاوي لأهم ما قامت به وحدة تكافؤ الفرص بديوان عام المحافظة، خلال حملة الـ 16 يوم داخل قرى ومدن المحافظة.
وقال الأنبا بولا مطران طنطا وتوابعها، أن جميع الأديان السماوية نادت بتعزيز مكانة المرأة في المجتمع وغرس القيم والعادات والتقاليد في الأطفال منذ الصغر لتنشئة جيل صالح وواعي بأهمية ودور المرأة داخل المجتمع، مشيراً إلى أهمية التوعية بدور المرأة وتكريمها في جميع الأديان السماوية، وإعطائها حقها بالكامل، والتوعية بدورها كونها ركن أساسي في المجتمع.
وأضاف مطران طنطا أنه نظراً لانتشار مفاهيم وموروثات وعادات خاطئة خاصة في المجتمعات البسيطة والمهمشة والتي تشكل الأسباب الرئيسية وراء ممارسة العنف وحيث أن رجال وعلماء الدين يتمتعون بمصداقية وتأثير قوى في المجتمع المصري فقد حرصت الكنيسة على تنمية قدرات رجال الدين للعمل على توعية المجتمع من أجل مناهضة كافة أشكال العنف ضد المرأة كما قدمت برامج متكاملة لرفع الوعي المجتمعي تشمل الشق الديني والقانوني والنفسي والاجتماعي والعديد من برامج التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة كأحد الدعائم التي تمكنها من التمتع بحقوقها المجتمعية وتوفير حياة كريمة لها ولأسرتها.
وفي كلمته أوضح الشيخ عصام بكر أن الإسلام أولى المرأة اهتماماً كبيراً ونظر إليها نظرة تكريمٍ واعتزازٍ، فالمرأة في الإسلام هي الأم والأخت والابنة والعمة والخالة والجدة والزوجة شريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة، وأن الإسلام قد حفظ للمرأة حقوقها المادية والمعنوية منذ بداية الرسالة المحمدية، وقضى على كافة أشكال التمييز ضدها بعد أن كانت في المجتمعات الجاهلية تعاني من التهميش وضياع الحقوق.
وأضاف بكر أن الإسلام واجه كافة أشكال العنف الذي يمكن أن تتعرض له المرأة من عنف جسدي أو نفسي أو اجتماعي أو اقتصادي، في الوقت الذي كانت تؤد فيه البنات في الجاهلية خيفة الفقر أو السبي، أو تورَّث ضمن الميراث بعد وفاة زوجها، وكانت تحرم كذلك من الميراث وغيره من الحقوق الاجتماعية والسياسية، كما أمر الله سبحانه وتعالى الرجال أن يعاشروا نساءهم بالمعروف وهو ما يشمل حسن التعامل والمعاشرة في القول والفعل.
عرفان بالجميل للرئيس السيسي
وأشاد بما أصدرته الدولة من قرارات عظيمة مثل تولي المرأة المناصب العامة في الدولة مثل تولى المرأة حقائب وزارية ومناصب قضائية وغيرهما من المناصب، مؤكداً أن الإسلام لم يسلب المرأة حرية رأيها، بل أعطاها الحق في إبداء رأيها في اختيار شريك حياتها وجعل موافقتها شرطًا لصحة الزواج، وكفل حقها في التعلم والتعليم.
من جانبها وجهت الدكتورة صفاء مرعي الشكر لمحافظ الغربية على رعايته لهذا اللقاء ، مشيرة إلى أن المجلس خلال هذا العام وخلال مدة الحملة استهدف توعية 50350 من الفتيات والسيدات بمشاركة العديد من الجهات منها ' جامعة طنطا والتي نفذت عدد من الفعاليات استهدف 250 سيدة، 200 سيدة بالوحدات المحلية بقرى مركز زفتى ضمن مبادرة حياة كريمة، 450 سيدة بالادارات التعليمية، إلى جانب حملات طرق الأبواب لعدد 49400 فتاة وسيدة '
واختتمت مرعي كلماتها بأن المجلس القومي للمرأة بالغربية يعمل جاهداً إلى توفير وتعزيز آليات مراعاة احتياجات النساء المعنفات لأن المرأة هي المدرسة الأولى لتعليم الأجيال كما قال الشاعر معروف الرصافي: فأخلاق الوليد تقاس حسنا بأخلاق النساء الوالدات وما ضَرَبانُ قلبك غير درس تلقين الخصال الفاضلات.
وخلال كلمته رحب محافظ الغربية بالحضور، مستهلاً كلمته بتقديم أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان بالجميل للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على اهتمام سيادته ورعايته لكافة شرائح المجتمع من كبار السن، الشباب، الأطفال، المرأة وذوي الهمم وحرصه الدائم وعمله الدءوب لترسيخ مبادئ حقوق الإنسان في كل عمل أو نشاط تقوم به الدولة، كما تقدم بالشكر والتقدير للواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية على رعايته لحملة مناهضة العنف ضد المرأة وكذلك فريق العمل الذي أشرف على تنظيم فعاليات المبادرة، مثمنا دور كل من المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة على وجه الخصوص.
وأشار المحافظ إلى أن إنجازات الدولة المصرية خلال السبع سنوات الأخيرة خير دليل على ما تقوم به الدولة للحفاظ على حق وكرامة الجميع دون تمييز في اللون أو الجنس أو الدين أو المنصب فالجميع مصري، مضيفاً أن الدولة المصرية سعت لإعادة المكانة اللائقة لبعض الفئات التي كانت مهمشة في عهود سابقه وأعادت لها حقوقها المشروعة وقد كانت البداية في دستور 2014 الذي أعطى للمرأة على وجه الخصوص كافة حقوقها، كما أتاحت لها الدولة تقلد كافة المناصب القيادية دون تمييز بينها وبين الرجل إلا بالأداء والتميز والإخلاص في العمل.
كما أطلقت الدولة العديد من المبادرات الرئاسية التي اهتمت بكافة فئات المجتمع ولعل أهم هذه المبادرات ' مبادرة حياة كريمة' التي هي خير دليل على اهتمام الدولة بحقوق الإنسان من خلال توفير كافة الخدمات والمرافق التي تكفل العيش الكريم وفرصه العمل المناسبة التي تحفظ له حقه في الحياة والذي يعد أهم حق من حقوق الإنسان.
واستعرض المحافظ ما حققته المحافظة في مبادرة حياة كريمة حيث يتم تنفيذ 749 مشروع في 18 مجال من مجالات البنية التحتية والخدمات في قرى مركز زفتى بتكلفة تعدت ٣.٤ مليار جنيه بالإضافة إلى التنمية البشرية لأهالينا في تلك القرى من خلال التعاون المثمر والبناء مع شركاء النجاح ومنهم المجلس القومي للمرأة والذي شارك في تنظيم 15 ندوة و10 دورات و 9 حملات لطرق الأبواب استفاد منها 116970 سيدة وفتاه واستخراج 6528 بطاقة رقم قومي للسيدات بالإضافة إلى تنظيم 12 جلسة ضمن مبادرة تنمية بواقع 360 مستفيد، كذلك التعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة في تنظيم 9 فعاليات للإرشاد والتوعية.
وأضاف رحمي أن المحافظة تعاونت مع العديد من الجهات الأخرى في حياة كريمة منها التعاون مع جامعة طنطا والعديد من مديريات الخدمات بالمحافظة لتنظيم 180 قافلة صحية، بيطرية، زراعية واجتماعية ومحو أمية 7581 مواطن معظمهم من النساء بالتعاون مع هيئة تعليم الكبار، تطوير 24 حضانة وتوفير معاش تكافل وكرامة لعدد 12574 أسرة وإصدار 2405 بطاقة خدمات متكاملة لذوي الهمم إلى جانب تنظيم 112 دورة تدريبه وورشة عمل بهدف التوعية بالتعاون مع مديرية التضامن الاجتماعي وتنظيم 54 دورة لمحو الأمية الرقمية استفاد منها 2330 مستفيد، كما قامت المحافظة بالتعاون مع صندوق مكافحة الإدمان والتعاطي بتنظيم 139 فعالية ما بين حملات لطرق الأبواب وحملات ميدانية للمصالح الحكومية والورش، المدارس، الحضانات، ندوات توعية استفاد منها 69700 مواطن وجاري البدء في حملة القرار قرارك لتوعية 120 ألف مواطن بخطورة المخدرات إلى جانب توفير6103 فرصة عمل للشباب والفتيات.
حقوق المواطنين في الحياة
كما تهتم الدولة المصرية بتوطين أهداف التنمية المستدامة في المحافظات المصرية وذلك من خلال تطبيق السبعة عشر هدفا من الأهداف الأممية للتنمية المستدامة والتي اعتمدت عليها مصر في إعداد خطة التنمية المستدامة 2030 والتي تهدف إلى تحسين جودة الحياة في الوقت الحاضر بما لا يخل بحقوق الأجيال القادمة في حياة أفضل ويعد ذلك دليل أخر على اهتمام الدولة بتوفير العيش الكريم للجيل الحالي والأجيال القادمة أيضا، وفي هذا الصدد فقد قامت وزارة التخطيط بتحديد ٣٢ مؤشر لقياس مدى تحقق هدف من أهداف التنمية المستدامة في كل محافظة من محافظات مصر ومقارنتها بالنسبة التي تحققت في مصر وتحديد النسبة المستهدف أن تصل إليها المحافظة في ٢٠٣٠.
وقال المحافظ أن المحافظة قامت بإعداد خطة عمل تنفيذية بمشاركة كافة الجهات المعنية للعمل على تحقيق النسب المستهدفة لكل مؤشر بحلول عام ٢٠٣٠ وهذا ما تدعمه الجمهورية الجديدة التي تخطط طبقا لبيانات ومعلومات وتعمل من خلال خطط وبرامج لها مستهدفات وجداول زمنيه للتنفيذ ومسئول عن التنفيذ ومؤشرات لنسب تنفيذ كل مؤشر وكذلك آليات للتنفيذ والمتابعة والتحسين حتى تحقق كل ما ترونه من إنجازات بل وتتطلع دائما إلى تحقيق المزيد.
واختتم كلمته بتقديم التحية لوطننا الحبيب مصر ولقائدها وجيشها ومؤسساتها وكل فئات شعبها رجال ونساء وأطفال وشيوخ تحت رايته الحرة ونحو الوصول لحياة أفضل تضمن حقوق المواطنين في الحياة.