شابة ثلاثينية مكافحة رغم ظروفها الصحية العصيبة التي تعانيها منذ طفولتها، فهي زوجة، وأم، وعاملة وباحثة دكتوراه، فقدت والدها وشقيقها وكذلك صحتها بإصابتها بشلل الأطفال منذ طفولتها، لكنها لم تفقد أبدا إرادتها، وما زالت تحلم بأن تحقق طموحاتها التي تداعبها منذ نعومة أناملها.
إنها الشابة 'إيمان فوزي'، البالغة من العمر 32 عاما، تقيم بالصنافين بمركز منيا القمح، بمحافظة الشرقية، تقول: 'أعاني منذ طفولتي من شلل الأطفال الذي أصيبت به في غضون وفاة والدي، حيث انشغلت والدتي بحملها الثقيل بأخوتي الأربعة، معلقة: 'مخدتش التطعيم وربنا أراد إني أتصاب بشلل الأطفال'.
وتتابع 'إيمان': 'توفى والدي وشقيقي الأكبر وحرقت النار قلب أمي وقلوب أخوتي، لافتة أن والدها كان رجلا بسيطا لا يملك من حطام الدنيا شيئا، مما جعل والدتها تتحمل كافة الأعباء على عاتقها، معلقة: 'الحمل كان عليها حملين، أخواتي وأنا لأنني أعاني من شلل الأطفال أصبحت عبئا ثقيلا عليها'.
رحلة نجاح محفوفة بالصعوبات والتحديات
وتضيف قائلة: 'كان كل أملي وسعيي إني أتعلم وكنت محبة للعلم والتعلم'، لافتة إلى سعي والدتها بإلحاقها بالمدارس رغم ظروفها الصحية العصيبة، وأخذت إيمان تواصل دراستها حتى أنهت المرحلة الإعدادية، لافتة أن والدتها لم تستطع الانفاق على تعليمها فقررت أن تترك التعليم خاصة ان والدتها كانت تكد وتجتهد لتزوج شقيقاتها بتجهيز عفش العرائس لهن'.
وتضيف 'إيمان'،: 'كان الله المعين لي فكان لدي أخت متزوجة وزوجها تكفل بمصاريفي حتى أنهيت الثانوية العامة، كما أنه نجح بسعيه وتقدير الله أن يوظفني بعقد عمل كعاملة نظافة في الوحدة المحلية بالقرية، لأستطيع المساهمة في الإنفاق على تعليمي، معلقة: 'واصلت التعليم حتى التحقت بالجامعة ودخلت كلية الدراسات الإسلامية'.
تحدت ألم الفقد حتى حققت الحلم
لم تكتفي 'إيمان' بالبكالوريوس فطمحت أن تنال درجة الماجيستير، وعافرت وبالفعل بعد صبر ومثابرة وكفاح سنوات حصلت على الماجستير في اللغة العربية قسم الأدب والنقد، واكتملت فرحتها بزواجها من ابن عمها بعد قصة حبه لها التي دامت نحو 7 سنوات، وأنجبا محمد وإيمان، وكأنها عوض الله لها على صبر سنوات، وأصبحت لها أسرة تطيب خاطرها كلما نظرت لأفرادها.
ووصل طموح 'إيمان' أن تكمل حلمها بأن تكون باحثة دكتوراة وقدمت أوراقها في كليتها لتستكمل الحلم، في الوقت نفسه ما زالت إيمان تعطي دروسا لتحفيظ القرآن وتعليم الأطفال في حلقات خاصة بمنزلها كي تستطيع إكمال دراستها والمساعدة في نفقات الأسرة خاصة وأن والدتها تقيم معها في ذات المنزل، ولذلك تتكبد هي معاناة زائدة فوق ظروفها الصحية.
وتشير 'إيمان'، إلى أنها قدمت في ديوان محافظة الشرقية من خلال إحدى نائبات دائرتها في الفترة النوابية الماضية، لتسوية وظيفتها وتحسينها من عاملة نظافة إلى موظفة لها حقوق خاصة وأنها باحثة دكتوراة، لافتة إلى أن أحد الموظفين في مجلس المدينة مزق لها الأوراق التي قدمتها وكانت موقعة من محافظ الشرقية، إلا أنه وعلى حد قولها أن الموظف تعامل معها بطريقة غير لائقة'.
وناشدت إيمان فوزي، الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية وكل الجهات المعنية بحصولها على وظيفة وتسوية بمؤهلاتها العلمية، معلقة: 'أنا تعبت سنين وأتمنى أرتاح بعد كل تعبي'، مؤكدة أنها في الوحدة المحلية بقريتها حيث محل عملها لا تجد كرسي لتجلس عليه، وتناشد بضرورة إيجاد وظيفة لها ومعاملتها معاملة إنسانية وتقدير لدراساتها ومؤهلاتها الحاصلة عليها بعد عناء سنوات.