'العمل الجماعى دائما يؤتى بثمار طيبة ويساعد على استمرارية النجاح ولأننا أسرة واحدة نفكر معًا، ونشارك بعض فى الآراء وأصبح لكل منا دور كبير فزوجى يدير المشروع معنا بشكل احترافى فهو مسؤول عن التصميمات، أما بناتى فهن الشعلة المضيئة التى تدفعنا للأمام فالمشروع لهم'.
بهذه الكلمات بدأت 'فاتن'، مُعلمة اقتصاد منزلى بإحدى مدارس بورسعيد الابتدائية، تروي لـ'أهل مصر' قصة نجاحها في مشروعٍ تعاونت فيه جميع أفراد الأسرة من أجل رفع مستوى المعيشة ضاربين أفضل الأمثلة في الكفاح والتعاون والنجاح.
قرض بشاير الخير
تقول المُعلمة البورسعيدية،: الموضوع بدأ بعد تفكير أنا وزوجى الذى يعمل موظف أمن بإحدى الشركات الخاصة كيف نؤمن مستقبل ابنتينا 'جينا وكريستينا' بعمل جماعى نساهم فيه معًا فقمنا بعمل قرض جماعى 'بشاير الخير' من جمعية تنمية المشروعات الصغيرة بالمحافظة، وقبل القرض اجتمعنا معًا وخططنا كيف نستغل مهارتنا.
خلية نحل
وأضافت الأم: 'كلٌ منا ساعد بمجهوده من أجل نجاح فكرة المشروع وبالفعل عندما اقترضنا، قمنا بشراء ماكينة مسطحة خاصة بطبع لوجوهات وحروف على التيشيرتات، وعمل لوجوهات على الميداليات والسلاسل، وبدأنا الخطوات الأولى بنجاح وخاصة بعد أن قمنا بترويج منتجاتنا على موقع التواصل الاجتماعى الفيسبوك، وازدادت الطلبات وأصبحنا نعمل كخلية النحل داخل حجرة صغيرة بمنزلنا بمدينة بورفؤاد'.
إنجاز الأوردرات
وأوضحت 'فاتن': 'أذهب إلى وظيفتى كمعلمة فى إحدى المدارس وابنتى يوستينا تذهب إلى الجامعة فهى طالبة بالفرقة الرابعة بكلية التجارة وزوجى يذهب إلى عمله أيضًا، أما ابنتى الكبرى جينا تكون موجودة بالمنزل وتتلقى الأوردرات المطلوبة فهى حاصلة على بكالوريوس تجارة ونتجمّع فى الفترة المسائية لإنجاز المطلوب منا من أوردرات'.
الأعياد ساهمت فى بيع المنتجات
وتابعت: كانت المناسبات الخاصة بنا كأقباط هذا العام مصدر رزق، وساعدت على زيادة نسبة المبيعات بكميات كبيرة فى عيدنا 'عيد الميلاد المجيد' وفى الكريسماس، كما أن الدروع الخشبية التى تأخذ أشكالًا جميلة ومتنوعة عليها إقبال كبير لأن أسعارها مناسبة ومتفاوتة ما بين 25 و35 جنيها، كذلك المجّات لأن لها أشكال وأنواع أيضًا والمج يأخذ أكثر من شكل.
السرعة والوقت سبب الإقبال
واستطردت الأم، أن 'عامل السرعة والوقت أساسيان جدًا فى جذب الزبون، أى كميات نقوم بإعدادها وتجهيزها بسرعة بالإضافة إلى اتقان المنتج ونحن لا نقوم بعملية اختيار المنتج بل صاحب الطلب هو من يحدد طلبه ونحن نقوم بعملية التنفيذ، وعندما ازداد الطلب على المنتجات كان لابد وأن نوفر ماكينات خاصة لمنتجات بعينها وضاعفنا قرض المشروعات الصغيرة لنتوسع فى مشروعنا فأصبح لدينا مجموعة من الماكينات'.
تطوير فكرة المشروع
وتقول جينا الابنه الكبرى،: 'إننى تخرجت من كلية التجارة وأردت أن أقوم بتوظيف مهاراتى الخاصة حتى أخلق لنفسى فرصة عمل ولأن المجالات أصبحت واسعة ومتاحة من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، بالفعل أصبحت أبحث عما هو جديد أنا وشقيقتى يوستينا من أجل تطوير فكرة مشروعنا ووالدى يقوم أيضًا بتصميمات رائعة وجذابة'.
متابعة المشروع
من جانبها قالت سميرة فوزى، نائب مدير إدارة المراجعة بجمعية تنمية المشروعات الصغيرة ببورسعيد، إن مشروع الأسرة بدأ بقرض صغير لشراء ماكينة طباعة وعندما استمر المشروع بنجاح وتم تسديد القرض بانتظام كان من السهل حصول الأم وابنتيها على قروض أخرى لاستمرار المشروع وليكون بصورة أكبر.
وأضافت 'فوزي': 'نحن كجمعية نتابع تلك المشروعات الناجحة ونشجع أصحابها من خلال معارض يتم الاشتراك فيها لتسويق المنتجات الخاصة بهم'، متابعة: 'والحمد لله قرض بشاير الخير كان مصدر خير لجميع المقترضات، وكان 'وش الخير' بالفعل وساعدهن على فتح مجالات لمشاريع مختلفة ونجحن فيها.