الداعية جابر البغدادي للشباب: ليس مطلوبا من الإنسان أن يقضي العمر في المحراب

الشيخ جابر البغدادي
الشيخ جابر البغدادي

قدم الداعية الإسلامي الشيخ جابر البغدادي، بعض الرسائل الهامة للشباب، محذرا من غرور المال والقوة والنفوذ، دون النظر إلى أن لكل شيئًا نهاية، مطالبا بضرورة الاستيقاظ من الغفلة قبل نهاية العمر.

ظواهر سلبية بالمجتمع

وأوضح الشيخ جابر البغدادي، خلال أحد دروسه العلمية بمدينة بني سويف، أن هناك بعض الظواهر السلبية داخل المجتمع والمنتشرة بين الناس بشكل يدعو إلى ضرورة مراجعة شاملة للنفس وأعمالها ومنها أن هناك حالة من الجفاء بين الناس بعضهم البعض وعدم وجود السلام المجتمعى بينهم، وخاصة بعدم التسليم والتعارف مما أدى إلى حالة من المقاطعة والخصام وذلك بسبب أتفه الأسباب والتى قد لا تساوى في قيمتها جناح بعوضة.

اختفاء السماحة والتسامح

وأرجع عدم وجود حالة التسليم والتعارف بين الناس داخل المجتمع إلى اختفاء السماحة والتسامح من حياة الناس، فضلا عن جهل الناس بنور النبوة وأخلاق الرسول الكريم صل الله عليه وسلم والتى من أهمها السلام والتسامح المجتمعى إلا من رحم ربي.

محاسبة النفس البشرية

وأكد أن هناك حديثا شريفا عن الرسول الكريم يحتوى على محاسبة النفس البشرية على 4 أشياء خلال وقوف العبد  بين يدى الله تعالى يوم القيامة وأولها السؤال عن العمر فيما أفناه، مشيرا إلى أنه ليس المقصود أن يقضي الإنسان العمر أن يقضيه في المحراب والصلاة فى المسجد فقط ولكن هناك بعض العبادات التي تقدر بكامل الأهمية ومنها قضاء حوائج الناس فهى عبادة، والصلح بين المتخاصمين من  الناس فهى عبادة، وإطعام الطعام للمساكين والسعى على الأرامل والأيتام هى  عبادة أيضا،  إن كان بها قصد وجه الله تعالى فقط.

التفاخر بإطعام المساكين

وحذر من خطورة إطعام الطعام للمساكين والفقراء بقصد الزعامة والتفاخر بين الناس بذلك العمل مما يؤدي إلى ضياع الوقت والعمر دون منفعة حقيقية زادت من رصيد الإنسان الدينى، مشيرا إلى أن هناك من يفنى عمره أمام شاشات التلفزيون وهو فى الحقيقة حبيس لهذا الجهاز لا يفارقه ليلا ولا نهارا، حيث إضاعة الوقت الثمين الذى وهبه الله تعالى للإنسان له لكى يكون له حجة وليس عليه أثناء الحساب والوقوف بين يدى الله تعالى يوم القيامة.

أهمية الوقت

وأشار إلى أن للوقت أهمية عظيمة وقيمة غالية الثمن وخاصة عندما أنزل الله تعالى في كتابه العزيز سورة العصر والتى توضح قيمة العمر والوقت وما لهما  من قيمة عظيمة في حياة الإنسان في دنياها، مبينا رأى الإمام الشافعى فى الوقت والعمر حينما قال 'لو لم ينزل الله تعالى سورة غير سورة العصر فى القرآن الكريم لكفى'، وذلك لتوضيح أهمية العمر والوقت الذى اقسم الله تعالى بهما.

خسارة النوع الإنسانى

وأكد الشيخ جابر البغدادي، أن كل النوع الإنسانى في خسران كبير لضياع الوقت والعمر وعدم إدراك الأهمية الكبرى للعمر إلا المؤمن الذى أدرك قيمة العمر والوقت، و الذى سعى في عمل الصالحات والتواصى بالحق والتواصى بالصبر، ولا يمهملهما إلا كل من خسر فى حياته كلها.

الحق يحتاج إلى الصبر

وأشار إلى أن الحق يحتاج إلى الصبر لأن هناك من لا يريد أن يسمع وينصت إلى كلمة الحق، لأن كلمة الحق مؤلمة وتغضب الكثير، وهناك من يريد أن يسمع كلمة الباطل، مدللا برواية للإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه، حينما قال للسيدة فاطمة الزهراء 'اصحنى لى الخبز أى إطحنيه جيدا ' فقالت له السيدة فاطمة الزهراء  ' لماذا '، فأجابها الإمام علي رضي الله عنه ' لأنه أثناء لكة أى مضغ اللقمة سفها أى بلعها أربعون تسبيحة كاملة.

قيمة العمر والوقت

وأكد على ضرورة أن يعلم الإنسان قيمة العمر والوقت وكيفية القضاء فيه، وأين يذهب عمره وشبابه وفيما أبلاه وقوته، مستشهدا بحديث الرسول الكريم حينما قال 'من أصبح معافا في بدنه مالكا قوت يومه آمنا في سربه فقد حاز كلها بحذافيرها' مما يؤدي إلى أن الإنسان إذا توافرت لدية هذة المقومات اليومية فقد أصبح أغنى الناس فى المملكة الدنيوية، وبذلك بسبب عدم وجود ما يهدد أمنه واستقراره اليومى والحياتى.

وتساءل الشيخ جابر البغدادي، لماذا لا يستثمر الإنسان قوته قبل ضعفة ولا شبابه قبل الهرم وكبر السن وتقدم العمر، واستثمار الصحة قبل المرض وإنهاك الجسد وتهالكه؟، مشيرا إلى أن الشباب منحة ربانية من الله تعالى للإنسان وذلك لتعمير وإعمار الكون كله وإعمار الآخرة أيضا.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
تشكيل منتخب مصر أمام بوتسوانا فى تصفيات أمم إفريقيا