اعلان

العنف بين الطلاب إلى أين؟.. أولياء أمور: وقائع فردية.. واستشاري تربوي: محاكاة وتقليد

العنف بين طلاب المدارس. أرشيفية
العنف بين طلاب المدارس. أرشيفية

وسط مشاغل الحياة أصبحت أسر عديدة غير مهتمة بالمصدر الذى يكتسب منه الإبن سلوكياته، ما أدى لتعلم كثير من الأطفال سلوكيات عنيفة، بسبب المواد التى يتعرضون لها ويقومون بمحاكاتها وتقليدها، وهو ما تسبب فى انتشار العنف بين الأطفال وطلاب المدارس.

وقائع عنف بين طلاب المدارس الفترة الماضية

وشهدت محافظة كفر الشيخ، خلال الشهور الماضية، أكثر من واقعة اعتدى فيها طلاب على زملائهم بالضرب، بل وصل الأمر إلى أن أكثر من طالب فقد حياته نتيجة لذلك، الأمر الذى يدق ناقوس الخطر بشأن الخلل المتسبب في ظهور هذا العنف، والحاجة لدراسته ومعالجته.

سلوكيات عنيفة بين الطلاب

أصبح عدد كبير من الطلاب يقوم بسلوكيات عنيفة وسط غياب الدور الرقابى للأسرة، وعدم فعالية دور الأخصائي الاجتماعى في المدرسة على النحو المطلوب، ما أدى لظهور تلك السلوكيات بشكل مبالغ فيه فى المجتمع.

وترصد «أهل مصر» فى هذا التقرير، وقائع العنف بين طلاب المدارس، وأسبابه، والمسئول عنه، والمقترحات للحد منه.

مواطنة: وقائع العنف كانت حالات فردية تم تداركها

فى البداية، تقول إيمان السيد، ولية أمر، إن العنف بين طلاب المدارس لا يعد ظاهرة في كفر الشيخ مقارنة بالمحافظات أخرى، موضحة أن وقائع العنف التي شهدتها بعض مدارس المحافظة في الفترة الماضية، كانت حالات فردية وتم تداركها، وأرجعت سبب هذا العنف لانعدام الرقابة الأسرية، وتحول الطفل لمسخ أمام الأجهزة الإلكترونية.

العنف في الدراما والألعاب

وتابعت: أصبح هناك كبتا للطاقة وعصبية بسبب العنف في الألعاب الإلكترونية والدراما التى يتعرض لها الطفل، والتى تشجعه على اتباع نفس الأسلوب، مؤكدة أنه يمكن التقليل من ذلك العنف من خلال توعية الطلاب منذ الصغر من خلال متخصص، بالإضافة لتشجيع مراكز الشباب والأنشطة الرياضية على توجيه طاقة الطفل فى الطريق الصحيح.

الاهتمام بشكاوى الطلاب من التنمر

وأضافت: لابد من الأخذ بعين الجدية أى شكوى من أى طالب بخصوص تعرضه للتنمر، وأنه فى حال بلوغ الطالب السن القانونية، لابد من حساب قانوني رادع فى حال تعديه على زميل له، وتابعت: أرى أن الطالب الذى يعتدي على زملائه لابد من التعامل معه كمريض نفسى أولا والكشف عليه من خلال متخصص نفسى لمعرفة إذا كان هناك خلل نفسى وعلاجه لأنه قد يكون ضحية الظروف المحيطة به.

ولي أمر: العنف بين الطلاب فى المدارس بالمحافظة حالات فردية وليس ظاهرة

ويقول أحد أولياء الأمور إنه لا يرى أن العنف بين طلاب المدارس فى المحافظة يعد ظاهرة وإنما حالات فردية، مؤكدا أن هناك سببين لهذا العنف أولهما عدم الحزم من إدارة المدرسة، والآخر بعض أولياء الأمور، الذين يخبروا أبناءهم فى بداية العام الدراسى بأنه لابد أن يجلسوا بالمقاعد الأولى ما يتسبب فى حدوث بعض الخلافات بين الطلاب.

حملات التوعية هي الحل

وتابع: أرى أن حل تلك المشكلة يكمن فى عمل حملات توعية وندوات داخل المدرسة، كما أن لولى الأمر دور فى ذلك من خلال المتابعة، كما يجب أن يكون هناك دورا للأخصائى الاجتماعى بالمدرسة، فضلا عن التنسيق مع ولي الأمر، مضيفا أنه فى حال قام أى تلميذ بالاعتداء على زميله، أرى أن التعامل الأمثل لابد أن يكون كالتالى: أن يجلس المدير والأخصائى مع الطالب ومع الطرف الأخر وحل الخلاف، فإذا لم ينته الخلاف يستدعى ولى الأمر، فإن لم يكن تُبلغ الإدارة التعليمية.

ولية أمر: البيئة هى السبب الرئيسي للعنف لدى بعض الطلاب

وتقول شيرين الريفى، ولية أمر، إن العنف بين طلاب المدارس أمر موجود منذ زمن، ولكن وقائع الاعتداء الأخيرة، والتى أسفر بعضها عن موت طلاب هى التى تسببت فى ظهوره بشكل أكبر، ولكن لا يمكن اعتبار الأمر ظاهرة، موضحة أن السبب الرئيسى فى العنف بين الطلاب فى المدارس هو الأسرة، وأن السلوكيات العدوانية لدى بعض التلاميذ سببها الرئيسى البيئة التى ينشأ فيها الطفل.

السلوكيات العدوانية ظهرت بشكل مبالغ فيه بالمجتمع

وأضافت أن هذه السلوكيات العدوانية ظهرت فى المجتمع بشكل مبالغ فيه، وأصبحت منتشرة بين عدد كبير من الطلاب، ولكن أعتقد أن هذا نتاج البيئة التى نشأوا فيها، وأرى أن هذا الطالب العنيف يحتاج لمتابعة من أخصائى نفسى، وأرى أن حل هذا الأمر يحتاج لمبادرات قوية من الدولة فى تعديل سلوك الأطفال، ولابد أن يكون هناك تعليم لأمور الدين وتعاليمه من المحبة وتقبل الأخر منذ مراحل التعليم الأولى.

وأردفت: لابد أن يكون هناك أخصائيين نفسيين بالمدرسة قادرين على متابعة تلك السلوكيات، بالإضافة لمواد للأخلاقيات تدرس بالمدرسة، وحملات فى الإعلام عن السلوكيات، المدارس والأندية وغير ذلك، فالعنف أصبح منتشر بشكل كبير فى المجتمع وليس المدرسة فقط.

بعض الطلاب امتنعوا عن الذهاب للمدرسة بسبب التنمر

وتقول: هناك طلاب قرروا عدم الذهاب للمدرسة بسبب التنمر الذى يتعرضون له، لكونهم غير قادرين على التعامل مع الأمر، كما أنه لم يعد هناك اهتمام بحصة التربية الدينية بالمدرسة، وهى التى يمكن للطالب أن يتعلم منها كثير من السلوكيات، وتتابع: الطلاب أصحاب السلوكيات العنيفة لابد من معاقبتهم، فابنى طالب بالمرحلة الثانوية ويخبرنى أن سلوكيات بعض الطلاب فى المدرسة عنيفة للدرجة التى يخاف فيها المدرس على نفسه من أن يتعرض للاعتداء من قبل بعض الطلاب.

الظاهرة من منظور علم النفس

وتقول رشا فرج، استشارية تربوية لأهالى المراهقين أن العنف لدى الطفل فى مرحلة الطفولة حتى سن الثامنة يكون محاكاة وتقليد لما حوله، إذ يقلد العنف الذى يراه فى المنزل، إضافة إلى محاكاة الألعاب والدراما وغير ذلك، فالطفل يتعرض لمثيرات كثيرة بها عنف غير مقنن يقوم بتقليده وذلك على عكس ما يحدث فى الألعاب الرياضية.

وأضافت فرج فى تصريح خاص لـ «أهل مصر» أنه ومنذ سن العاشرة تبدأ مرحلة المراهقة المبكرة، والتى من أهم علاماتها محاولة إثبات النضج، فيحاول الطفل إظهار ذلك من خلال الخشونة فى التعامل ليثبت ذلك للمحيطين به، من خلال الضرب وارتداء ملابس بطريقة معينة وغير ذلك من السلوكيات، ومن المفترض أن يتم تقنين ذلك من خلال الأسرة.

غياب التوجيه من الأسرة

وأكدت أن هناك حاليا قدر كبير من عدم المتابعة من الأسرة لأبنائهم، لمعرفة من أين يكتسب الأطفال القيم، إذ يتلقى الأبناء قيم مغلوطة من الألعاب والدراما والسوشيال ميديا، فى ظل غياب توجيه الاسرة، وعدم التوجيه من قبل الأسرة له شقين الأول أن الأسرة نفسها منشغلة وغير مدركة أهمية الحوار الجماعى بالمنزل، أما الشق الثانى يكون عن عدم علم منهم بالمواد التى يتعرض لها الأبناء ويتلقون منها القيم.

تربية الأطفال مسئولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والإعلام

وأردفت: المدرسة لها دور، فمن أمن العقوبة أساء الأدب، والعقاب حاليا لا يكون بالدرجة المناسبة للفعل الذى يقوم به الطالب، كما أنه لا يوجد توجيه قبل العقاب، إذ يحدث عقاب بعد الفعل، ولكن قبل الفعل لابد أن يكون هناك توعية وتوجيه، وتضيف بالقول: أصبحت هناك عوامل أخرى تربى الأبناء بجانب المدرسة، وفأصبح دور المدرسة التربوى صغيرا بسبب ذلك.

وتابعت: تربية الأطفال مسئولية الأسرة والمدرسة والإعلام، والثلاثة غير متفقين على قيم واحدة لزرعها فى الأطفال، وأرى أن ما يقلل من ظاهرة العنف بين طلاب المدارس هو أن يكون هناك جلسات توعية للأهالى، وحصة للأخلاقيات والسلوكيات فى المدرسة، ورقابة أعلى على المواد المقدمة فى التلفاز قدر المستطاع، والأسرة يجب أن تكون حريصة على متابعة المواد التى يتابعها الابن لتوجيهه.

دور الأخصائي الاجتماعى والنفس لم يعد مفعلا كما ينبغي

وتقول: إذا حدث شجار بين طلاب فى المدرسة لابد من معرفة من الذى بادر بالأمر، ولماذا، وما الذى يتعرض له هذا الطالب من ضغوط خارجية، سواء بالمنزل أو غير ذلك، وهذا هو دور الأخصائى الاجتماعى أو النفسى بالمدرسة أن يدرس كل حالة ومبررات ذلك، ولكن هذا الدور لم يعد مفعلا كما ينبغى.

لابد من وجود رقابة على المواد التى يتعرض لها الطفل

وأضافت: لابد أن يكون هناك تكاتف بين أولياء الأمور والمدرسة من خلال محاضرات توعية، ندوات، وغير ذلك، حتى يكون الأهالى أكثر وعيا حول كيفية التصرف، لأن هناك أهالى تتبع أسلوبا قاسيا فى عقاب أبنائها، وتكون سببا فى كون ابنها عنيدا، كما يجب أن يكون هناك رقابة على المواد الى يتعرض لها الابن من الألعاب والدراما وغير ذلك.

وكيل تعليم كفر الشيخ: عدم انتظام الدراسة بسبب كورونا كان أحد أسباب تنامى الظاهرة

وقال محمد عبد الله، وكيل وزارة التربية والتعليم بكفر الشيخ أن جائحة كورونا وما ترتب عليها من عدم انتظام فى العملية التعليمية، والأنشطة الطلابية، كان واحدا من العوامل الكامنة وراء تنامي ظاهرة العنف بين الطلاب فى المدارس.

بروتوكول تعاون مع جهات معنية للتوعية بخطورة الظاهرة

وأضاف عبدالله، فى تصريح خاص لـ «أهل مصر»أنه مع بدء انحسار تلك الجائحة إلى حد ما وعودة الطلاب للمدارس، وقيام مديرية التربية والتعليم بكفر الشيخ بدراسة أسباب تلك الظاهرة، تم عقد بروتوكول تعاون مع جهات معنية من بينها كلية التربية ومعهد الخدمة الاجتماعية، وذلك بهدف تحقيق الغاية المنشودة وهى التوعية بخطورة تلك الظاهرة ومن ثم الحد منها.

لقاءات وندوات توعوية

وتابع: يتم عقد ندوات ولقاءات توعوية بالتعاون مع تلك الجهات يحضرها الفئات المستهدفة من طلاب ومعلمين وأخصائيين اجتماعيين، مشيرا إلى أنه يتم اللجوء إلى لائحة الانضباط المدرج بها جزاءات تطبق وفق تدرج، وذلك لتحقيق الهدف الأساسى منها، واختتم حديثه ل'أهل مصر' قائلا: نأمل أن تتكاتف تلك الجهود وتثمر في الحد بل و القضاء على تلك الظاهرة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً