«حبة الغلة القاتلة».. أسرع طريق للموت بثمن بخس في الغربية

الانتحار بـ حبة الغلة
الانتحار بـ حبة الغلة

عقب انتحار ضحية الابتزاز الإلكتروني، بكفر الزيات، بمحافظة الغربية، ظهر على السطح مرة أخرى شبح 'حبة الغلة' القاتلة، والتي تحقق الموت بنسبة أكثر من 90%، والتي يلجأ لها الكثير من الشباب والشابات للتخلص من حياتهم، حيث تمتاز بانخفاض ثمنها وسرعة مفعولها، إلى جانب سهولة تداولها داخل الصيدليات، لتسجل أعلى نسبة استخدام في حالات الانتحار مؤخرا.

يقول دكتور طارق حامد، أخصائى بمعهد السموم، جامعة طنطا، إنه يستقبل مركز السموم بالجامعة، حالات تسمم بحبة الغلة القاتلة، بصورة شبه يومية، ولا يتم إنقاذ سوى نسبة ضئيلة جدا من الحالات، حيث تكمن خطورتها في إطلاقها غاز الفوسفين، وهو غاز يبدأ في التفاعل مع رطوبة الفم، ويضرب الكلى والقلب ويتلف الأعضاء الداخلية بسرعة كبيرة، ولم يكتشف ترياق مضاد له حتى الآن.

وأضاف حامد، أن من 250 ألفا إلى 370 ألف شخص يموتون على مستوى العالم، من تناول المبيدات، وأنها المسؤول الأول عن ثلث حالات الانتحار في جميع أنحاء العالم في عام 2018.

فيما قالت دكتورة رقية عبد العظيم، طبيبة شرعية بمستشفى المنشاوي العام، من الأخطاء الشائعة في التعامل مع التسمم، الماء، أخطر شيء هو إعطاء المريض مياه لأنه يساعد على سرعة التفاعل وإطلاق الغاز السام، ولذلك ننصح بعدم إعطاء المريض أي نقطة مياه ولا يتم عمل غسيل المعدة التقليدي.

وتابعت عبد العظيم، الخطوة الثانية من عملية الإنقاذ، هي غسيل المعدة ببيكربونات الصوديوم وزيت البرافين حيث ينشيء وسطا يمنع التفاعل أو يمنع انتشار الغاز بأنحاء الجسم، بحيث يمنع الغاز من التسبب في تلف في كل أجهزة الجسم، ففي العادي يسبب الغاز انخفاض ضغط الدم بالصدمة وخفقان بالقلب وارتفاع في السكر والصدمة الحرارية، وانهيار القلب والأوعية الدموية، وضيق التنفس الحاد والفشل الكلوي، وغيرها من الأعراض الحادة، لكن إذا تم التعامل معه بطريقة صحيحة، يمكن إنقاذ المريض خلال ساعتين.

وأشار دكتور جاسر الملا، رئيس قسم السموم، بكفر الزيات، إلى أن القسم استقبل أكثر من 100 حالة خلال العام الماضي، إلا أنه لم ينج منها سوى حالتين فقط، موضحا أن الأعداد تتزايد بسبب انتشار «حبة الغلة»، التي أصبحت في متناول الجميع، لافتا أن نسبة المراهقين في الحالات المحولة للمركز أكثر من 70%.

وطالب الملا، بمنع تداول تلك الحبوب في الصيدليات، إلى جانب نشر توعية واسعة بين أبناء القرى، وخاصة التي تتعامل مع المحاصيل المخزنة كالغلال والأرز وغيرها، من خطورة تلك الحبة القاتلة، المتداولة بثمن بخس.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
برلماني متهمًا الحكومة بالتخبط: قسمت الشعب لطبقتين «نجيب ساويرس ونجيب منين»