صغار على جسر المسؤولية.. حكايات محزنة لإجبار الأطفال بالمنيا على التسول والعمل في الجبال

عمالة الأطفال في المنيا
عمالة الأطفال في المنيا

تحولت حياة الصغار والصغيرات من أطفال يقصدون اللعب إلي مسنين في تحمل المسؤولية للمساعدة في الإنفاق علي أسرهم وأجبرتهم الحياة وأولياء أمورهم معا للسير في طرقات مجهولة قد تقود بعضهم للموت أو التخلي عن طفولتهم.

أعمال شاقة

ما بين حمل الحقائب على الأكتاف والذهاب في رحلات فجرية إلي الزراعات الواقعة في المناطق الصحراوية يذهب الفتيات الصغيرات من أعمار السادسة وحتي سن الـ18 عاما حتي تتم سن الزواج وصبية يقصدون الجبال والمناطق النائية للعمل لعدة سنوات تحملهم في رحلتهم سيارات ربع نقل وتعود بهم من حيث أتوا.

وتنتشر عمالة الأطفال ما بين صبية وفتيات داخل القري التابعة لمراكز محافظة المنيا المختلفة خاصة القري الريفية والقري النائية والواقعة بالقرب من المناطق الصحراوية بعضهم يقصد المدينة للتسول من ساعات الصباح وحتي شمس المغيب وأخرون يتوجهون للعمل في الزراعات.

وتقول رانيا إبراهيم، إحدي أهالي مركز أبو قرقاص، إن هناك العديد من الفتيات الصغيرات من أعمار السادسة يذهبن في الصباح داخل سيارات ربع نقل يتوجهون إلي المدن والقري المجاورة، لافتة إلي أنهم يقومون بالتسول من الصباح وحتي شمس المغيب تارة يتسولون بمفردهن وتارة أخري يتسولن برفقة أمهاتهن.

وأضافت، أن تلك الظاهرة منذ سنوات ومازالت مستمرة حتي الآن في عدد من قري مركز أبو قرقاص ومدينة الفكرية ومدينة المنيا ومركز سمالوط حيث أن التسول تنشأ عليه الفتاة منذ صغرها وحتي سن الثامنة عشر.

فيما يقول علي صلاح، إنه ترك التعليم وبدأ يذهب لعدد من المزارع في الجبال لإزالة الحشائش وحصاد المحاصيل المختلفة، مضيفا: "نذهب من الساعة الخامسة صباحا ثم نعود مع آذان الظهر وأحصل أنا وزملائي في العمل على 60 جنيه يوميا".

وأضاف، أنني أبلغ 14 عاما وأعمل في مزارع الجبال في القري الصحراوية منذ أن كان عمري 8 سنوات قرر حينها والدي أن أترك المدرسة والذهاب للعمل لمساعدته للإنفاق علي المنزل بسبب مرضه الذي تملك منه.

في الوقت ذاته يقول نور شعبان: "اعتدنا منذ الصغر علي ذهاب الفتيات للتسول في البلاد منذ الصباح وحتي المساء وبعضهن يذهبن إلي الموالد في محافظات أسيوط وقنا ويعودن من رحلتهن برفقة أمهاتهن بعد عدة أيام".

وأوضح، أن تلك هي عادات عدد من أسر الجمسة الذين يعتمدون علي التسول من قبل الفتيات الصغيرات والنساء وقيام الرجال برعي الجاموس وبعض النساء يقمن بحلب الألبان وهي حياتهم منذ الأجداد مرغمون علي التسول من سن السادسة لتوفير لقمة عيش لهم.

جدير بالذكر أن محافظة المنيا شهدت وقوع حادث مأساوي لعدد من الأطفال كانوا في طريقهم للعودة من إحدى المزارع بالقرب من قرية تونا الجبل، التابعة لمركز ملوي جنوب المنيا، وانقلبت سيارتهم الربع نقل ما أسفر عن مصرع طفل فيما أصيب 16 آخرين وتم نقلهم للمستشفى العام.

WhatsApp
Telegram