ضاع منها الشعور بالأمان عندما ماتت أمها، وفقدته مجددا بعدما تجرد والدها من ثوب الأبوة والإنسانية، عندما باع الشقة التى تعيش فيها، لتلجأ للأرصفة والشوارع بورسعيد، لكن الذئاب البشرية لم تكن أرحم عليها.
لحم رخيص
تروي صفاء حسن إبراهيم، 34 عاما، مأساتها لـ «أهل مصر»، قائلة: 'اعتبرونى لحم رخيص واغتصبني خمسة من الذئاب البشرية في الشارع، لم يراعوا الله في، مثلهم مثل والدي، فهو من جعلنى مشردة فى الشوارع و لم «يلم لحمه وعرضه».
وتقول صفاء: 'كنت أعيش فى منزل مع والدتي ووالدي بشبرا الخيمة، وكانت والدتي تعمل خياطة وأحيانا خادمة في المنازل، حتى توفر لي لقمة العيش، ولما تعبت من العمل، أصيبت بأمراض كثيرة مثل السرطان والكبد والقلب والضغط ولزمت الفراش، شعرت بالحزن الشديد عليها وكنت أتساءل لماذا هي تسهر طوال الليل للعمل، وأبى ينام في فراشة مرتاح'.
باع الشقة و رمانى فى الشارع
وتضيف صفاء 'توفيت والدتى بعد معاناة كبيرة مع المرض، فقد تركها والدي دون أن يساعدها في مصاريف العلاج، فماتت أمامي وأنا لا استطيع أن افعل لها شيئا، فأنا فتاة ضعيفة الحيلة، وكانت خالتي هي من تساعدنا، ولكنها توفيت قبل والدتي، فأصبحت وحيدة وكان والدى يعمل مقاولا ولكنه بخيل جدا يضع«القرش على القرش» ويتركنا للجوع والحوجة، وفوجئت بأنه باع الشقة التى كنا نعيش فيها وألقى بي في الشوارع وبعدها سمعت أنه توفي أيضا'.
و تابعت 'استأجرت شقة وعندما تعثرت في دفع الايجار، طلب منى صاحبها أن أبيع له نفسي مقابل الإيجار ولكني رفضت و تركت المكان وركبت القطار حتى وصلت إلى محافظة بورسعيد'.
لحمة رخيصة
تقول صفاء 'عشت في الشوارع، حتى أصبحت 'لحم رخيص' للذئاب البشرية، فاغتصبني خمسة من الشباب، حزينة على نفسى لكن دائما أقول لنفسي والدي هو السبب في ذلك، ولن أسامحه أبدا، وجدت على شاطىء بورسعيد رجلا طيبا اعتبرنى مثل ابنته واشتغلت عنده وهو يحافظ على و يقدم لى المأكل و المشرب'.
و اختتمت صفاء، قائلة: 'عاوزة حد يتقي الله فيا، عايزة أعيش فى أمان'.
يقول اللول عسكر أحد أصحاب الكافتيريات على شاطىء بورسعيد، أن الحامي هو الله، فقد وجدت الفتاة تمشي على شاطىء بورسعيد ولاحظت أن هناك شباب يحاولون استغلالها بطريقة بعيدة عن الأدب والاخلاق، فأردت أن أحميها منهم .
وأضاف: أدركت أنها غلبانة، فخفت عليها واعتبرتها مثل بناتي حتى زوجتى تسأل عليها باستمرار وتطهو لها الطعام، وأوفر لها مكانا للنوم حفاظا عليها من الذئاب البشرية وأحيانا كثيرة بتأثر بحالتها فهي تعاني من الاكتئاب، ومن الواضح أنها تأثرت بوفاة والدتها وأخشى عليها إن خرجت بعيدا عن المكان، لأن وجودها عندي 'مسؤلية ' وأنا غير مسؤول عما يحدث لها فى الشارع.
واختتم عسكر بقوله 'أتمنى أن يتوفر لها مأوى وحياة كريمة تعيشها، قبل أن تتحول إلى مريضة نفسية فتؤذى نفسها ومن حولها .