'لم يتطرق اليأس إلى حياتى، فعندما ولدت بإعاقة فى قدمى أردت أن أتعامل مع نفسى بطريقة خاصة، أردت أن أُدللها، أُصاحبها، حتى أستطيع أن أواجه قسوة المجتمع وبالتالى مرت سنوات الدراسة بيسر وسهولة، حتى وصلت إلى المرحلة الثانوية فكان لابد وأن أمارس الرياضة لأجعل منها وسيلة للاندماج مع المجتمع' هكذا بدأت تروى 'منى الشرباص' السيدة الأربعينية ابنة محافظة بورسعيد، قصة نجاحها وقهرها إعاقتها، والتى تعانى من إعاقة بالقدم اليمنى.
تقول 'الشرباص': إننى كنت فى عالم من العُزلة فأردت أن أتغلب عليه فالتحقت بنادى الحرية للمعاقين ببورسعيد، ومارست رياضة 'تنس الطاولة' وعشقت اللعبة وفعلت معها مثلما فعلت مع نفسى وإعاقتى منذ الصغر 'دللتها' حتى أتفوق فيها.
وتُضيف قاهرة الإعاقة: التحقت بالعمل بمديرية التربية والتعليم تعيين 5% وتزوجت من رجل صاحب إعاقة مثلى وأنجبنا طفل وعندما وصل عمر ابنى 'مصطفى' 4 سنوات توفى زوجى، لأصبح مسؤولة عن طفلى ونفسى وكانت المسؤولية صعبة للغاية، ولكنى تغلبت عليها بالصبر والعمل والرياضة فنجحت فى عملى بالتربية والتعليم وفى مجال الرياضة وحصلت على المركز الثالث فى بطولة العالم بالأردن ومركز ثالث أيضا ببطولة العالم وإفريقيا التى أقيمت بمحافظة الإسكندرية، كما حصلت على بطولة الجمهورية والأولى فى اللعبة 'زوجى' فى ديسمبر الماضى بالبطولة التى أقيمت بمحافظة الإسماعيلية.
وتُتابع بطلة العالم: 'الحمد لله الرياضة ساعدتنى كثيرًا على الدمج فى المجتمع والخروج من عالم العزلة، فقد قابلت أشخاصًا مخلتفة من جنسيات عديدة فى البطولات الدولية العالمية والمحلية أيضًا، وعلى المستوى الشخصى كنت لنجلى الأم والأب بعد وفاة زوجى عام 2009 وأصبح ابنى عمره 18 عامًا طالبًا فى المرحلة الثانوية، ولم أجعله يشعر بأنه يتميمًا بل جعلته يتجه إلى مجال الرياضة أيضا لأن الرياضة تمنحنا الثقة بالنفس بل هى من تمنحنا الأمل فى الحياة، ومارس ابنى لعبة تنس الطاولة أيضًا والسباحة وتفوق فيهما وحصل على بطولات محلية وإن شاء الله سوف أسانده من أجل أن يحصل على بطولات دولية'.
واختتمت حديثها بقولها: 'أتمنى أن أصل مركز أول فى بطولة العالم تنس الطاولة، وأسعى إلى ذلك بالتدريب المستمر والمتواصل، كما أتمنى أن أُكمل مشوارى مع ابنى حتى يحقق أحلامه'.