البحث عن مدفن بالإسكندرية، أصبح أصعب من البحث عن شقة للسكن أو للزواج، كما أصبحت مشكلة أكبر تواجه كل من يبحث عن مواراة جثمان ثرى التراب بعد مغادرة الدنيا وصعود الروح إلى خالقها، ما دفع شركات مقاولات وسماسرة للتجارة في المدافن لتصل تجارتهم فيها بالملايين ويعلنون عن توافر مدافن تشطيب سوبر لوكس، ونصف تشطيب لتصل إلي 250 ألف جنيه لتصبح تجارة رابحة.
وتأتي مدافن المنارة بالإسكندرية، على القمة والتي يدفن بها عدد كبير من المشاهير مثل الدكتور عصمت عبد المجيد ووالد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وفنان الشعب سيد درويش، ومن رموز نظام مبارك اللواء فوزي معاذ محافظ الإسكندرية الأسبق والمستشار إسماعيل الجوسقي محافظ الإسكندرية الأسبق، وتوفيق الحكيم وممدوح سالم رئيس وزراء مصر الأسبق.
وتعتبر مقابر المنارة بالإسكندرية ثاني أكبر جبانات الإسكندرية مساحة بعد مقابر العامود بكرموز، وتبلغ مساحتها نحو ما يزيد على الـ16 فدان وتعتبر المقبرة هي الأغلى وسط المقابر والأكثر وجاهة وقيمة، بسبب دفن المشاهير بها.
وقال محمد عثمان، من منطقة الحضرة، إن أسعار مدافن الموتى، أصبحت 'موت وخراب ديار'، بعد ارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه، وقيام بعض أصحاب الأراضي الزراعية أبى تبوير أراضيهم وتحويلها إلي مدافن للموتى، ومنها مدافن خورشيد في الطريق الزراعي، والتي يصل سعر المدفن من 100 ألف جنيه إلى 150 ألف جنيه على حسب المساحة والموقع.
وأضاف عثمان، لـ'أهل مصر'، أن أسعار المدافن الخاصة أصبحت لا تطاق وفوق مستوى قدرات المواطن الغلبان، لافتا: 'أنه شاهد في أحد إعلانات شركات لبيع المدافن مساحة 10 متر، تحت التشطيب 80 ألف جنيه، و30 متر تشطيب 150 ألف جنيه، وأن أسعارها في الطالع حيث تتراوح الأسعار وفقا للمساحة ومستوى التشطيب'.
وأشار عثمان محجوب، أحد الأهالي، إلى أن عدد كبير من المزارعين لجأوا إلى حيلة ذكية في منطقة أبيس، بعدما أصبحت الأرض الزراعية لا تدر دخلاً كبيرًا عليهم من خلال تبويرها وتقسيمها مدافن بمساحات محددة وبيعها للمواطنين الأغنياء فقط، أما الفقراء لهم واستغلوا ان تلك الأراضي بعيدة عن الطريق العمومي وتقطيعها إلى مقابر لبيعها للمدفن الواحد 90 ألف جنيه.
وأكد محجوب، أن تلك الأراضي التي يتم بيعها بعد تبويرها هي الأرض التي تم حبس أحد نواب مجلس النواب، وأخرين والمعروفة إعلاميا باسم 'رشوة المقابر'، وذلك بسبب ارتفاع سعر المتر في أرض المدافن أضعاف سعر المتر الأرض الزراعية .
في السياق ذاته، أوضح إبراهيم محمود، بالمعاش، وأحد العاملين في المقابر، أن المقابر اصحبت تجارة بشكل كبير حيث إن الإسكندرية، مقسمة الي مناطق بها مدافن ويعتبر أغلاها المنارة والناصرية ومن بعد ذلك خورشيد وأبيس، أن المتوسطة مدافن العمود وسيدي بشر والمندرة وأم النور.
وأضاف محمود لـ'أهل مصر'، أنه يوجد مدافن يصل سعرها بالتكلفة التي تتم فيها إلى نصف مليون جنيه، وهي موجودة في مدافن المنارة وبها عدد كبير من المشاهير، وأسر الوزراء، ورجال أعمال أما مدافن الناصرية التي تصل أسعارها من 130 ألف جنيه، إلى 250 ألف جنيه، والتي تلقى إقبالا كبيرا بسبب تصميماتها وشوارعها الواسعة، وتتميز بالحجارة المختلفة.
وكانت محافظة الإسكندرية، أعلنت عن عدد الجبانات المتاحة في الناصرية، والتي تبلغ 3220 جبانة، قامت المحافظة بتدبير الأراضي مراعاة لظروف الأهالي وحل أزمة الجبانات، واستغلال البعض لها وبيعها بأسعار خيالية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
