في مدينة فرشوط، شمال محافظة قنا، يجلس العم «عز الدين» أقدم صنايعي لحام معادن بالمحافظة، على كرسي خشبي أمام محله البسيط، وحوله الأشياء التي يقوم بلحامها، والأدوات المستخدمة في عملية اللحام، منتظراً زبائنه، الذين يتوافدون عليه للحام أدواتهم.
«أهل مصر» التقت العم «عزالدين محمد أحمد» أقدم صنايعي لحام معادن في مدينة فرشوط بقنا، والبالغ من العمر 73 عاماً، لنتعرف على قصة كفاحه.
ويروي عم «عز الدين» لـ«أهل مصر» حكايته، فيقول: إنه من مواليد مدينة فرشوط، بمحافظة قنا، يبلغ من العمر 73 عاماً، مضيفاً أن له أكثر من 35 عاماً في مهنة لحام المعادن، والتي تعلمها على يد عمه، وكان عمره آنذاك 34 عاماً، واستمر في المهنة حتى وقتنا الحالي.
وأضاف أن تلك المهنة تحتاج إلى دقة وتركيز، مشيرا إلى أنه يقوم بلحام العديد من المعادن مثل وابور الجاز، وقلب الشيشة، وأواني الطعام، والصفائح، والصواني، والأقماع، وغيرها من الأشياء.
وتابع: «هناك العديد من الأدوات التي تستخدم في عملية لحام المعادن مثل الكاوية التي تستخدم في لحام القصدير بالمعدن، وأسطوانة البوتاجاز، والقصدير المستخدم في اللحام، والمقص، وصفيحة منشار، وشاكوش، وغيرها من الأدوات»، موضحاً أنه كان يستخدم قديماً الوابور في عملية لحام المعادن، والذي حلت محله حالياً أسطوانة البوتاجاز والكاوية.
وأكد عم «عز الدين»، أن مهنة لحام المعادن تأثرت في الوقت الحالي، وقل الإقبال عليها، قائلا: «المهنة اتمسحت خالص»، مشيرا إلى أن السبب في ذلك هو التطور، وظهور التكنولوجيا، واستخدام الناس البوتاجاز والسخانات الكهربائية، فلم يعدوا يستخدمون الأدوات القديمة مثل وابور الجاز وغيره، لافتا أنه لا يتمنى شيئاً في الدنيا سوى الصحة من عند ربنا.