بالرغم من اهتمام القيادة السياسية للدولة وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، ووضعهم على رأس أولويات الدولة، وتوجيهاته للمسؤولين بدمج هذه الفئة بجميع المشروعات، وتقديم كافة الدعم المادي والمعنوي إليهم، إلا أن بعض المسؤولين بمحافظة الأقصر يتغاضوا عن ذلك الأمر، ويقوموا بإذلال المعاقين وعدم تلبية احتياجاتهم الضرورية التي تساعدهم على مواجهة الحياة.
ويروي صاحب الـ46 عامًا 'حسين أحمد عبد السيد'، أحد قاطني أهل إسنا، جنوب محافظة الأقصر،لـ 'أهل مصر '، قصة معاناته، حيث حدثت له إعاقة بالقدمين وهو في الثالثة من عمره، مما تسببت فى حرمانه من التعليم، لعدم استطاعته المشي عدة دقائق، وظل بالمنزل، وعندما يخرج للشارع بمساعدة أهله ويرى أقرانه يتعلمون ويلعبون ويمرحون وهو لا يستطيع أن يفعل مثلهم، يصيبه الحزن الشديد، وعينيه تنهمر بالدموع من شدة تمنيه أن يكون قادرا مثلهم.
ويوضح 'حسين' أنه عندما بلغ ووصل لـ 16 عامًا قرر مواجهة الحياة، وتحدي الصعاب والإنفاق على نفسه فجعل أهله يشترون له آلة حديدية متهالكة لكي يناسب سعرها ماديات أهله تسمى بالعجلة، فبدأ يخرج بها وعمل مساعد مكانيكي بالنظافة بإحدى الورش، لافتًا إلى أنه عمل بعد ذلك بالنظافة في ورشة خراطة، ثم حارس لمواشي المواطنين بالأسواق، ثم العمل أُجري على عربة ليمون، يبيع عليها ويعطيه صاحب العربة أجرته يوميًا ثلاثون جنيها، حيث أنه قرر دعمه عندما وجده يجهد نفسه في الأعمال الشاقة.
ولفت الإسناوي ' المكافح'، إلى أهله قاموا بمساعدته في شراء بعض الأجهزة وتزويجه من فتاة من أجل سعادته كبقية الشباب، ثم بعد ذلك تحمل مسئولية نفسه وزوجته والإنفاق عليها عن طريق ما يكتسبه في قوت يومه، لافتًا إلى أنهم يعيشون في غرفة واحدة ليست بها حمامًا ولا مطبخًا مما يجعلهم يعانون معاناة شاقة، كما أنه لا يقبض أي رواتب سوى معاش التضامن الذي لايكفي سد احتياجاته المنزلية هو وزوجته من مأكل ومشرب وملبس وعلاج وغيره.
و أضاف ' حسين'، أنه يعاني معاناة شاقة يوميًا بسبب عدم مقدرته الحركة وتهالك عجلته التي تعيق حركته وتتسبب في حدوث آلام متكررة بجسده إثر سقوطه من عليها أثناء قيادته لها بالشوارع حين ذهابه من منزله حتى يستطيع كسب قوت يومه من أجل الإنفاق على نفسه وأسرته، موضحًا أنه قام بمناشدة العديد من المسؤولين ونواب مجلس الشعب بإسنا، من أجل مساعدته بكرسي متحرك يساعده على الحركة أكثر، حتى يستطيع أن يقوم بواجبه تجاه زوجته ويلبي لها كافة احتياجاتها، ولكن دون جدوى لم ينظر أحدا منهم لشكواه ويتجاهلونه.
وأشار إلى أنه لم يترك باب إلا وطرق عليه من أجل منحه كرسي متحرك الذي يعود له أبسط حقوقه، ولكن المسؤولين كانوا يغلقون جميع أبوابهم في وجهه، موضحًا أنه عندما قام بتقديم طلب على كرسي متحرك إلى مكتب التأهيل الاجتماعي للمعوقين بإسنا، أجابه المسؤول بأن الدولة ميزانيتها لا تسمح بتقديم كرسي له.
ويناشد ' حسين' الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بقوله :' ملناش حد غيرك بعد ربنا ياريس' أرجو منك ومن وزيرة التضامن الاجتماعي و محافظ الأقصر، ووكيل وزارة التضامن الاجتماعي، وكافة المسؤولين بدعمي بكرسي متحرك يعينني على الحركة، ويحد من معاناتي التي أعانيها منذ عدة سنوات، بسبب إعاقتي، ومنحي فرصة عمل ضمن الـ 5 % وشقة المعاقين حتى نملك حمامًا أنا وزوجتي كـ'بقية الخلائق'، بدلًا من معيشتنا بغرفة واحدة ثلاثة أمتار في ثلاثة منذ أكثر من 15 عامًا .