انتشرت في الأشهر القليلة الماضية تجارة وبيع ملابس «البالة» المستعملة في الخارج، والتي يتم استيرادها بأسعار زهيدة؛ لبيعها في عدة محافظات من بينهم محافظة المنيا التي انتشرت بها الفكرة في الفترة الأخيرة.
وبين سباق بائعي ملابس البالات الأوروبية والخليجية، يتنافس بائعي ملابس البالة، والاستوكات بالبيع بالقطعة تارة وبالكيلو تارة أخرى لجميع الفئات من الأطفال وحتى كبار السن، التي وضعت حلًا بديلًا لعدد من الأسر البسيطة التي تواجه ارتفاعًا في أسعار الملابس المحلية التي تباع لدى أصحاب المحال التجارية المخصصة في بيع الملابس.
ومع انتشار تجارة ملابس البالة في الصعيد رفع الجميع شعار 'البس مستعمل مستورد بسعر قليل ولا تلبس مصري بسعر كتير عليك'، الأمر الذي أثار حالة غضب بين أصحاب محال بيع الملابس المصنعة بالإنتاج المحلي، لكونه أثر كثيرًا على حركة البيع وهجر البعض شراء الملابس المحلية متوجهًا لملابس البالة القادمة من الخارج بأسعار قليلة.
من جانبها قالت هدى إسماعيل، صاحبة إحدى المحال التجارية في المنيا، إن تجارة ملابس البالة كانت منتشرة في محافظات الوجه البحري، ولم تنتشر من قبل في الصعيد لكن مع انتشارها انتقلت تلك التجارة إلى محافظة المنيا.
وأضافت، لم يكن لدى أهالي محافظة المنيا ثقافة شراء الملابس المستعملة لكون البعض يرى أنه من العيب أن يرتدي ملابس مستعملة، مشيرة إلى أن تجار ملابس البالة يعملون على خطة البيع بسعر قليل لملابس البالة المستوردة والمستعملة بدلًا من شراء الملابس المصرية المصنعة محليًا، الأمر الذي أثر على حركة البيع.
ومن جانبه قال جمال عبد الله، إن انتشار ملابس البالة أثر بالسلب على محال بيع الإنتاج المحلي من الملابس في محافظة المنيا، لافتًا إلى أن أصحاب محال البالة يقدمون عدة عروض للمواطنين للإقبال أكثر على شراء ملابس البالة منها الشراء بالقطعة التي يصل ثمنها إلى 15 وحتى 300 جنيه في حين يقوم آخرون ببيع البالة بالكليو، وعادة ما يكون سعر كيلو البالة للمواطنين في محال بيع ملابس البالة من 200 وحتى 350 جنيهًا للكيلو.
واستكمل، هناك تنافس قوي بين تلك المحال وبعضها البعض لذا جميعهم يقدمون عروض لاستقطاب العملاء القدامى والجدد إلا أن هناك مواطنين لا يقبلون شراء المستعمل مهما كان ثمنه، ويعتادون على الشراء من الملابس المحلية المصرية.
وقال أحمد سيد، أحد أصحاب محال البالة في المنيا، تجارة البالة فتحت أبواب رزق كبيرة بداية من المستوردين وأصحاب المحال والعاملين بتلك المحال، لافتًا إلى أن تجارة البالة تحمل المكسب والخسارة معًا حيث أن من يقوم بشراء ملابس البالة من أصحاب المحال لا يمكنه شراء كمية أقل من 50 كيلوًا، وتختلف أسعارها بحسب جودتها ونوعها بالة أوروبي أو خليجي.
وتابع قائلًا: 'أننا كأصحاب محال ملابس البالة نقوم بتفريغ البضاعة إلى عدة أقسام منها ملابس الرضع والأطفال والمحير وكذا ملابس الشباب والفتيات ووصولًا إلى ملابس المسنين، وهناك أيضًا ملابس سهرة، وماركات، واستوكات جميعها بأسعار قليلة.
ومن جانبه قالت منة رضا، إحدى أصحاب محال بيع ملابس البالة بمحافظة المنيا، إننا نقدم جميع الأذواق وبما يتناسب مع إمكانية الشراء والحالة المادية للزبون حتى لا يمكن إرهاقه ماديًا في شراء الملابس المحلية التي تشهد ارتفاعًا كبيرًا في الفترة الأخيرة في كل عام لذا يلجأ عدد كبير من المواطنين لشراء ملابس البالة كحل بديل لشراء الملابس.