أصبحت النساء شقائق الرجال قولا وفعلا، داخل المجتمع المصري، خلال الفترة الأخيرة، بعد أن استطعن خوض غمار جميع المهن، حتى الشاقة منها، التي اعتاد عليها الرجال فقط.
وتعد «شيماء»، أول وأشهر ديلفري نسائي في بورسعيد، نموذج متميز للنساء اللاتي اقتحمن مجالات العمل الشاقة، من أجل الإنفاق على أسرهن، وتحسين أوضاعهن الحياتية والمعيشية.
حكاية شيماء
وتروى شيماء يحيى إبراهيم، 40 عاما، تفاصيل تجربتها قائلة: 'أنا حاصلة على ليسانس دراسات إسلامية، قسم اللغة العربية، في جامعة الأزهر، وأصبحت أول سيدة تعمل في مجال التوصيل للمنازل ـ دليفري ـ على درجة بخارية، بمدينة بورفؤاد'.
وأضافت: 'كنت من أوائل دفعتي في الدراسة الجامعية، إلا أن زوجي رفض أن أعمل، ومرت الأيام، وأنجبت 4 بنات، لكني انفصلت عن زوجي، فعدت إلى بورسعيد، لاواجه الحياة وأتحمل المسؤولية عن أولادي، وكانت أمي السند والمعين لنا'.
وأضافت: 'كنت اضطر لصرف مبالغ كبيرة على المواصلات، لتوصيل بناتي إلى مدارسهن، ودروسهن، ففكرت في شراء دراجة بخارية، لأن المبلغ الذي معي لا يمكنني من شراء سيارة، وبالفعل اشتريت الدراجة البخارية، التي جزءا مني، لأنها أعانتني على مواجهة ظروف الحياة الاقتصادية الصعبة'.
وتابعت: 'بعد ذلك تواصلت مع أبليكشن لتوصيل الدليفري، حتى أعمل بالدراجة، وأصبحت الآن بالفعل أشطر دليفري في بورفؤاد'.
وأوضحت شيماء أنها تتحمل مسؤولية بناتها كاملة، حيث يبد يومها في الساعة السادسة صباحا، لتحضر كل طلبات أطفالها، وتعد لهن الإفطار، ثم توصلهن إلى مدارسهن، وبعدها تذهب إلى عملها، حتى موعد انتهاء اليوم الدراسي، فتذهب لتوصيلهن للمنزل، تحت رعاية جدتهن، حتى تنتهي شيماء من توصيل الطلبات.
العمل عبادة
وردت شيماء، على من يدعون أن السيدات صعب، وبخاصة في الدليفري: 'دا شغل عادي جدا، والمجتمع هو اللي حطنا في إطار معين، لكن طالما لا توجد مخالفة شرعية أو أخلاقية فالعمل عبادة'.
واختتمت شيماء بالقول: 'الحمد لله تم تقييمي كأسرع دليفري، من بين 8 يعملون في بورفؤاد، وأتمنى أن أكون صاحبة أبليكشن للتوصيل، ودائما اعتمد وأتوكل على الله، فالعمل اجتهاد، وأقول نصيحتى لكل سيدة أعملي ما تحبى طالما لا يتنافى مع الأخلاق، واعتمدى أولا وأخيرا على ربك، وسيساندك باستمرار'.