عندما تصل قدماك إلى سوق الليمون القابع بقلب المدينة العمالية بالمحلة الكبرى، تلتقط أذانك أغانى الشهر الكريم، وتأخذك الخطوات لأحد الأزقة الصغيرة، فتجد نفسك أمام عالم آخر، يذكرك بخمسينيات وستينيات القرن الماضي، حيث يجلس عجوز سبعيني، رسم الزمن على ملامحه علامات التعب والجد، لكنها لا تخلو من ابتسامة ودودة.
وسرعان ما ستعلم أنك أمام عم 'عتمان'، أقدم صانع فوانيس صاج في محافظة الغربية، وصاحب فرحة الغلابة، كما يطلق عليه الأهالي، وكيف لا وهو من يصنع لهم رمز شهر رمضان التاريخي، الذي يعشقه المصريون.
يقول عم عتمان: 'أعمل في مهنة صناعة الفانوس الصاج منذ كنت في سن السابعة، والآن عمري 78 عاما، عاصرت أشكالا وأنواعا كثيرة، بداية من فانوس الدرج، حتى الفانوس الراقص، إلا أن الفانوس يحمل رونقا خاصا، يتجمل كل عام لاستقبال محبيه، على الرغم من ارتفاع أسعاره'.
أسماء الفوانيس
وأضاف: 'لكل فانوس اسم وهوية، وأكثرهم قربا لقلبي فانوس فاروق، وفانوس البرج، وأكبرهم فانوس أبو العيال المزخرف، الذي ينتمي للعصر الفاطمي، ويعلق بالمحال التجارية والأسواق، أما فانوس المكرمية فيعلق في الشوارع وتستبدل فيه المصباح الكهربي بالشمعة.
وتابع: أما بالنسبة للأسعار فالفانوس الكبير المعلق في الشوارع الذي يمد بسلك كهرباء، يبدأ سعره من 300 جنيه، وحتى 450 جنيها، بطول متر ونصف أو أكثر، أما الفانوس المتوسط فطوله 30 سم، ويصل إلى نصف متر، ويبدأ سعره من 30 جنيها، وحتى 70 جنيها، أما الفانوس الصغير، 'أبو شمعة'، فيتراوح سعره بين 20 جنيها، وحتى 40 جنيها.