هناك بعض العادات والتقاليد التي مازلنا نتمسك بها في الريف المصري والتي تعتبر إسراف ينتهي بسجن الأب أو الأم.
فقد أودت هذه العادات والتقاليد بالكثير من الأسر بالريف المصري، وأيضاً المدن التابعة لمحافظات مصر والتي تتأثر بهذه العادات والتقاليد بنهايات مأساوية، بسبب جهاز العروسة والذي يشهد أشياء كثيرة البعض منها يستعمل والبعض الآخر لا يستعمل.
وهذا كله بسبب الجملة الشهيرة التي نسمعها من أغلب النساء والتي تؤدي بحدف الكثير من الرجال والنساء إلى السجن وهي 'إشمعنا بنت فلان جالها كذا وكذا'.
فقد لاحظنا في الآونة الأخيرة، أن كثيراً من الأسر بالريف المصري تدمرت حياتهم بسبب تجهيز بناتهم أو أبنائهم للعرس وتنتهي هذه الأمور بدخول الأب أو الأم السجن، بسبب كم الأشياء التي تقوم بشرائها المرأة تجهيزاً لعرس ابنتها، وكما نعلم جميعاً المبالغ التي تنفق على هذه الأشياء ونذكر لكم بعض هذه الأشياء ونبدأ بـ 'النيش'.
النيش
يتكلف الزوج آلاف الجنيهات فمنه أنواع تبدأ تكلفة تصنيعه من 5 آلاف جنيه ويصل إلى 15 ألف جنيه، كما يلتزم والد العروسة بملئه بالكاسات والكوبيات المزخرفة وفناجيل القهوة على جميع أشكالها وجميعها عبارة عن زينة لا يستعمل منها الكثير، وتصل تكلفة هذه الزينة إلى ما يقرب من 10 آلاف جنيه لتتخطى تكلفة هذا النيش ما يقرب من الـ 20 ألف جنيه، وليس هذا فقط إنما تقوم والدة العروسة بشراء الأجهزة الكهربائية من كل نوع اثنين، فهناك الثلاجة يصاحبها الفريزر، وشاشة عرض لغرفة الجلوس وأخرى توضع في غرفة النوم وغسالتين واحدة للعروسة وأخرى لوالدة العريس وجميعها كما نعلم أشياء باهظة الثمن.
وتقوم المرأة أيضاً بشراء ما يقرب من 30 طقم للسرير و30 عباية متنوعة منها البيتي ومنها للخروج وكل هذه الملابس لا تستعمل جميعها بسبب انتهاء موديلها،، والكثير والكثير من الأشياء التي لا حصر لها، وهذا كله يطلقون عليها في الريف المصري 'مشتملات السَبت'،
وليس هذا فقط إنما هناك بند الكعك والبسكوت والمقرمشات والعصائر والحلويات والذي يتخطى تكلفته الـ 10 ألاف جنيه أيضاً.
وبعد أن يتم الزفاف لا ينتهي الأمر إلى هنا بل هناك عادات إفطار وعشاء للعرسان، وفي هذا البند تقوم المرأة بتجهيز وجبات إفطار وعشاء لمدة أسبوع كامل، الوجبة الواحدة تكفي أكثر من 5 أسر، كما أنه لابد وأن تتنوع هذه الوجبات بمختلف أنواع اللحوم فمنها لحوم بقري ولحوم دجاج ولحوم رومي وحمام وخلافه تتخطى الوجبة الواحدة حوالي 1500 جنيه أي ما يعادل 10 ألاف جنيه خلال هذا الأسبوع، والأغرب أن أغلب هذه الوجبات يتم توزيعها على الجيران والأقارب.
عادات وتقاليد يعتبرها الإسلام إسرافا
وفي هذا الصدد، قال الشيخ أحمد عبدالله عضو لجنة الفتوى بالفيوم، إن هذه العادات والتقاليد يعتبرها الإسلام إسرافا، ولا شك أن الزواج أمر مشروع مرغوب فيه، وأغلب الناس لا يتمكن من الوصول إلى هذا المشروع أو المستحب مع وجود هذه المغالاة في المهور.
كما أن هذه المغالاة مخالفة لسنة النبي محمد صل الله عليه وسلم إذ قال 'أقلهن مهرا أعظمهن بركة '.
وأكمل أن هذه العادات التي ينفق عليها مبالغ باهظة وتؤدي إلى السجن، هي 'بدعة' وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كل 'بدعة' ضلالة وكل ضلالة في النار.
كما طالب بتوعية المواطنين من هذا الإسراف بشتى الطرق ومن خلال المنصات الإعلامية والإرشادية، وأن كل هذه الأمور التي تهدم الأسر وتفتتها تعتبر مخالفة لدين الله، وأغلب المشاكل الأسرية سببها الديون.
مقدرش أخد إجازة بسبب الديونوبالحديث مع شعبان عوض تاجر، قال: ِ'أنا زوجت ابنتي منذ عامين ومازلت أعاني من سداد الديون، والتي تنتهي بعد عامين آخرين، وقد وصلت مشتريات جهاز ابنتي إلى 180 ألف جنيه، وقال 'أنا والله ما بنام من كتر الديون وفيه أوقات بكون تعبان ونفسي أرتاح يوم لكن لما بفتكر الأقساط مقدرش أخد إجازة'.
اشتغل سواق على سيارة أجرةوبالحديث أيضاً مع عادل إبراهيم موظف بالتربية والتعليم، قال 'أنا زوجت ابنتي والمرتب بتاعي عملت عليه سلفه ده غير الجمعيات اللي داخل فيها وغير بعض الأقساط اللي بدفع تمنها بضطر اشتغل سواق على سيارة أجرة فترة الليل عشان أقدر أسدد الديون'.