خرج علاء عز الدين 20 عامًا، من منزله بقرية العتامنة بمركز طما شمال محافظة سوهاج، برفقة صديقه، لزيارة زملاء لهم بقرية المدمر المجاورة، والتي تبعد عنهم كيلومترات قليلة.
استقل الصديقان دراجتهما البخارية، وانطلقا في طريقهما يحلمان بلم الشمل مع أصدقائهما في فرحة وسعادة، لكن علاء وصديقه لم يكونا على علم بأن تلك الزيارة ستكون الأخيرة.
وفي طريق العودة، وفي غمضة عين لم يتوقع أحد منهم انقلاب الدراجة البخارية بهم على جانب الطريق، ليفقد علاء حياته في الحال، وينتقل صديقه إلى مستشفى أسيوط الجامعي، في حالة حرجة، بعد إصابته بجروح خطيرة.
نزل خبر وفاة علاء وإصابة صديقه على الأهل والجيران كالصاعقة، لما يتمتعان به من دماثة الخلق وحسن التعامل مع الاخرين، والمواقف الحسنة التي لاتعد ولا تحصى مع الغير، فكان كلاهم يقف بجوار الغريب والقريب ويسانده ويمد له يد العون.
وأكد بدر صقر، عضو مجلس الشورى سابقا، أنه استقبل خبر وفاة نجل شقيقه علاء عزالدين، عندما كان في القاهرة وكانت صدمة كبيرة له ولجميع الأسرة والأصدقاء بالقاهرة، وعلى الفور انتقلوا بسياراتهم في الطريق إلى قرية العتامنة بمركز طما في سوهاج، مسقط رأسهم لتشييع الجثمان.
وأضاف النائب، أنه أثناء السفر متوجها الى الصعيد، علم بخبر وفاة شقيقة عز الدين أحمد، والد الشاب المتوفي علاء، وكانت تلك الصدمة الكبرى التي لا تضاهيها أي صدمة أخرى، فتلك الصدمة وقعت علية كجبل، وخاصة أنه كان مقربا من أخيه وسندا له وذراعه الأيمن، على حد وصفه.
واستطرد النائب بدر صقر بقوله، بقوله إن وفاة شقيقه أنسته وفاة ابن شقيقه الشاب العشريني، ليتضاعف حجم حزنه على كليهما، وتذكر المواقف الطيبة التي جمعتهما بهما، وتذكر وفاة شقيق له يدعى 'علاء'، توفي سابقا في حادث سير، وتم تسمية علاء ابن شقيقه على اسم عمه، ولكن كلاهما رحل إلى جوار ربه.
وقال النائب بدر صقر، أن شقيقة عز الدين، عندما علم بوفاة نجله وفلذة كبدة علاء، انتقل مسرعا إلى مستشفى طما المركزي، ووجد ابنة في ثلاجة المشرحة، وانفعل راغبا في رؤيته، وبالفعل تم فتح باب المشرحة له، وشاهدة وانهمر في البكاء والصراخ، وخرج وجلس على كرسي.
وفي دقائق معدودات، فارق الحياة أمام المشرحة التي بها نجله، حزنا عليه، وكانت تلك الفاجعة الكبرى للجميع، فبدلا عن تشييع جنازة واحدة لشاب تشيع جنازة الشاب ووالده، وتعالت الاصوات بالصراخ والنحيب.
ونوه النائب بدر صقر، بأن شقيقة عز الدين، كان مرتبط ارتباطا كبيرا بنجله علاء، لأن شقيقة كان يعاني من بعض الامراض، وكان دائما يستعين بنجلة علاء دون غيرة من أشقائه، ولذلك كان ملازما له في الكبيرة والصغيرة، وكان خازن أسراره الأمين كما يقال، فعند وفاة نجله، حزن عليه والده حزنا شديا، وصدق المثل القائل 'ومن الحزن ما قتل'.
وشيع الآف المواطنين من قرية العتامنة والقرى والمراكز بل والمحافظات المجاورة، جثمان علاء ووالده عزالدين صقر، واتشحت القرية بالسواد عليهما، فكلاهما كان محبوبا وله سابقة في العمل الخيري والاجتماعي والسياسي.