قال الداعية الإسلامي الشيخ جابر البغدادي، إن هناك من الحلول الإيجابية لمن يعانون من انتزاع البركة فى حياتهم، وهى الإيمان والتقوى.
وأضاف الشيخ جابر البغدادي، خلال أحد الدروس العلمية بمدينة بني سويف، أن من أهم الحلول الإيجابية لإيجاد البركة في حياة الإنسان ما جاء في قوله تعالى " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ" وهى الإيمان والتقوى.
وأشار أن الله سبحانه وتعالى بين شروط البركة وهي: "الإيمان، والتقوى"، ففيهما حلٌ يصل الى آخر حدود السهولة، ويصل الى آخر حدود الصعوبة، موضحا أن الرسول الكريم قال "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه التي بين جنبيه، أي لا يكتمل إيمان أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه".
وأوضح البغدادي، أن الإيمان المنشود مع البركة الذي يستنزل علينا البركه، هو سقف أعطاه النبي، و آخر درجاته النبي، و أعلى مقاماته النبي، وأول درجاته هو قوله: "والذي نفسي بيده لا يدخل قلب إمرء مسلمٍ إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي".
وقال إن طريق الإيمان له رتب او كما يقال درجات، وإن باب دخولك مبنى الإيمان، و هو أن تحب آل بيت النبي لله ولقرابتهم للنبي، وهذا هو الطابق الأول لمبنى الإيمان، مشيرا إلى أن سقف هذا المبنى هو أن تحب النبي أكثر من حبك نفسك التي بين جنبيك، ذلك أدنى رتب الإيمان وأعلاها، وهذا الحديث كان قد قيل لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وليس لنا ،فهذا ما كان يحتاجه سيدنا عمر، فما بالك بنا نحن.
وتابع الشيخ جابر البغدادي كلامه قائلا: " أما نحن نحتاج ألف إيمان، وألف حب، وألف وسيله، وألف واسطه فى الحب، ونقف على الباب ونقول : تذلل لمن تهوى، فليس الهوى سهلُ، وتذلل له، وتحظى برؤيا جماله، فإن رضي المحبوب، صح لك الوصل، وأقف على الباب وأقول، "خذوني على عيبى، فإنى فقيركم، أو تصلحوا لى عوجى فليس عسيرا، فلست على مر الصبابة قادر، ولست، وعلى هجر الوداد قديرا، وخذوني وداووني، فليس عسيرا، وصبوا على قلبى مراحم غيثكم، وكنوا على هجر الفؤاد نصيرا،و عقرت ركابى، لست أبرح بابكم، فسوقوا لمأسور الغرام بشيرا، والكون حجابٌ، إجمعه واطرحه تصل أعلى الدرجِ".
وأوضح أن طريق التقوى اوضحه الرسول الكريم حينما سألوه فقال صل الله عليه وسلم "التقوى ها هنا"، مشيرا إلى قلبه، وحفظًا من زيغ العقول الذى يحدث لنا، أي أن التقوى طريقها قلب النبي ﷺ، ومن قلب النبي تتخلل التقوى بقدر إتصال قلوب المؤمنين بقلب النبى ﷺ ، لذلك حينما قال الله عز وجل فى كتابه العزيز " يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ۞ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ"، مستثنى قلبٌ واحد وهو القلب السليم وهو قلب النبي ﷺ .
وأضاف أن هناك فى الحديث الشريف لما جاء مَلكين وشقا صدر النبي يقول ﷺ "...ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج، حتى إذا أنقياه رداه كما كان، ثم قال أحدهما لصاحبه: زنه بعشرة من أمته. فوزنني بعشرة، فوزنتهم، ثم قال: زنه بمائة من أمته. فوزنني بمائة، فوزنتهم، ثم قال: زنه بألف من أمته، فوزنني بألف، فوزنتهم، فقال: دعه عنك فلو وزنته بأمته لوزنهم".