هزت وفاته أرجاء محافظة الأقصر، عندما فارق الحياة بإحدى سيارات المواصلات، وسط الطريق في نهار رمضان، من دون التعرف على هويته لعدة ساعات، مما أثار تعاطف رواد التواصل الإجتماعي، وقلق الركاب ورسم الحزن على وجوههم.
وتنفرد 'أهل مصر' في نشر تفاصيل حياة المسن، وأسباب إثارة رودا السوشيال ميديا، على خبر وفاته، وماذا حدث بعد وفاته، من خلال هذا التقرير المفصل.
حدثت ضجة كبيرة بمحافظة الأقصر يوم الأربعاء الماضي، عقب انتشار صور لعجوز على فيسبوك، مرفقة بكلام مفاده أن ركاب سيارة أجرة، قادمة من مدينة أرمنت، وفي طريقهم إلى إسنا، فوجئوا بسقوط شخص وعقب فحصه تبين أنه فارق الحياة، أمام قرية الشغب، وبتفتيشه لم يعثر معه على بطاقة شخصية، أو أية أوراق يستدل بها على شخصيته، مما دعا أحد الأشخاص إلى تصويره ونشر صورته على السوشيال ميديا.
وقام الأهالي بابلاغ هيئة الإسعاف، وتم نقل الجثمان إلى مستشفى الأقصر العام، وخلال ساعات من تداول رواد السوشيال ميديا صورة الرجل تم التعرف عليه من قبل المواطنين، وأهالي القرية التابعة لمركز ومدينة إسنا، الذي عاش بينهم لعدة سنوات، وتسلموا جثمانه وتم دفنه بمدافن الشهداء بمركز إسنا جنوبي محافظة الأقصر.
وأوضح أحد المواطنين أن هذا الرجل، يدعى 'الشيخ محمد أبو زكية “، و يقيم بجوار ضريحي الصاحبيين الشهيدين سعد الدين الصحابي و عزيز الصحابي، اللذان استشهدا في عصر الفتوحات الإسلامية حين دخول عمرو بن العاصي رضي الله عنه مصر، و وصوله صعيد مصر، ودفنا بقرية القرية بمركز اسنا، بحسب ذكر أهالي البلدة.
القصة كاملة
ويروي منتصر البتيتي أحد أهالي القرية ومن المقربين للمتوفي، لـ ' أهل مصر ' حكاية المسن كاملة، قائلا أن الشيخ محمد، ليس من ابناء القرية، و لكن الأهالي اعتبروه 'بركتها'، حيث قدم إلى قريتهم منذ أكثر من 60 عامًا، وكان عمره نحو 12 عامًا، وظل يجلس بجوار المقامين للشهيدين الصحابيين الشيخ ' سعد الدين و الشيخ عزيز '، لافتا إلى أنه أحد الأشخاص المبروكين، ولا يتحدث كثيرًا، ثم قامت سيدة فاضلة من القرية بمراعاته قبل وفاتها، فأطلق عليه اسم ' الشيخ محمد أبو ذكية'، نسبة لإسمها.
وأضاف 'البتيتي' أنه حدثت قصة غريبة شاهدها من هذا الشيخ جعلته يحب هذا الشخص ويرافقه ويكون بمثابة الأخ له، بالرغم من أنه كان قبل ذلك يخشى التقرب من هؤلاء الأشخاص الطيبين منذ صغره ويعتبرهم مجانين، موضحا أنه إنني رأى رجلًا ميسور الحال من أهالي القرية رغم إصابته بجلطة أدت إلى شلل في قدمه ويده يرعى هذا الشيخ ويحميه بشخصه حتى بعد مرضه و استخدامه يد واحده، وعندما سأله عن سبب ذلك، أقسم له أنه عندما رأى الشيخ محمد وهو طفل صغير وسط الزراعات يحرسه ثعبانين ضخمين على يمينه وشماله.
وأكد أنه فى أول لقاء بينهما، وبعد ذلك كان يرى الكثير من البركات، والكرامات على يد هذا الرجل، حتى وفاته المنية، ودفن بمقابر الشهداء على غرار الصحابيين الشهيدنين اللذين رافق ضريحهما طوال حياته، ثم أصبح اهالي القرية يعزونه فى هذا الشيخ هاتفيا وبزيارة بيته.
وقال محمود علي، أن الشيخ محمد يعيش في القرية منذ فترة كبيرة وعلم من والده أنه دخلها منذ ما يقارب من الـ 60 عامًا، فهو شخص مسالم قليل الحديث مع الناس، ولهجته تشبه لهجة أهالي الشرقية، و لكن لم يعرف أحد من أي أتى أو الوصول إلى أهله، مؤكدا أن هذا الرجل كان يحبه الكثيرين من أبناء القرية، حتى أن هناك سائقًا كان ينظره دائمًا للركوب معه حين كان يريد الخروج من القرية للتردد على أضرحة أولياء الله الصالحين، وكان هذا السائق يحجز له الكرسيين الأماميين ليجلس بجواره دون ركوب أحد آخر، ودون مقابل للمباركة به.
وذكر أن خبر وفاته كان بمثابة صدمة على جميع أهالي القرية، التي عمها الحزن الشديد على هذا الشيخ الذين يعتبرونه بركة قريتهم، لافتًا إلى مشاركة الكثيرين في تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير ودفنه بمقابر الشهداء.