في نهار رمضان، ومع الشمس الحارقة، يسطر أرباب بعض الحرف والصناعات بطولاتهم، منهم الفران والحداد وغيرهم من أصحاب الصناعات الشاقة الذين لم يتقاعسوا عن العمل من أجل كسب لقمة العيش، ومن بين تلك القصص قصة 'إبراهيم كاسبر' أقدم حداد فى مدينة المحلة، والذى يعمل بالحديد والنار والأدوات القديمة مثل الكور والمطرقة وفحم الكوك، و كان لـ'أهل مصر' جولة داخل أسواق الحدادة بمحافظة الغربية، لمعايشة الواقع داخل الورش القديمة بمنطقة الحدادين بسوق اللبن بالسوق العتيق.
يقول 'كاسبر': نبدأ العمل فى الصباح الباكر، ولا تؤثر علينا حرارة الجو فدائما يكون عملنا أمام نيران حرارتها تصل لأكثر من 300 درجة مئوية أو أكثر تستخدم لصهر المعادن، وعلى الرغم من غزو المنتج الصينى مكان الصلب 'البلدى'، إلا أننا مازلنا ننافس فى السوق، وليس لدينا مصدر رزق آخر.
وتابع 'كاسبر': أفضل ما يميز منطقة الحدادين بسوق اللبن، أجواء رمضان، ورب العباد لا ينسى عباده، وفى بعض الأحيان لا نشعر بحرارة الجو أو الجوع والعطش، لعلمنا أننا نؤجر من الله، وكلما تذكرنا أطفالنا تناسينا التعب والجهد، ويمر اليوم كالعادة بتعب محبب لقلوبنا، فتلك المهنة مهنة الآباء.
وقال حمدى المحلاوى: على الرغم من ارتفاع أسعار الخام مؤخرا والذى أثر بصورة كبيرة على السوق، إلا أننا مازلنا نعمل، ونشعر ببهجة رمضان متجاهلين ما نعاني، وابتكرنا طرقا جديدة لإحياء مهنتنا حيث بدأنا فى تصنيع فوانيس رمضان، منذ عامين، وننتظر الشهر الكريم بفارغ الصبر كالأطفال.
وأضاف شحتة، أحد 'الصبيان' بورش الحدادة: الحداد ناشف، أكلته النار، فلا يؤثر فيه صيام أو قلة ماء وطعام، نعمل على مدار اليوم راضين بالجنيهات القليلة التي تفتح بيوتنا فى الشهر الكريم، لا نتوقف عن العمل سوى للصلاة فقط، كما تهون علينا روحانيات رمضان العمل الشاق.