نموذج للإرادة والتحدى، لُقبت بفتاة المستحيل وملهمة ذوى الهمم، أصرت على تحقيق أهدافها رغم كثير من الصعاب التى واجهتها، تؤمن بأنه لا مستحيل فى تلك الحياة، وتمتلك العديد من المواهب وعملت فى كثير من المجالات.
نموذج للإرادة والتحدى
حصلت على ماجستير فى إدارة الأعمال من الكلية الملكية البريطانية، ألهمت الكثيرين من خلال قصة نجاحها، وتستعد للحصول على الدكتوراه، أثبتت للجميع أنها قدر المسئولية والثقة، وتنصح الشباب بألا يتوقفوا عن التعلم وأن يسعوا بشكل دائم لتحقيق أهدافهم.
ماجستير من الكلية الملكية البريطانية
إنها نعمة سعيد، ٢٥ عاما، وابنة مدينة فوه بمحافظة كفر الشيخ، وخريجة كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، مثال ونموذج للإرادة، تحدت الظروف وأصرت على أن تكمل تعليمها إلى أن حصلت على الماجستير فى إدارة الأعمال من الكلية الملكية البريطانية عن طريق منحة تقدمت إليها.
إصرار على استكمال تعليمها
فى البداية تقول نعمة ل'أهل مصر' أنها ولدت ببتر فى القدمين، وأنها تجلس على كرسى متحرك، ولكنها أصرت أن تكمل تعليمها رغم عدم موافقة أهلها لخوفهم عليها، إذ أرادوا أن تتوقف عن التعليم بعد الثانوية الأزهرية، ولكنها أصرت على تحقيق حلمها إلى أن التحقت بالجامعة، ثم حصولها على منحة ماجستير من الكلية الملكية البريطانية فى إدارة الأعمال.
العمل فى مجالات عدة
وتضيف: عملت فى أكثر من مجال بعد التخرج، ولدى خبرة فى مجالات عدة، حيث عملت فى التسويق وتدريس القرآن والعلوم الشرعية لطلاب الازهر، وغير ذلك، لأننى كانت لدى رغبة فى الاستقلال المادى حتى لا أكون عبء على أهلى، وأوضحت أنها تستطيع عمل كل شىء متعلق بالأعمال المنزلية من الطهى وغير ذلك.
وأردفت: حصلت على عديد من الدبلومات فى مجال إدارة البنوك لتؤهلنى للعمل فى مجال البنوك والشركات، وأنا حريصة على التعلم والتطوير من نفسى من خلال الحصول على الدورات التدريبية عن طريق الإنترنت لأؤهل نفسى لسوق العمل فى الشركات، وأنا جيدة فى التعامل مع برامج الكمبيوتر.
وتضيف: أنا حاليا لا أعمل، إذ أؤهل نفسى لسوق العمل عن طريق الدورات التدريبية، وأبحث حاليا عن فرص عمل فى مجال الشركات والبنوك، وإذا أتيحت لى فرصة عمل خارج مدينتى سأعمل بها، ومن أكبر العوائق التى تواجهنى أن فرص العمل والدورات التدريبية فى مدينتى ضئيلة ما اضطرنى كثيرا للسفر لأماكن أخرى للحصول على دروات تدريبية.
التطوع فى عدد من المؤسسات
وتقول: استطعت أن أطبق بشكل عملى ما درسته نظريا عن طريق التطوع فى كثير من الكيانات، فأنا متطوعة فى العلاقات العامة بمؤسسة تيدكس، ومتطوعة فى مجالى العلاقات العامة والتسويق فى كيان فرى كورسيز أند بوكس، بالإضافة إلى أننى المتحدثة الرسمية لشركة معا مصر.
فتاة متعددة المواهب
واستطردت: أبحث حاليا عن فرصة عمل وفى نفس الوقت أطور من نفسى، وأنا أمتلك عدة مواهب من بينها التعليق الصوتى، وحفظ القرآن، والعمل على الكمبيوتر، وغير ذلك، كما أسعى حاليا بشكل جاد للحصول على فرصة عمل لأستطيع توظيف ما قمت بدراسته.
فتاة المستحيل
وتضيف: أنا أؤمن دائما بالآية القرآنية 'وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى'، فالإنسان ليس عليه سوى السعى، وسيوفقه الله، ونصيحتى للشباب أن يسعوا دائما وألا يتوقفوا عن التعليم، كما أننى أنصح أولياء أمور ذوى الهمم أن يعطوهم فرصة للتعليم ليحققوا أحلامهم، لأن ذوى الهمم يستطيعون فعل أى شىء، ولقد تواصل معى الكثيرين من أولياء أمور ذوى الهمم وأخبرونى أنهم سيجعلون بناتهم يكملون تعليمهم بعد معرفتهم بتجربتى، ولقد أطلق على الكثيرين من المحيطين بى لقب ملهمة ذوى الهمم وفتاة المستحيل، وهدفى أن أكون ذا أثر طيب فى تلك الدنيا.
واستطردت: السبب الأساسى فى أننى كنت حريصة على تطوير نفسى بشكل دائم أننى لا أحب أن أقارن نفسى بشخص أخر، ولكننى أقارن بين نفسى الآن بما كانت عليه قبل ذلك، وأنا أستعين بالله دوما على أى صعاب، كما أننى أحب أن أطور من نفسى دائما لأكون نعمة على أهلى وليس نقمة، كما أحب أن أحيط نفسى دائما بمحبى العلم لأحفز نفسى وأتعلم من خبراتهم، بالإضافة لكونى أحب الاعتماد على نفسى.
ووجهت 'نعمة'، الشكر لوالدتها ووالدها الذين كانا أكبر داعم لها، وباقى أفراد أسرتها الذين وثقوا بها وبقدراتها، ويدعمونها بشكل كبير، موضحة أن أسرتها لا تعاملها على أنها شخص مختلف.
وتضيف: أنا أتميز كونى شخص منجز، ولقد قررت الاعتماد على نفسى منذ صغرى، ومن خلال ذلك استطعت أن أقنع أهلى أننى سأكون قدر ثقتهم، وذلك بعد معاناة من رفض أهلى أن أكمل تعليمى، وتابعت: تقدمت للحصول على كارت الخدمات قبل ذلك ولكن لم يفلح الأمر، وأنا أطالب بالحصول عليه.
ذوى الهمم طاقة وليسوا إعاقة.
واختتمت 'نعمة'، حديثها قائلة: 'أشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه أظهر ذوى الهمم للنور بشكل أكثر، ما أدى لبدء تغير نظرة المجتمع لنا، كما وجهت رسالة للمسئولين وأصحاب الشركات وطالبتهم بأن يؤمنوا بقدرات ذوى الهمم، لأنهم أشخاص يحبون الاجتهاد، إذ أن ذوى الهمم قادرين على عمل كل شىء ولكن بطرق مختلفة، فذوى الهمم طاقة وليسوا إعاقة'.