«ذبَحتَ الإنسانيةَ كلها».. رسائل قوية من قاضي «نيرة» قبل إحالة المتهم للمفتي (فيديو)

المستشار بهاء المري- رئيس المحكمة
المستشار بهاء المري- رئيس المحكمة

توجه المستشار بهاء الميرى، رئيس محكمة جنايات المنصورة، قبل إحالة أوراق المتهم بقتل «نيرة»، طالبة جامعة المنصورة، إلى المفتي لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه، بكلمة للأسرة المصرية والمجتمع وللمتهم.

وجاء نص كلمة قاضي محاكمة المتهم بقتل نيرة أشرف قبلَ النُطقِ بما انتهت إليهِ المُداولة، كالتالي:

- دُنيا مُقبلةٌ بزخَارفِها، وإنسانٌ مُتكالبٌ على مَفاتِنها.

- ماديةٌ سَيطرَت، فاستلبَت العُقولَ وصارَ الإنسانُ آلة.

-يَقينٌ غابَ، وباطلٌ بالـزَّيف يَحيَا، وتَفاهاتٌ بالجَهر تَتواتَر.

- وبَيتٌ غابَ لسببٍ أو لآخر.

- والمؤنسِاتُ الغالياتُ صِرن في نظر المَوتُورينَ سِلعة، والقواريرُ فَـواخير.

- ونَفـسٌ تَدثـَرت برداءِ حُبٍ زائفٍ مَكذوب.

-تأثرت بثقافةِ عَـصر اختَـلطت فيه المَفاهيمُ.

- الـرغبةُ صَارت حُبًا، والقتلُ لأجلهِ انتصارًا، والانتقامٌ شَجاعةً، والجُرأةَ على قِـيَم المُجتمع وفُحشِ القَـولِ والعلاقاتُ المُحـرَّمةُ، تُسمَّى حُـريةً مَكفولة.

- ومن هذا الرَّحم وُلدَ جَنينًا مُشوَهًا.

- وَقُـودُ الأمَّةِ صارَ حَطبَها.

- باتَ النشءُ ضَحيةَ قُدوةٍ مُشوهة، وثقافاتٍ، مَسمُوعةٍ ومَرئيٍّةٍ ومقروءة، هذا هو حالُها.

- ومن فَرْطِ شُيوعهِ، واعتباره من قبلِ كثيرين كشفًا لواقع، زُيِّـنَ لهم فَـرأَوهُ حَسنًا، فكان جُـرمِ اليوم له نِتاجَا.

- أفَتذهبُ نَفسُنا عليهم حسَـرات؟!

- إنَّ هذا الخَـللَ، إنْ لم نأخذ على أيدي المَوتورينَ ومُروِّجيهِ؛ استفحَـلَ ضَرَرُه، وعَـزَّ اتقاءُ شَـرِّه، واتسَع الـرَّتقُ على الـراتق.

- ولكلِّ ما تَقدمَ، تُطلِـقُ المَحكمةُ صَيحَة:

- يَا كُلَّ فِـئاتِ المُجتمعِ لابُـدَّ مِن وَقفَـة.

- يا كُلَّ مَن يَقْـدرُ على فِعلِ شَيءٍ هَلُمُوا.

- اِعقدوا مَحكمةَ صُلحٍ كُبرَى بين قُـوَى الإنسانِ المُتابينةْ، لنُنَـمِّيَ فيهِ أجـملَ ما فيه.

- أعيدُوا النَشءَ المُلتوي إلى حَظيرةِ الإنسانية.

- عَلِموهُم أنَّ الحبَّ قَـرينُ السلامْ، قَـرينُ السَكينةِ والأمانْ، لا يَجتمعُ أبدًا بالقتلِ وسَفكِ الدماء.

- أنَّ الحبَّ ريحٌ من الجَنةِ، وليس وَهَجًأ من الجَحيم.

- لا تُشوهوا القُــدوةَ في مَعناها فـتَنحلَّ الأخلاقْ.

- عَظِمُوها تَنهضُ الأمَّة.

- هكذا يكونُ التناولَ، بالتربيةِ، بالموعظةِ الحَسنَةِ، بالثقافةِ، بالفَـنِون، بمنهجٍ تكونُ الوَسَطَيةُ وسيلتَه، والتَسامُحُ صِفتَه، والـرُشدُ غايَتَه.

- وإلى الآباء والأمهات نقول:

- لا تُضيِّعوا من تَعُــولون.

- صَاحِبُوهم، ناقِـشُوهُم، غُوصُوا في تفكيرهم.

- لا تتركُوهُم لأوهامِهم. اغــرسُــوا فيهم القِـيَم.

- وإلى القاتلِ نقول:

- جـئتَ بفعلٍ خَسيس هــزَّ أرضًا طيبةً أَسَرَت لويس.

- أَهــرَقتَ دَمًا طاهرًا بطعَـناتِ غَـدرٍ جَـريئة.

- ذبَحتَ الإنسانيةَ كلها، يومَ أنْ ذبَحَتَ ضَحيةً بريئة.

- إنَّ مَثَـلَكَ كمَثلِ نَـبتٍ سامٍ في أرضٍ طيبة.

- كُلما عَاجَـلَـهُ القَطعُ قبلَ أن يَمتـدَ، كان خيرًا للناسِ وللأرضِ التي نَـبتَ فيها.

- ونعودُ إلى الدعوى:

- بعد مُطالعة الأوراقِ، وسماع المرافعةِ الشفويةِ والمُداولةْ، فقد اطمأنَّ وجدانُ المحكمةِ تمامَ الاطمئنانِ، وبالإجماع، إلى إعمالِ نصِّ الفقرةِ الثانيةِ من المادة 381 من قانون الإجراءات الجنائية.

لذلك قررت المحكمةُ، إرسالَ أوراقِ القضيةِ إلى فضيلةِ مفتي الجمهورية، لأخذ الرأي في إنزالِ عقوبة الإعدام بالمتهم. وحددت للنطق بالحكمِ جلسة الأربعاء، السادس من يوليو اجاري، للنطق بالحكم.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً