نجح فريق دولي بقيادة علماء مصريين، في التوصل إلى طريقة مبتكرة في تحديد الزمن الدقيق للأحداث الجيولوجية، بمشاركة أساتذة من جامعتي فيتنام للعلوم، وبرجن النرويجية.
الفريق العلمي الدولي جاء بقيادة علماء مصريين، وهما؛ الدكتور هيثم صحصاح بجامعة دمياط، و الدكتور أحمد محمد الدسوقي أستاذ الجيوفيزياء بكلية العلوم بجامعة السويس وابن محافظة الأقصر، حيث نشر البحث الذي ضم الطريقة المبتكرة لتحديد زمن الأحداث الجيولوجية بدقة، في مجلة Scientific Reports التابعة لدار نشر Nature.
وقال الدكتور أحمد الدسوقي؛ إن فكرة البحث بدأت منذ ثلاثة أعوام بهدف التوصل إلى عمق الوشاح الداخلي للأرض وكيفية توزيعه باستخدام البيانات المغناطيسية، وتم تقديم البحث لمجلة كبرى متخصصة في نشر البحوث العلمية، ثم انضم تباعًا لفريقنا كل من؛ دكتور لوان ثان فام من دولة فيتنام، والبروفيسور هارلد فرنس من النرويج، وتم تقديم البحث لمجلة الـnature، وخضع البحث للتحكيم.
لجنة التحكيم أشادت بالبحث، مؤكدين أنه يقدم فكرة حديثة التناول، والتي تعزي إلى أن التوقيت الدقيق لتصادم الهند بآسيا شابهُ خلاف كبير، فالبعض أرجع الفترة إلى 65 مليون سنة، فيما ارجعها آخرون إلى 35 مليون سنة، وكان الفارق بين النتيجتين كبير جدًا، حسبما أوضح الدسوقي.
وبين أستاذ الجيوفيزياء بجامعة السويس أن الطرق التي تم استخدامها في البحث جعلت تحديد موعد تصادم الهند بآسيا أكثر دقة وتوصلنا من خلاله إلى أن موعد التصادم وقع منذ 55 مليون سنة.
وقال الدكتور هيثم صحصاح - جامعة دمياط، إن أعمدة الوشاح اسفل جزيرة لا ريونيون في المحيط الهندي أدت الي تصدع و كسر صفيحة الهند التكتونية و بالتالي انفصالها عن مدغشقر منذ 66 مليون عام، بعدما كانت جزء من القارة الأم جوندوانا، ما أدي إلي حدوث براكين هائلة و غير معهودة علي اليابسة ادت لتكون مصاطب الدكن، حيث تحركت الهند بعد هذا الانفصال بسرعة هي الأكبر لصفيحة تكتونية في حقبة الحياة الظاهرة.
ويرجع الدسوقي أهمية هذه الفترة إلى أن السرعة التي انفصلت بها الهند هي أكبر سرعة انفصل بها لوح تكتوني أدى إلى تحركها من مكانها، حتى أن اصطدامها بآسيا نجم عنه وقوع براكين وزلازل في العالم أدت إلى حدوث موجة انقراض في هذه الآونة، وارتفاع في درجة الحرارة وتغيرات مناخية في كوكب الأرض، مكنت هذه الساعة الجيولوجية في البحث من التوصل لزمن وقوع كل هذه الأحداث.
وفيما يخص أهمية البحث أشار الدسوقي إلى أنه يمكن تطبيق هذه الساعة الجيولوجية لتحديد توقيتات الأحداث الجيولوجية الهامة بدقة، والتي أحدثت فترات فارقة في عمر الأرض، لافتًا إلى أن البحث العلمي يهدف عادة إلى حل مشكلة ما، أو يسهم في تفسير غموض حول قضية ما، مؤكدًا أن هذا البحث ترجم الجدل الذي أثير حول توقيت اصطدام الهند بآسيا، موضحًا أن الساعة الجيولوجية في هذا البحث استندت إلى مثال الهند وآسيا كأكبر مثال أثير حوله جدل في الدراسات الجيولوجية ولكن قد تستخدم الطريقة المبتكرة في البحث؛ في تحديد أعمار وطرق تكوين العديد من الأشياء تباعًا تحديدًا دقيقًا.
وأضاف؛ كما سيؤهلنا البحث لوضع تفسير لحركة البراكين والزلازل وعلاقات الخزانات البركانية في تراكيب الأرض الداخلية، وفهم اتجاه حركتها، فضلًا عن التوصل إلى زمن تكوين المعادن وتخيل طرق تكوينها.