بيديها الناعمتان، وابتسامتها البسيطة، وفي حجرتها الصغيرة، تعد أدواتها كل صباح لتصفي ذهنها وتبدأ فى تصميمها لعرائس المولد النبوي الشريف.
تروي ' زينب عبد الدايم علي' الشهيرة بـ'أم رامي'، والمقيمة بإسنا جنوب محافظة الأقصر، لـ'أهل مصر' قصة كفاحها، قائلة إنها تمتهن تلك المهنة منذ 17 عاما، حيث تقوم بإحضار العرائس البلاستيك وأثواب القماش، وأدوات الحياكة، ومسدسات الشمع، من أجل عمل التصميمات المناسبة لكل عروسة على حدة، لتبدع فى عمل التصميمات، حيث تجعل لكل عروس فستان، له قماش وتقصه وتحيكة، لتنسقه كي تتناسب مع جسم العروسة، وتطور من نفسها وتتعلم رسم الحناء للعروس.
تقول 'زينب'، إنها عندما تطلقت من زوجها، أخذت تفكر كثيرا فى مشروع تستطيع أن تنفق من خلاله على طفلها، فلجأت إلى فكرة تصنيع العرائس وأخذت تنفق بها على نفسها وولدها، وعندما تقدم عريس لزواجها وتمت الموافقة عليه، أكملت فى مسيرتها وأخذت تصمم وتعمل عرائس المولد، وتقوم بتطريز كل فستان عن طريق استخدام بعض الإكسسوارات، ومسدس الشمع، كي تنجح فى النهاية بإخراج تحفة فنية يتم وضعها في صندوقها الشفاف ليقبل عليها الزبائن من مدينة إسنا وكافة قراها، إذ تجعل شكلها يجذب جميع من يشاهدها، التي يبدو عليها الجمال، من أجل مساعدة زوجها الجديد على ظروف المعيشة.
وأوضحت أن أيام المولد تُعَدّ فى نظرها بمثابة الموسم، الذي تستطيع أن تكسب فيه أكثر قدر من المال والربح الذي تساعد به زوجها، وتخفيف العبء عنه، لافتة إلى أنها أنجبت منه بنتا أسمتها 'نورا' وأثناء حلول موسم المولد فإن نجلتها تترك دراستها وتظل في المنزل كي تساعدها في تصنيع العرائس، وذلك من خلال قيامها بتقفيل ألواح الزجاج ووضع العرائس بداخلها لعرضها لحين قدوم أصحابها لاستلامها وإهدائها لمن يريدون ، ثم بعد ذلك تركها زوجها هي وابنتها دون السؤال عليهما فظلت تمارس مهنتها وتعمل ليلا ونهارا من أجل إعالة نفسها وأبنائها.
وأضافت الأم المكافحة، أنها 'تقوم بشراء العروسة البلاستيك وتقوم بزخرفتها وصنع فستان لها بطريقة حديثة، واختيار الألوان الزاهية المبهجة وتطرزها، كما تضيف عليها الحروف والأسماء، وغالبا ما يطلب الزبون وضع صورة للشخص الذي يريد إهدائها إليه'، موضحة أنها استطاعت هذا العام أن تطور صنعتها، حيث أنها أضافت 'الأنوار والكهرباء' للعروسة، حيث جعلت عروسة المولد تدور وتغني بواسطة محولات صغيرة تضيفها لها، وبعض الأنوار لتكون أكثر جاذبية للزبائن، مؤكدة على أنها تضيف كل عام لمسة جديدة لعروسة المولد، لكي تجذب إليها الأبصار، كما أنها أبدعت فى صناعة أشكال أخرى غير العروسة وهي عروسة بحنطور تحمل عصا، وعريس فوق حنطور يمسك عصا بيديه، وغيرها من الاختراعات.
واختتمت 'زينب' حديثها بمناشدتها وزارة التضامن الاجتماعي دعمها بمشروع لأن هذه الأيام تعد بالنسبة لها موسم يأخذ أسبوعه وينتهي وتظل طوال العام تحتار فى دفع إيجار الشقة والإنفاق على أولادها، لافتة إلى أن تصميمات عرائسها تتميز بالبساطة التي يغلب عليها الجانب الإبداعي، كما أن إنتاجها يختلف عن المعروض في السوق، وبأسعارمنخفضة، حيث أن سعر العروسة يختلف من الواحدة للأخرى حسب حجمها والأعمال التي تم إدخالها عليها، فتبدأ الأسعار من 35 جنيها فأكثر، وتختلف الأسعار حسب كل عروسة وعلى حجمها والأعمال التي تم إدخالها فيها، مما يزيد من حجم الطلب عليها من قبل الأهالي.