قال الشيخ حسن عبد البصير وكيل أوقاف مطروح، إن المديرية تقيم أمسيات ليلية بالمساجد عن أهمية الزراعة قبل موسم الأمطار وحث المواطن على زراعة الشعير والقمح، وبذل العرق والجهد من أجل الكفاية التي هي من أوجب واجبات الوقت، ولا أبلغ في الحث على العمل والزراعة من قوله -صلى الله عليه وسلم- 'إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها'.
صناعة المستقبل
وقال الشيخ حسن عبد البصير مدير مديرية أوقاف مطروح في كلمة عن الحديث ببساطته في معناه، ووضوحه في مغزاه، فإنه يشكّل بعداً استراتيجياً عميقاً، غاية في الأهمية، لارتباطه بصناعة مستقبل هذه الأمة المسلمة، وتحديد مكانتها بين الأمم، وبيان ذلك يظهر في تلك الدعوة الحميمة التي أطلقها هذا الحديث لأفراد الأمة للاهتمام بالزرع الذي يشكّل صمام الأمان الحقيقي لتوفير الغذاء، توفيراً ذاتياً، يغني المسلمين عن استيراد المحاصيل الزراعية من دول أخرى.وأكد علي الصدقات لا تعد ولا تحصى
وعن أنس -رضي الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- [مَا مِن مُسلم يَغرِسُ غَرْسًا أو يَزرَعُ زَرْعًا فيأكُلُ مِنه طَيرٌ أو إنسَانٌ أو بَهِيمَة إلا كان لهُ بهِ صَدقَةٌ]... رواه النسائي.
فقد جعل لصاحب الزرع صدقة على كل ما ينتفع من زرعه سواء أكل منه إنسان أو دابة أو طير، فما أعظمها من دعوة لإقامة العمران، وتشييد الحضارة من خلال تشجيع المسلمين على الاهتمام بالزراعة، حتى تتحول بلاد المسلمين إلى بساتين وجنات، توفر الغلال ويُبنى عليها صناعات واعدة فتنمو البلاد وتزدهر
ويكفي في قيمة العمل أن نبيا كريما وملكا كان يأكل من عمل يده (ما أكَلَ أحَدٌ طَعاماً قَطُّ، خَيْراً مِن أنْ يَأْكُلَ مِن عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيّ اَللَّه داوُدَ- عليه اَلسَّلَام-، كانَ يَأْكُلُ من عمل يده)