نظمت كلية التمريض بجامعة سوهاج، بالتعاون مع مستشفى الصحة النفسية وعلاج الإدمان، ندوة تثقيفية عن "اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه"، بحضور الدكتور عبدالناصر ياسين نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور خالد عبد اللطيف نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة غني عبد الناصر عميد الكلية، والدكتورة نور الهدى مصطفي وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة منن عبد المقصود الأمين العام للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، والدكتورة رانية أحمد مدير عام الإدارة العامة لشئون المستشفيات، إلى جانب رؤساء الأقسام وأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالكلية، وعدد كبير من الطلاب بمختلف الكليات.
وأثنى الدكتور مصطفي عبد الخالق رئيس الجامعة، على موضوع الندوة، وقال إن الندوة ناقشت أعراض المشكلة وأسبابها وطرق علاجها، وذلك بمشاركة أساتذة متخصصين في مجال الطب النفسي وصحة الأطفال.
وأشاد الدكتور عبدالناصر ياسين، بالتعاون المثمر مع مستشفى سوهاج للصحة النفسية وعلاج الإدمان، موضحاً أن مشكلة فرط الحركة وقلة الانتباه من المشاكل المزمنة التي تصيب نسبة كبيرة من الأطفال وتبدأ فى مرحلة الطفولة وتستمر حتى البلوغ، وتظهر أعراضه واضحة في معاناه الطفل من صعوبات التعلم والتذكر وتشتت الانتباه، لذلك يجب الاهتمام بمعالجتها مبكراً لما تسببه من أذى نفسي للطفل وتؤثر على حياته وعلاقته بالمحيطين به.
وأشار الدكتور خالد عبد اللطيف، إلى أن الندوة جاءت ضمن أنشطة خطة قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة التي يتم تنفيذها على مدار العام بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني بالمحافظة، وذلك لنشر الوعي بين المواطنين داخل وخارج الجامعة بأهم القضايا والمشكلات المحيطة، وطرح طرق فعلية لعلاجها والقضاء عليها، مؤكداً على أن مناقشة موضوع الصحة النفسية للطفل لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، لأنها جزء أساسي من الصحة العامة، كما أن الاهتمام ببناء شخصية سليمة ومستقرة للطفل يساهم فى اكتساب خبرات ومهارات وقدرات شخصية صالحة للمجتمع.
التعامل مع المشاكل السلوكية
وأوضحت الدكتورة غني عبد الناصر، أن الندوة ناقشت أهم المشاكل النفسية الموجودة في المجتمع وخاصة عند الأطفال، بهدف معرفة كيفية التعامل مع المشاكل السلوكية التي تواجه الأطفال، مشيرة إلى أن أهم اضطرابات الأطفال تكمن في نقص الانتباه، وفرط الحركة والاندفاع، حيث يتمثل نقص الانتباه في صعوبة التركيز لفترة طويلة وعدم اتباع التعليمات وعدم الاهتمام بالتفاصيل وكثرة النسيان، فيما يتمثل فرط الحركة في كثرة الحركة وعدم الاستقرار في المكان، أما بالنسبة لاندفاع فيكون من خلال التصرف بدون تفكير والتحدث بدرجة كبيرة وعدم اللعب بهدوء، مضيفة أن طرق العلاج من تلك الاضطرابات عند الأطفال تبدأ من المنزل بتوفير بيئة هادئة للطفل وإعطاء الطفل أوامر محددة ليعرف ما هو مطلوب منه بالضبط دون تشتيت، إلى جانب ممارسة الطفل للرياضة باستمرار وأهمية شعور الطفل بحنان الأبوين وإتباع سياسة الثواب والعقاب الفوري معه، بالإضافة إلى العلاج من خلال برامج سلوكية والعلاج الدوائي بإشراف الطبيب المختص.
وفي السياق نفسه، قالت الدكتورة نور الهدى مصطفي، أن الندوة ألقت الضوء على أهمية تدريب الآباء والأمهات بشكل أساسي على تنمية مهاراتهم للتعامل مع الطفل بطريقة التدعيم الإيجابي، بمعنى الحصول على مكافأة أيًا كانت قيمتها عند قدرته التغلب على الصعوبات وتحقيق إنجازات جديدة على المستويين الاجتماعي والدراسي، هذا بالإضافة إلى تنمية المهارات الاجتماعية جنبًا إلى جنب مع رفع الثقة بالنفس والشعور بالنجاح والذي بدوره سوف يساعد المريض على التغلب على العديد من المشاكل والصعوبات وخاصةً في المجال الاجتماعي سواء في مدرسته أو بين أسرته، لافتة إلى أن هؤلاء الأطفال يحتاجون المساعدة حتى ينمو لديهم القدرة على ممارسة السلوكيات السليمة والتي يقبلها من حوله.
وتحدث الدكتور أكرم الصاوى، مدير عام مستشفى الصحة النفسية وعلاج الإدمان عن الخدمات التي تقدمها مستشفى الصحة النفسية وعلاج الإدمان، ودورها الكبير في تشخيص طبيعة المرض وتحديد الأسلوب الأمثل للعلاج، كما تناولت الدكتورة سناء مصطفي مدرس بقسم التمريض والصحة النفسية، طرق علاج مشكلة فرط الحركة وقلة الانتباه وخاصة عند الأطفال، وأيضاً قدمت الدكتورة مروة صلاح رئيس قسم طب نفسي الأطفال بالمستشفى تعريف بالمرض والأسباب العضوية والنفسية التي تؤدي لفرط الحركة وقلة الانتباه.