اعلان

طردها والدها وافترستها ذئاب الشارع.. مأساة «ضحى» فتاة بلا مأوى: «الشارع أحن عليا من أبويا»

ضحى الفتاة صاحبة الوسواس القهرى
ضحى الفتاة صاحبة الوسواس القهرى

'أنتي سبب فقرنا، غوري من عندنا والدنيا ها ينصلح حالها، انتي قبيحة، يا راسبة' بتلك الكلمات تعرضت 'ضحى' إحدى نزيلات دار زهرة مصر لإيواء الكبار بمدينة بدر، لأبشع أنواع الإساءة والعنف، فتنمر عليها والدها وتهكم عليها بكلمات كانت سببًا في أن تكون 'مريضة نفسية' مصيرها الشوارع والذئاب البشرية.

التقت 'أهل مصر' بإحدى نزيلات دار زهرة مصر لإيواء الكبار بمدينة بدر، وتدعى ضحى عبد المطلب إبراهيم، تبلغ من العمر ٣١ عامًا.

حكاية ضحى من مشردين الشوارع و أصيبت بالوسواس القهرى

والدي يناديني يا 'راسبة'

وقالت ضحى، سبب تواجدي في الشارع هو والدي، كان يكرهني وعندما رسبت في الصف الأول الإعدادي ولم أستطع استكمال دراستي لرسوبي أكثر من مرة، كان يتنمر علي ويناديني 'يا راسبة' ودائما يقول لي إنني السبب في وقف حالهم بقوله 'لو مشيتي اخواتك البنات هتتجوز واحنا ها ينصلح حالنا'

الراجل ده عاوز يموتني

وأضافت 'ضحى' كنت أقضي أوقات كثيرة في دورة المياه وكانت هناك تهيأت تظهر لي على صورة أشخاص فيها، بل كنت أتصور بأن هناك أشياء تمشى في المياه لذا كرهت الاستحمام وكنت أخشى من خلع ملابسي، فقررت الهروب من منزلنا بالفيوم نظرًا لقسوة والدي، والتحقت بأكثر من دار للإيواء وفي كل مرة كان يأتي والدي لاستلامي بمحضر رسمي من قسم الشرطة، فكنت أصرخ في الشارع وأقول للناس 'الراجل ده عاوز يموتني' واهرب منه، أصابني الوسواس، وعندما كنت اسأل نفسي لما كل هذه القسوة من أقرب الناس لي، كانت الإجابة بأن والدي تعرض للقسوة من أهله أيضًا، فلم يشعرنا بحنانه أبدًا.

الذئاب البشرية نهشت لحمى

وتابعت الفتاة الثلاثينية، عشت في الشوارع مدة طويلة وكانت الذئاب البشرية تنهش فيًَ، وأغلبهم من الصبية 'أولاد الشوارع' إلى أن جاءت سمر نديم مسؤولة دار زهرة مصر لإيواء الكبار وقامت بانتشالي من الشارع والتحقت بالدار عندها.أعيش حياة جميلة بالدار ويتوفر الطعام والملابس وأتعامل معاملة حسنة ولكني أحيانا أحن إلى الشارع لا أدرى لماذا؟ ربما لأنني تعودت على أن أعيش في الشارع 'حرة' بلا قيود وبلا أبواب.

محررة أهل مصر مع سمر نديم مديرة دار زهرة مصر للكبار بلا مأوى

سأعرضها على طبيب نفسى

ومن جانبها قالت سمر نديم مدير مؤسسة زهرة مصر للكبار بلا مأوى، إن ضحى شخصية غريبة، فتاة يبدو عليها الهدوء ومتزنة إلا أن لديها وساوس تجعلها تشك في من حولها، ودائما تشعر بأنها مضطهده، ويبدو أن هناك خلافات بينها وبين والدها، ربما يكون قد تنمر عليها بلفظ أو كلمة أساءت لها نفسيًا دون قصد منه.

كما أنها تكره الاستحمام أو تغيير ملابسها بشكل غير طبيعي، الأمر الذي يؤكد بأن هناك شيء يؤذيها في ذلك، وخلال الأيام المقبلة سوف أعرضها على طبيب نفسي، فهي تعرضت للاعتداء الجنسي في الشارع ودائما تطلب الخروج من الدار وأنا أمنعها من ذلك خوفًا عليها، وحتى لا تأتي مرة ومعها طفل وهنا تكون الكارثة.

فريق عمل دار زهرة مصر للكبار بلا مأوى

حالات المشردين صعبة

أحاول أن أكون قريبة باستمرار من جميع نزلاء الدار، وأشعرهم بأنني أخت وأم لهم، قريبة منهم ربما أصل لهويتهم ويأتي أهلهم لاستلامهم ولن أتركهم حتى يتعهدوا برعايتهم، فحالات المشردين بالدار صعبة، وتؤكد بانهم تعرضوا لظلم فاحش من أقرب الناس إليهم.

WhatsApp
Telegram