العمدة زمان داخل قرى الصعيد الجواني كانت ليه هيبته وتقديره واحترامه من الصغار والكبار الذين كانوا يستحييون أن يمروا أمامه راكبين دوابهم ليس خوفا منه بل اجلالا وتقديرا له، عكس ما يحدث اليوم تماما من الهرج والمرج الذي يفعله الشباب والجيل الجديد، اللي مش حاسس بقيمة العمدة وأهميته، بهذه الكلمات يروي ' ضياء البتيتى' عمدة قرية العضايمة التابعة لمركز ومدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، لـ' أهل مصر' ما يدور داخل دوارالعمدة، والفرق بين العمودية فى العصر الحاضر والعصور القديمة.
عمدة قرية العضايمة ومشايخ الغفر
ضياء البتيتى: العمودية فى بيتنا بقالها أكثر من 100 سنة ومش أى حد يبقى عمدة
ويقول ضياء البتيتي ، عمدة قرية العضايمة، أن العمودية فى بيتنا منذ أكثر من 100 عام ورثتها أبا عن جد، حيث كان والدي عمده وجدي عمده وجد أبى عمدة، ودوار العمودية عندنا مفتوح طوال اليوم لتلقي جميع شكوى المواطنين على مدار الـ 24 ساعة، لافتا إلى أنه تولى قبل ذلك ذلك مهام نائب سابق فى 2010، وعضو مجلس محلي لمدة خمس دورات، ورئيس أمناء التعليم بإسنا.
دور العمدة البتيتي
البتيتي : لو قلنا العمدة بيمثل وزير الداخلية ماشي ولو قلنا مدير أمن ماشي
وأوضح مهام العمدة فى قريته بقوله:' للعمدة مسئوليات كثيرة أولها تلقي شكوى المواطنين فلو قلنا العمدة بيمثل وزير الداخلية ماشي، ولو قلنا مدير أمن ماشي، لإن العمدة مسئول عن الناحية الأمنية ومسئول عن كل ما يدور داخل القرية من الألف للياء، فجميع ما يخطر ببال الإنسان يتحمله العمدة سواء كان من النواحي الزراعية أو الأمنية أو الصحية، فمسئوليات العمدة متعددة ولن تقتصر على نهج معين،ودوار العمودية هنا يعتبر مركز شرطة،والعمدة مأمور ضبط قضائي، لافتا إلى أن معظم شكوى المواطنين بيتم حلها عن طريق الود والمحبة بسبب كونه أساسا من البلد فيعلم عقول أفراد قريته وتفكير كل عائلة.
العمدة ضياء البتيتي
طرق تلقى العمدة لشكاوي المواطنين سواء من داخل القرية أو خارجها بالقاهرة
وأشار'البتيتي 'إلى أنه يتلقى شكوى المواطنين بجميع الطرق والوسائل حيث يتلقى بعضها بدواره وثانيها هاتفيا وآخراها عبر وسائل
التواصل الإجتماعي لمن هو مقيم خارج البلدة، وبعضها عن طريق صندوق أمام الدوار ثم يقوم بفحص الشكوى جيدا، هو وأعوانه الذي يصفهم بأنهم العصب الأساسي للعمدة، وهم 4 مشايخ غفر، الذين يترأسوا جلسة المصالحات ويجلسوا مع الطرفين ويسمعون كل طرف منهم على حدا ثم يقومون فى النهاية هما والعمدة بتطبيق العرف الذي يعد قانونا معترف بيه دوليا.
وضرب العمدة مثلا لتلقيه شكوى من أحد المواطنين المقيمين بالقاهرة عبر وسائل السوشيال ميديا، بأن يرسل إليه أحدهم رساله عبر الماسنجير ويخبره بأنه فلان ابن فلان، ولديه قطعة أرض عند فلان ولا يعطيها له فيقوم بتكليف أحد مشايخ الغفر بفحص الشكوى ومعرفة تفاصيل الموضوع وويأتى له بتقرير مفصل عن الموضوع، ثم يقوم هو العمدة بعد ذلك بالرد علي الشاكي عبر السوشيال أيضا بأنه حدث كذا وكذا أو يجب حضورة لانعقاد جلسة بالبلدة بينه وبين الطرف الثاني.
شهادات تقدير العمدة ودوراته التدريبية
وأضاف أنه عندما لاحظ فى المواطنين عدم المقدرة أو الحياء من مواجهة أحد المواطنين فى أخطائه وإخبار العمدة عنه علنا، خطرت بذهنه فكرة وضع صندوق أمام الدار، والإعلان عنها بأن من يرى خطىء فى غيره ويستحي من الإخبار عنه علنا يكتب شكواه من غير اسمه حتى يرفع الحرج عنه ويضعها داخل الصندوق ثم بعد ذلك يقوم بفحص الشكوى جيدا وإذا تأكد من صحتها يقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة حيال فاعلها، موضحا أنه قام بتنفيذ الفكرة على أرض الواقع ونجحت وكشفت لي حقيقة شخصيات، ونصح بقية العمد بخوض التجربة لإظهارها أى انحرافات خلف الستار.
هنا تعقد جلسات الصلح الصغيرة
وأكد العمدة أنه ليس له وقت معين فى عمله فدواره مفتوح الـ 24 ساعة لتلقي شكاوي المواطنين، وأنه عندما يرغب فى أخذ أجازة من عمله هو أو أحد مشايخ الغفر يقوموا بالتقدم لها رسميا ويتم تقيدها فى دفتر الأحوال بعلم مدير الأمن ومأمور المركز، مشيرا إلى أن الصفات التي يجب توافرها فى العمدة هي العدالة دون النظر لأى صلات قرابة بينه وبينه أحد الخصيمين، وأن يكون قوي الشخصية، وعدم قبول الرشوة، ولا يخشى فى الحق لومة لائم.
وواصل حديثه قائلا :' من أكثر المشاكل اللي بتواجهنا مشاكل الشباب والفتيات لإنها لم تكن واعية وهو أيضا، فعلى سبيل مثال مشاكلهم 'خاطب وخطيبته مثلا يكون بينهما اتفاق على جميع الأمور وفجأه قبل الفرح بفترة بسيطة يقرران الإنفصال، أو مثلا بينهما توافق طوال الخطوبة وعقب الزواج بسنة يريدان الإنفصال، فعندنا لجنة حكماء بتجمع رجال الأزهر والدين وبنحاول نلاقي حل وسط يرضي الطرفين ونصلح بقدر المستطاع مرة واتنين وتلاتة لكن هذه المشاكل من أصعب المشاكل التي نواجهها.
العمدة ضياء البتيتي للشباب: " اللي ملوش كبير يشتريله كبير"
وأختتم العمدة ضياء حديثه بتوجيه نصيحة للشباب قائلا :'عاوز اقول للشباب' اللي ملوش كبير يشتريله كبير' لابد أن تعلموا بما لكم وما عليكم، من حقوق، وواجبات، والخطأ عمرك ما يكون صح فلابد أن تتعلموا من اخطائكم و تستفادو من دروس الحياة جيدا، واجلسوا بجوار آبائكم وأخوانكم الكبار واستفادو من خبراتهم حتى تعلم من والدك ما تم فى قطعة ارضه التي ستصبح ملكك فى المستقبل.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
