'من المحنة ولدت المنحة.. لم يتمكن اليأس منى بل فكرت فى استغلال وقت فراغى بعد أن فقدت بصرى إثر حادث اضطرنى للدخول غرفة العمليات ٥ مرات فى أقل من شهر' .. هكذا بدأ أحمد فهمى شاب بورسعيدى من ذوى الهمم 'كفيف' يروى قصته لـ 'أهل مصر'.
الشاب أحمد فهمي
عزفت الكمان وعمرى 20 عاما
قال أحمد: 'تخرجت من دبلوم فنى صناعى، وبعدها تعرضت لحادث عندما كان عمرى ١٩ عاما، تسبب فى إصابة فى العصب البصرى، نتيجة ضغط على العصب وخضعت لعدة عمليات جراحية، ولكن باءت بالفشل، وفقدت بصرى'.
وأضاف الشاب البورسعيدي: 'عندما كنت طفل كان يراودنى معرفة كل شىء عن آلة الكمان، وكان شغفى بها كبير، و بعد أن فقدت البصر أردت ان ألجأ إلى وسيلة تساعدني على تحدى إعاقتى، وبالفعل عزفت الكمان وعمرى ٢٠ عاما، توجهت إلى قصر ثقافة بورسعيد وكانت هناك كورسات مجانية لتعليم الكمان و آلالات أخرى'.
"صولو كمان" فرقة الموسيقى العربية
وتابع أحمد: 'أدركت أن تلك الآلة تعليمها صعب جدا على المبصر، فمابالك بالكفيف سيكون أصعب، بدأت أحاول أشتغل على السمع بالتمرين المستمر والحمد لله تعلمت وطورت من نفسى.. عملت قناة خاصة بى على اليوتيوب فتحت لى مجال آخر فى بورسعيد، عندما شاهدنى المايسترو رجب الشاذلى، تواصل معى من أجل الانضمام لـ فرقة الموسيقى العربية بقصر الثقافة، وبالفعل انضممت للفرقة، وعملت بها ٤ سنوات وبدأت فى عزف مقطوعات لسيدة الغناء العربى أم كلثوم، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وأصبحت 'صولو كمان'.
وأكمل الشاب البورسعيدي: 'كان أول صولو قمت بعزفة على مسرح قصر ثقافة بورسعيد مع فرقة الموسيقى العربية صولو كمان لأحد أغانى عمرو دياب ' حبيبى ولا على باله'، كان من أصعب الصولوهات الحديثة، وأول تحد لى، دعم معنوى، منحنى طاقة إيجابية لاستكمال مشوارى، وصوت تصفيق الجمهور لى كان الدافع لإصرارى على مواصلة النجاح'.
وأردف أحمد فهمي: 'هناك أشخاص طلبوا منى أن أعزف آلة' العود'، لأن 'الكمان 'صعب على الكفيف، كيف سأتحكم فى مسكها والتعامل معها، ولكنى رفضت، وتحملت وتعلمت'
والدتى دعمتنى وساعدتني على تجاوز المحنة
واختمم الشاب البورسعيدي كلامه بالحديث عن والدته/ قائلا: 'والدتى كانت الداعم لى، تساعدني فى الذهاب إلى تعليم الكورسات، لأنها كانت تتمنى أن ترانى سعيدا وهى تعلم أن سعادتى فى تحقيق أحلامى.. أمنيتى أن أعزف بجوار الفنان تامر حسنى لأننى أعشقه تابعته على مدار سنوات تمنيت العمل معه دون تقاضى أى أجر'.