الأم المثالية بالأقصر: «كنت لولادي أم وأب بعد رحيل والدهم»

الأم المثالية
الأم المثالية

ضحت بسعادتها لأجل أطفالها بعد أن تركها زوجها وفارق الحياة، وهي في ريعان شبابها، وجعلها تكمل مشوار حياتها بمفردها مع أبنائهم الثلاثة الذين تراوحت أعمارهم ما بين الـ شهرين وحتى 8 أعوام، وفعلت معهم المستحيل حتى توفر لهم كافة متطلباتهم وكانت لهم ردة فعل جميلة في عيد الأم أدخلوا من خلالها البهجة والسرور على قلب والدتهم، وهي الست الصعيدية ابنة محافظة الأقصر.

الأم المكافحة

وتروي 'كوثر رمضان' إحدى سيدات أرمنت غرب محافظة الأقصر، والفائزة بلقب الأم المثالية على مستوى المحافظة لـ'أهل مصر' قصة كفاحها، قائلة: أنني أعمل معلمة و توفى زوجي وأنا في الـ 32 سنة من عمري وترك معي ثلاثة أبناء، الكبرى كانت تبلغ من العمر حينها 8 سنوات، والوسطى أقل من 6 سنوات، وابني الصغير كان عمره شهرين، ولم يوجد معي أي أموال سوى راتبي الشهري ومعاش والدهم القليل لوفاته في سن صغير، فتعبت عليهم جدا وكان كل هدفي ألبي لهم كافة متطلباتهم ولم أجعلهم ينظرون لما في يد غيرهم.

وتابعت الأم المثالية، حرصت على تعليمهم فكنت أقل من كمية احتياجاتنا كي البي لهم متطلباتهم ونجحت في دخولهم كليات جميلة، حيث أن ابنتي الكبرى تخرجت من كلية التجارة بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف، وتعمل الآن بالبنك، وابنتى الوسطى تخرجت من كلية الطب البشري وتعمل نائبة جامعة أسيوط، وابني الصغير يدرس بكلية التجارة، لافتة إلى أنهم كانوا يعيشون في منزل من الطين مهدما فذات يوم انهدمت منه اجزاء وكاد أن يسقط علينا فقام زوج أختي وشقيقتي باستضافتي أنا وعيالي بمنزلهم حتى انتهيت من إجراءات التراخيص والبناء ثم قمت ببناء بيتي الذي أمكث فيه الآن أنا وأبنائي.

وأضافت ' كوثر'، أن واجهت صعوبات كثيرة خلال رحلة كفاحها وهي أن راتبها الشهري كان لا يكفي متطلبات أطفالها وكانت لا ترغب في أن تمد يدها لغيرها أو تعتمد على عطاء الغير بالرغم من دعم أهلها لها ومحاولتهم مساندتها إلا أنها كانت تصمم على أن تساعد عيالها بنفسها فكانت تلجأ أحيانا إلى تقليل كميات مستلزمات المنزل ومتطلباته وتشترى لوازم البيت كالطعام والشراب بالأقساط من المحلات، مشيرة إلى أن الزوج يحمل عبئا كبيرا على الست فى حياته وأن كل سيدة يتوفى عنها زوجها فحملها يصبح ثقيل على كتفيها.

وأوضحت الأم المثالية، أن أبنائها قاموا بالتقديم لها فى مسابقة الأم المثالية على مستوى المحافظة منذ عدة أيام دون علمها، من أجل أن يعملوا لها مفاجأة كي يسعدوها ويردوا لها جزء من تضحياتها فى هذا اليوم، كما أنهم لما يجعلوا المحافظة تخبرها بفوزها باللقب أو تعلمها بالمسابقة، مؤكدة أن سعادتها لا توصف بتكريم المحافظة لها بلقب الأم المثالية وتقدير عيالها لها بعد هذا العمر، حتى جعلوها تشعر بأن تعبها وتضحيتها لم تذهب هدر، وافتخرت بتربيتها أكثر .

واختتمت الأم المكافحة حديثها بتوحيه نصيحة للسيدات بأن يعملن المستحيل من أجل فلذات اكبادهن والحياة لم تكن سهلة بعد فراق الزوج ولكن يجب عليهن أن يتحلوا بالصبر ويكافحن من أجل عيالهن حتى يوصلهم لبر الآمان وتخرج نماذج مشرفة وتجعلهم يفيدوا نفسهم ويفيدوا مجتمعهم، موجهة الشكر لكل من ساندها ودعمها خلال مشوارها فى تربية عيالها حتى ولو بكلمة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً