مشهد دموي يترسخ في ذهن السيدة نبيلة علي محمد حسن 81 عامًا، والدة الشهيد ممدوح حسني صادق، الذي استشهد في صباح يوم الثامن من شهر أبريل 1970 في الهجوم الإرهابي الذي شنته إسرائيل على مدرسة بحر البقر الابتدائية في مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، وراح ضحيته 30 طفلا وإصابة 50 آخرين بقذائف وصواريخ طائرات الفانتوم التي أطلقها العدم الصهيوني علي المدرسة.
والدة شهيد مجزرة مدرسة بحر البقر: ابني قبل مقتله قالي اعمليلي ساندوتش عشان أنا مش راجع تاني
قالت والدة الشهيد ممدوح حسني صادق في تصريح خاص ل'أهل مصر' أنا والدة الشهيد 'ممدوح' الذي استشهد في اليوم الأسود، بين منزلي والمدرسة مايقرب بنحو 100 متر فقط، في ذلك اليوم كنت أجلس أمام الفرن 'أخبز عيش' وطلب مني ابني تحضير ساندوتش قبل ذهابه للمدرسة قائله: ' قالي اعمليلي ساندوتش عشان انا مش راجع تاني' لحظتها انقبض قلبي.
أصوات دوي قذائف العدو الإسرائيلي تفزعني من نومي حتى اليوم
وتابعت: السيدة الثمانينية، بعدد دقائق قليله شعرت بهزة أرضية وسمعت أصوات دوي فتركت الخبز وهرولت مسرعة متوجهه نحو المدرسة ومن شدة الدخان الكثيف والأتربة تعرقلت وأنا أجري وسقطت أرضًا فاقدة للوعي وبعد افاقتي ذهبت للبحث عن ابني شاهدت مناظر مازالت راسخة في ذهني حتي يومنا هذا علي مدار 53 عامًا لم أنسي تلك المشاهد الدموية الصعبة لم أنسي أشلاء الأطفال المتناثرة عن بعضها لم أنسي أصوات دوي القذائق التي تفزعني من نومي حتي اليوم.
أنين الجرجي مازال عالق في ذهني
واستكملت: لم أنسي ابني الذي شاهدته جثة هامدة غارقا في دمائه يحمله صديق زوجي وقمت بوضع قطعة قماش عليه وذهبت به رفقة أبنائي واستوقفت جرار زراعي يحمل شهداء وجرحي مقطعين فوق بعضهم جميعهم ينزفون صعدت للجرار الذي كان ينقلهم لمستشفي الحسينية سمعت أصوات أنينهم التي مازالت عالقة في ذهني وأهاتهم تتردد في مسامعي ومن المشاهد الصعبة التي لاتنسي مشهد السيارة التي كانت تحمل الأطفال من الضحايا والمصابين وكأن الجرار ذاته صنبور دماء لا ينقطع أثناء سيره علي الطريق حتي وصولنا للمستشفي 'انا شوفت المر'.
نفسي أروح اعمل عمرة أو أحج بيت الله
واختتمت السيدة الثمانينية حديثها قائلة، أتمني بزيارة الكعبة المشرفة لعمل عمرة أو أداء فريضة الحج قبل أن أذهب إلي دار البقاء.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
